سلايدرعاجلمحافظات

طالب المحافظ بالتجديد له.. وامتنع الوزير خوفا من السيسي



كتب علاء عزت/

ودع اليوم، ألاف العمال بنظافة وتجميل الجيزة، عزت الخرصة رئيس الهيئة، بعد بلوغه السن القانونية للتقاعد.

الغريب في الأمر، أن اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة، قد بذل مجهودا كبيرا، للتمسك بـ الخرصة، إلا أن محاولاته قد باءت بالفشل، بعدما امتنع الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية، عن إرسال طلب المحافظ، بالتجديد للخرصة إلى مجلس الوزراء، خوفا من وقوع الطلب في يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي ينادي بعدم التجديد وإتاحة الفرصة للشباب.

قالت مصادر مسئولة، أن المثير للدهشة، أن المحافظ، لم يطلب التجديد لأحد من ذي قبل، فهو ليس من نوعية من يطالب بالتجديد دون أن تكون هناك حاجة ملحة لصالح العمل.

وأضافت أن عزت الخرصة، رئيس هيئة النظافة والتجميل الذي بلغ اليوم سن المعاش، هو الوحيد الذي استمر في الهيئة نحو 4 سنوات متواصلة، بداية من عام 2013 وقتما كانت المظاهرات الفئوية للعمال على أشدها، وتناوب على رئاستها عدة أشخاص، أفضلهم لم يكمل شهرين أو ثلاثة بها، بينما نجح الخرصة في احتواء العمال، وتشغيلهم بكامل طاقتهم.

وأشارت إلى أن الخرصة قد نجح في سداد ديون الهيئة والتي تراكمت عليها عبر السبع سنوات الماضية، بسبب السحب على المكشوف، حتى بلغت نحو47 مليون جنيه، مؤكدة أن جهد الخرصة لم يتوقف عند هذا الحد، بل نجح في تحقيق فائض للهيئة، وصل نحو 30 مليون جنيه، وهو ما خفف العبء عن كاهل المحافظة، والتي دعم الهيئة بنحو 3 ملايين جنيه كل شهر، للمساهمة في سداد المرتبات وخاصة المؤقتين، ممن كانوا يتظاهرون كل عدة أيام بسبب تأخر مرتباتهم، أو تأخر مستحقات المتعهدين والعمال التابعين لهم، مما كان يمثل صداعا مزمنا، في رأس المحافظ ،على مدار السنوات الماضية.

كما نجح الخرصة، في إنشاء 4 جراجات كبيرة لصالح الهيئة، بمناطق بولاق وغطاطي، بعدما كان كل ما تمتلكه جراجا واحدا كبيرا بجوار الهيئة وأخرين صغيرين أحدهما في شارع البحر الأعظم والثاني في زنين .

وأكدت المصادر أن نجاح الخرصة، امتد لتصنيع الملابس، والزي الرسمي لأول مرة لعمال النظافة بورش الهيئة، مما وفر الملايين من الأموال لصالح الدولة، وكذلك صناعة صناديق القمامة، مع تحسين جودتها، ليصبح إجمالي الإنتاج السنوي منها نحو 600 صندوقا بعدما كان إجمالي الإنتاج 20 صندوقا ذات نوعية رديئة.

وقالت المصادر، أن الهيئة في عهد الخرصة، تمكنت من إعادة تشغيل الورش المعطلة لإصلاح السيارات، وإجراء العمرات اللازمة لها، وكذلك السمكرة والدهانات، مما ساعد إلى تشغيل كافة المعدات بكامل طاقتها، نتيجة إصلاح المعطل منها داخل الورش أولا بأول.

وأضافت، أنه قبل بلوغ الخرصة سن التقاعد بأيام، تم توريد 400 جهاز جي بي إس، بهدف تتبع حركة السيارات للحفاظ عليها من السرقة، كما حدث ذلك أكثر من مرة قبل توليه المسئولية.

ويساعد الـ جي بي إس كذلك على معرفة مدى التزام السائق بخط السير المحدد له، ومنعه من التلاعب وتشغيل السيارة لحسابه .

ويجري حاليا الانتهاء من مبنى جديد بجوار المبنى الحالي لهيئة النظافة والتجميل، بهدف نقل بعض الموظفين إليه، لتخفيف حدة الزحام، و كذلك استخدام المبنى الجديد، في إنشاء إدارات متطورة في مجال التكنولوجيا والمعلومات .

أوضحت المصادر، أن رئيس الهيئة تمكن من التخلص من المركبات والمعدات القديمة المهملة، منذ فترات تترواح بين 20 و30 سنة حيث تم بيعها والاستفادة بثمنها لصالح الدولة. وقد شهدت الهيئة على مدار الأربع سنوات الماضية، إضافة 120 معدة جديدة.

وأكدت أنه برغم كل نجاحات الخرصة، فقد تم تكريمه وتوديعه بالمحافظة، لتفقد الجيزة، كفاءة نادرة، من الجهد والعمل، نتيجة امتناع وزير التنمية المحلية عن إرسال طلب التجديد لرئيس الحكومة خوفا من وقوعه في يد الرئيس. وقالت المصادر، لو عرض الوزير على رئيس الوزراء أوعلى الرئيس السيسي، وأخبره بكفاءة وجهد هذا الرجل، ومدى قدرته على العطاء، ونقل خبراته إلى الشباب، لتمسك به الرئيس، ولأصدر أوامره بالتجديد له خاصة وأن المحافظ يطلبه والجهات الرقابية تدعمه، لما له دور كبير، في تطوير الهيئة وسداد ديونها وتحقيق فائض مالي بها، حيث لم تعد الهيئة تعتمد كما كان في الماضي على أموال المحافظة.

وتابعت المصادر قائلة: «لكن المشكلة الكبرى، أن الرئيس السيسي، يحتاج من يفهمه، ولا يطلب من القائمين حوله تنفيذ تعليماته حرفيا، وإنما يطالبهم بالفهم أولا حتى يدركوا بعد ما ينظر إليه، وهو عدم التجديد لمن لا يستحق، لإتاحة الفرصة للشباب والتخفيف عن كاهل الدولة، وإنما إذا كان هناك كفاءات نادرة، في مثل تلك الفترة الحرجة، أمثال الخرصة، وقادرين على نقل خبراتهم لغيرهم من الشباب فالرئيس لن يعارض أبدا، وهو ما أدركه المحافظ والجهات الرقابية، فطالبوا بالتجديد، بينما لم يدركه الوزير، فأخفى الطلب ولم يرسله لمجلس الوزراء».

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى