تقرير: مروان محمد
سادت حالة من الإستياء والضيق بين جموع المواطنين، وخاصة أبناء الصعيد، إثر إعلان وزارة النقل عن تحريك أسعار تذاكر القطارات العادية والمميزة والمعروفة بـ”قطارات الغلابة” بنسبة 150% ، وكذلك القطارات المكيفة الدرجة الأولى والثانية بنسبة 20% لتصبح أكبر زيادة لأسعار تذاكر القطارات في تاريخ السكك الحديدية .
قال إبراهيم أحمد – موظف بمحافظة أسوان، إن ارتفاع سعر تذكرة القطار سيحمل الأسر في الصعيد فوق طاقتهم، خاصة أن معظم أبناء صعيد يتجهوا للقاهرة أما للعمل أو العلاج، وليس من باب الرفاهية والتنزه، مشيرا الي أن أبناء الصعيد يفتقدون لكثير من الخدمات الضرورية كالصحة، ولذلك فأن القاهرة والوجه البحري هي ملجأهم لتحقيق ذلك الغرض.
كما قال إيهاب شكري- تاجر من محافظة سوهاج- أن وزارة النقل تتعمد رفع الأسعار لإفقار المواطنين وتحميلهم فشله في إدارة المرحلة الحالية، كما أنه لم تراعي معاناة المواطن في ارتفاع الأسعار من غلاء السلع والمنتجات من جانب، وجشع التجار من جانب أخر، وأن هذه الخطوة تضر أبناء الصعيد علي وجه الخصوص .
في ذات السياق، قال علي موسي- عامل من محافظة أسيوط، أن زيادة سعر تذكرة القطار في الوقت الحالي هو خراب بيوت وتدمير لأسر عديدة من أبناء الصعيد التي تعتبر القطارات وسيلة تنقلهم الوحيدة إلي القاهرة والوجه البحري، حيث يعمل غالبية أبناء الصعيد في أعمال البناء والتشييد والتي تكثر في العاصمة، كما أن هناك مرضي وطلاب يسافرون بالقطار، مما يتسبب في زيادة معاناتهم والأضرار بهم.
وأضاف موسي بأن معظم وسائل النقل قد ارتفع سعرها بما فيه الأتوبيسات التي تتسبب في إرهاق المواطنين ، وخاصة كبار السن والمرضي.
كما طالب حسن السمري، مدرس عربية من محافظة الأقصر، بضرورة تدخل أعضاء البرلمان الذين ينوبون عن أبناء الصعيد، لوقف تطبيق هذا الاقتراح الذي لم يراعي البعد الاجتماعي، مشيرا إلي أن معظم من يستخدم القطارات هم المرضي وكبار السن والعمال والطلاب الذين هم في أمَس الحاجة إلي من يساعدهم ويمد يد العون لهم.
وفى المقابل، ندد النائب محمد بدوي دسوقي، عضو لجنة النقل والمواصلات، بقرار وزارة النقل بزيادة أسعار تذاكر القطار، معتبراً القرار يخرج عن نطاق المسئولية وعدم الشعور بمسئوليات المواطنين ومحدودي الدخل، خاصة في هذا التوقيت التى تمر فيه كل طوائف الشعب بغلاء في المعيشة وارتفاع التضخم.
وصرح بدوي، أن هناك عشرات بل ومئات الطرق التي تستطيع بها الدولة أن تجلب مصادر للدخل دون الضغط علي فئة محدودي الدخل بأعباء أخري يفوق تحملها، ” خاصة في ظل أن 700 مليار جنيه من الدخل القومي للدولة ضرائب تمثل أكثر من 75 % من موارد الدولة، لذا يجب أن يتم تدعم المواطنين في الخدمات العامة والإستراتيجية لتخفيف عن كاهل المواطنين.
وأوضح عضو لجنة النقل والمواصلات، أنه من غير المقبول رفع أسعار تذاكر القطار الإضافية علي خطوط الصعيد ،لأن ذلك يعد بمثابة ابتزاز وانتهاز من الحكومة للمواطنين ،لافتاً إلي أن وزارة النقل بهذه الطريقة لا تختلف عن انتهازية تجار السوق السوداء.
وأكد دسوقي، أن قرار زيادة أسعار القطارات خاطئ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنين،مشيراً إلي أنه يجب إيجاد حلول أخري لمواجهة الخسائر الفادحة التي تتعرض لها هيئة السكك الحديد قائلاً “عايزين الحكومة تصبر شوية .. المواطنين صبروا كتير ”
وتابع، إنه من المستفز والغير مبرر أن ينفى وزير النقل شائعات زيادة أسعار التذاكر سواء المترو والقطار منذ أقل من شهر مصرحاً أن زيادة أسعار تذاكر القطارات خلال شهر يوليو المقبل، إلا أن تصريحات وزير النقل عن الزيادة خلال الشهر الجاري ليست بمحلها، وكان لزاما علي وزير النقل عرض مقترح الزيادات علي مجلس النواب أولاً.
وكانت قد أعلنت هيئة السكك الحديدية، مساء الثلاثاء، الانتهاء من دراسة تحريك أسعار تذاكر القطارات، ويجري مراجعتها واعتمادها من مجلس إدارة الهيئة خلال أسبوع.
وقالت الهيئة في بيان، اليوم، إنها تسعى لتقديم خدمات مميزة لجمهور الركاب المسافرين على الوجهين القبلي والبحري.
واشتكى وزير النقل الدكتور هشام عرفات، في تصريحات له، من تكبد هيئة السكك الحديدية خسائر بلغت 200 مليون جنيه منذ يونيو الماضي، بعد ارتفاع أسعار السولار، موضحًا أن زيادة أسعار التذاكر ضرورة لاستمرار تقديم الخدمة.
ومن المقرر أن تكون المقترحات الأولية لأسعار التذاكر الجديدة المزمع تطبيقها بناء على تقرير قطاع الموازنات والتشغيل بالوزارة، ومن المقترح رفع أسعار تذاكر القطارات العادية والمميزة والمعروفة بـ”قطارات الغلابة” بنسبة 150% وكذلك القطارات المكيفة الدرجة الأولى والثانية بنسبة 20% لتصبح أكبر زيادة لأسعار تذاكر القطارات في تاريخ السكك الحديدية.
وجاءت نسب الزيادة في الأسعار، بالنسبة لتذاكر القطارات المكيفة درجة أولى وثانية بنحو 50%، وقطارات (vip)، من 15% إلى 20% بدرجتيها الأولى والثانية حسب المسافة، والقطارات المميزة ستكون أقل تذكرة بـ5 جنيهات، والقطارات المطورة والمعروفة إعلاميا بـ”قطارات الغلابة” سترفع التذكرة من 1.25 جنيه إلى 3 جنيهات.
كما قررت الشركة الوطنية لإدارة عربات النوم والخدمات الفندقية تطبيق زيادة على أسعار تذاكر قطارات النوم فى المواسم وأيام الذروة على المقاعد والكبائن، بحيث تصبح مقاعد عربات الـTop vipبـ 450 جنيه للمقعد بدلا من 400.
كما رفعت الشركة المملوكة لهيئة السكة الحديد تذاكر الكبائن، بحيث تصبح تذكرة الفرد فى الكابينة المزدوجة 450 و550 وفق نوع الكابينة بدلا من السعر الموحد السابق المحدد للفرد فى الكابينة المزدوجة بـ 350 جنيه، على أن يكون التطبيق فى الأعياد ومواسم الذروة.
من العدد الورقي
