أخبار وتقاريرسلايدر

مصر تقود الحراك العالمي ضد تهويد القدس.. والشعوب العربية تنتفض



السيسي أول رئيس عربي يتحرك ضد أمريكا وإسرائيل.. واجتماعات مستمرة مع القيادة الفلسطينية
البرلمان المصري يعلن رفضه للقرار.. والنواب يهتفون “القدس لنا”  
شكري : أي تغيير لوضعية القدس مكافأة للاحتلال وإزهاق للتاريخ الفلسطيني

ردود الفعل الإعلامي العربي حول قرارات ترامب “المجنونة”

 

 

تقرير/ مروان محمد

تحظي مدينة القدس بمكانة تاريخية عظيمة علي مر العصور، لم تضاهيها في ذلك أية مدينة، ولاشك في أن “القدس عربية”، وهي حقيقة ثابتة وراسخة في أذهان الشعوب العربية من المشرق إلي المغرب، وأن أبنائها وأبناء العرب دفعوا – ولا يزال- يدفعون من دمائهم الكثير لتأكيد عروبتها، وكان لمصر الدور الأكبر قيادتا وشعبا، حيث قدمت أكثر من 100 ألف شهيد فداء للقضية الفلسطينية، وأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد الانحياز الكامل من الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، الأمر الذي ترتب عليه تحرك القيادة السياسية في مصر سريعا تجاه مناصرة القضية الفلسطينية.

البرلمان المصري يرفض قرار ترامب

وكانت مواقف البرلمان حاسمة بعد قرار ترامب، حيث ظل هتاف رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبدالعال، خلال الجلسة العامة للبرلمان، عقب صدور القرار الأمريكي : “السادة الأعضاء.. القدس لنا”، ومن جانبهم تعالت صيحات النواب، وقاموا بالتصفيق والهتاف قائلين: “الله أكبر يحيا العدل، القدس لنا، القدس لنا، لا للقرار الأمريكى”.

وظل النواب يرددون كلمات الرفض والإدانة ضد القرار الأمريكي، وهتف بعضهم بأن مصر ستقود الأمة العربية لتحرير القدس في يوم ما.
السيسي أول رئيس يتحرك لمناصرة القدس

وظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي كأول رئيس دولة يتحرك سريعا، قبل وبعد صدور القرار الأمريكي، فقبل ساعات من صدر القرار، اجتماع الرئيس بقيادات الدولة وتم استعراض نتائج القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وذلك في ظل ما سيسفر عنه من تعقيدات وآثار سلبية على جهود استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وقد أكد الرئيس في هذا الصدد أهمية التعامل بحذر مع ملف القدس، خاصة في ظل الوضعية القانونية والدينية والتاريخية للمدينة، وما يرتبط بها من حساسية ومكانة لدى مختلف الشعوب العربية والإسلامية.

وفور القرار تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتناول الاتصال بحث تداعيات القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، في ظل مخالفة هذا القرار لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، فضلا عن تجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها مدينة القدس فى وجدان الشعوب العربية والإسلامية.

وأعرب الرئيس خلال الاتصال عن رفض مصر لهذا القرار ولأية آثار مترتبة عليه، ودعا نظيره الفلسطيني إلى زيارة مصر.

وعند زيارة الرئيس الفلسطيني لمصر، تم عقد جلسة مباحثات مطولة ضمت وفدى البلدين، حيث تم استعراض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، وأكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مع استمرار مصر فى دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره للجهود المصرية الساعية إلى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، فضلاً عن تحركاتها لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً حرصه على التشاور والتنسيق مع مصر في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتي تشهد تهديداً لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.

واتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف، واستغلال الزخم الدولي الرافض بالإجماع للقرار الأمريكي الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

تصعيد مصري في مجلس الأمن

 

وكان رد مصر سريعا علي القرار الأمريكي، حيث استغلت وجودها كعضو في مجلس الأمن العالمي، فتقدمت بمشروع قرار يؤكد أن أي قرار آحادي الجانب حول وضع القدس ليس له أي مفعول قانوني ويجب إبطاله، بحسب مسودة للنص، ما يؤكد أن مصر تواجه معركة عروبة القدس بالمحافل الدولية ولن تتخلى أبدا عن القضية الفلسطينية وهو ما دعا سفير إسرائيل بالأمم المتحدة دانى دانون، لأن يهاجم وبشدة مشروع القرار المصرى.

وطالب مشروع القرار بالالتزام بقرارات مجلس الأمن حول القدس وعدم الاعتراف بأي إجراءات أو أعمال تخالف تلك القرارات مطالبا بالتراجع عن التحركات السلبية على الأرض والتي تهدد حل الدولتين، إضافة للمطالبة بتكثيف وتسريع الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق حل الدولتين دون أي تأخير وبصورة شاملة وعادلة ودائمة لاستباب السلام في المنطقة،وإبقاء مجلس الأمن على اطلاع ومتابعة لمستجدات هذه القضية.

كلمات نارية في المحافل الدولية

وقد سجلت مصر أقوى المواقف في القمة الإسلامية بعد صدور القرار الموصوف بالرعونة ، حيث قال وزير الخارجية سامح شكري إن أي تغيير لوضعية القدس، هو مكافأة للاحتلال وإزهاق لحق تاريخي وقانوني للشعب الفلسطيني يجعل من كل حديث عن السلام، أو عن نظام دولي يلتزم بالكرامة وحقوق الإنسان، لا طائل من ورائه.

وأكد شكري في كلمة أمام القمة الإسلامية الطارئة حول القدس، نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر لا تقبل أن يكون التعامل مع القدس خارج نطاق الشرعية الدولية، ولن يتسامح الشعب المصري مع أي تفريط في حقوق الشعب الفلسطيني، وأي إجراءات تزعزع استقرار المنطقة وتوفر الذرائع للمتطرفين والإرهابيين وأعداء السلام والاستقرار.

مواقف حاسمة للقيادات الدينية

جاءت ردود فعل المنابر الدينية بالعالم قوية من مساجد وكنائس وبيوت يذكر فيها اسم الله تقر جميعها بعروبة القدس وثوابتها الدينية من المسجد الأقصى إلى المساجد القديمة ووصولا إلى كنيسة القيامة الرمز الأكبر للديانة المسيحية بالعالم وارتباط تلك الأماكن بالعقيد الدينية الروحية المسيحية منها والإسلامية بل وبوطنية القدس التي عانت طويلا من تدنيس قوات الاحتلال لهذا المكان المقدس وعلى رأس تلك الأفعال تصريحات بابا الفاتيكان وتصريحات شيخ الأزهر بمصر الرافضة لقرار ترامب والداعية إلى وقوف العالم مع حقوق الشعب الفلسطيني .

وفي أطار ذلك أتخذ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني، قررا برفض مقابلة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس المقررة زيارته الأسبوع الجاري.

الشعوب العربية والإسلامية تنتفض من أجل القدس

فيما واصل العالم الإسلامي والعالمي، الانتفاض من أجل القدس، رفضا للقرار الأميركي الخطير بالاعتراف بالمدينة الفلسطينية العربية الإسلامية، عاصمة لإسرائيل، والتي تمثل تصعيدا خطيرا، واستفزازا كبيرا لمشاعر الملايين من المسلمين والمسيحيين حول العالم، وانتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق والأعراف والشرعية الدولية.

و مظاهر الغضب العالمي التي اجتاحت الشعوب، تؤكد أن مكانة القدس والقضية الفلسطينية، مازالت نابضة في وجدان العرب والمسلمين، وأن العامل الايجابي فيما حصل هو إيقاظ هذا الشعور العارم عند الشعوب العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، حيث هبت العواصم والمدن والجامعات العربية متضامنة مع القدس وفلسطين

.

مصر تقود الدفاع عن القدس في المحافل الدولية

أكد وزير الخارجية إن عملية السلام لن تنتهى إلا ببلوغ الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة وإقامة دولته وتكون القدس الشرقية عاصمة لها، هذه هى نهاية عملية السلام.

وفي كلمته بالاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، أكد شكري أن مصر ترفض الاعتراف جملة وتفصيلا لأي نتائج للقرار الأمريكي حول القدس.

وأضاف وزير الخارجية إن مصر لم تألوا جهدا للحيلولة دون صدور القرار الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، موضحا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سعى لمنع القرار وتواصل مع نظيره الأمريكى ولكنه لم يبد تجاوبا، وأكد أن دعوات الرئيس السيسي لاستئناف عملية السلام لم تلق التفاعل الكافي.

وأكد شكرى على دعم مصر لانتفاضة الشعب الفلسطيني، وقال: “أي رد فعل يتوقع المجتمع الدولي إلا أن ينتفض شعب يرزح تحت الاحتلال لعقود، وتنتهك مقدساته وسط صمت عالمي”، مضيفا “أن الأبرياء الفلسطينيين يبذلون دماءهم قبل أن يحرك المجتمع الدولي.

وفي كلمته بجلسة البرلمان العربي الطارئة في المغرب، نقل رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، لرؤساء البرلمانات العربية، صورة الشعب المصري عشية قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، مضيفًا أن مصر بكافة أطيافها تشعر بالألم والحزن والمرارة، فأكبر دولة في العالم واحد شركاء السلام تستهين بمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين حول العالم والمعلقة قلوبهم بالمسجد الأقصى مسرى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وثالث الحرمين الذي يشد إليه المسلم الرحال بعد الحرم المكي والحرم النبوي في المدينة المنورة.

نقابة الإعلاميين تقدم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني

وأعلنت نقابة الإعلاميين برئاسة حمدى الكنيسي، رفضها التام لقرار الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارتهم لمدينة القدس العربية، واعتبارها عاصمة لدول الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت النقابة- في بيان لها عقب صدور القرار المجنون “قرار أمريكا يُعد انتهاكاً لمواثيق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وأن ذلك لن يغير في حقيقة أن القدس المحتلة عربية فلسطينية، وهي حق من حقوق الشعب الفلسطيني والعربي الإسلامي”.

وأكد الكنيسي، دعم نقابة الإعلاميين الكامل للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا القرار، كما دعا جميع الفصائل الفلسطينية بالتوحد خلف قيادتهم ونبذ الخلافات لمواجهة الوعد الأمريكي “من لا يملك أعطى من لا يستحق” ، الذى يذكرنا بوعد بلفور المشؤوم.

وثمن الكنيسي موقف القيادة السياسية فى التعامل مع قضية القدس، والدور الذي تقوم بها الخارجية المصرية للخروج بموقف عربى إسلامي موحد ضد هذا القرار. ودعا الكنيسي جموع الإعلاميين في مصر و الوطن العربى بتخصيص مساحات إعلامية منتظمة بجميع القنوات، للتعريف بالقدس وتوثيق المدينة العريقة إعلامياً لمجابهة عمليات التهويد التى يقوم به الاحتلال.

القدس في عيون الإعلام العربي

عكست تغطية عدد من الصحف العربية الأجواء “الحزينة” التي تسود احتفالات عيد الميلاد هذا العام في ظل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكانت الطوائف المسيحية ومحافظة بيت لحم قد قررت إلغاء مظاهر الاحتفال في ساحة كنيسة المهد احتجاجاً علي قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلي القدس.

ونبدأ من صحيفة الدستور الأردنية التي كتب فيها عمر كلاب يقول “نبارك للأشقاء في الوطن والروح والمستقبل ميلاد المسيح، ونعلن أنه ميلاد مقاومة أيضا، نخرج من رماد اللحظة مثل طائر الفينيق، ونرسم واقعنا ومستقبلنا على إيقاع الشوارع المستنفرة وعلى هدير حناجر الشباب الممسك على وعده وعهده بالحرية والاستقلال”.

وقالت القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: “تحتفل فلسطين اليوم بعيد الميلاد المجيد وسط مرحلة دقيقة وحرجة تمر بها القضية الفلسطينية عموماً ومستقبل المدينة المقدسة تحديدا بعد الإعلان المشؤوم الذي أصدره الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، ووسط إجراءات قمعية إسرائيلية لم يسبق لها مثيل في مواجهة الرفض الشعبي والرسمي الفلسطيني للقرار الأمريكي بخصوص القدس”.

وتشير الصحيفة إلي أن “اقتصار الاحتفالات على المراسم الرسمية والدينية ينسجم تماما مع الظروف الحالية التي يمر بها شعبنا، القابض على الجمر، المدافع عن حقه في العيش بحرية وكرامة والمدافع عن مقدساته وترابه الوطني”. كذلك أشارت الأخبار المصرية إلي أن “التوتر يخيم علي احتفالات أعياد الميلاد في بيت لحم بسبب القرار الجائر”. وتقول الأيام الفلسطينية إن احتفالات أعياد الميلاد تأتي “وسط أجواء ميلادية حزينة بنكهة القدس المحاصرة”.

وترى صحيفة الخليج الإماراتية أن مظاهر الاحتفال كشفت “تصميم الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم الدينية على عروبة القدس ورفض الإعلان الأمريكي الذي يعترف بها عاصمة للاحتلال”.

وفي صحيفة الأيام الفلسطينية، يسرد عبدالغني سلامة قائمة طويلة لقادة ومناضلين، ومفكرين، وشعراء، وإعلاميين، وأدباء وفنانين، واقتصاديين عرب ولدوا لعائلات مسيحية “برزوا وأبدعوا في شتى المجالات، منهم من كان من رواد النهضة العربية، أو من مؤسسي القومية العربية، ومن قادة الفصائل الوطنية الفلسطينية، ومن قادة الأحزاب السياسية في الأردن ومصر ولبنان وسورية… ومن شاركوا في الكفاح ضد الاستعمار وضد الاحتلال الصهيوني، ومن أثروا الثقافة العربية بالفكر التنويري والتقدمي والعروبي، وأغنوها بالأدب، والشعر، والرواية، والمسرح، والسينما، والغناء، والتمثيل، والرسم.. وحتى الرياضة والأزياء”.

ويشدد منير الخطيب، في الحياة اللندنية، على ضرورة “فصل قضية القدس عن العقيدة سواء كانت قومية أو دينية، لأن إسرائيل أقدر من العرب على استثمار تلك القضية هويّاتياً، ومن مصلحتها وهي تسعى لتحقيق مبدأ يهودية الدولة، ربط قضية القدس بصراع إسلامي- يهودي، أو بصراع عربي- صهيوني في المقابل”.

ويضيف: “إن مصلحة الفلسطينيين والعرب تقوم على ربط تلك القضية بمسار حرية الشعب الفلسطيني وخياراته الذاتية، وبمستقبله السياسي، سواء تمثل هذا المستقبل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود الأراضي التي احتُلت عام 1967، أو تمثل (إذا سمح التاريخ بذلك) بإقامة دولة علمانية ديموقراطية ثنائية القومية على أرض فلسطين التاريخية”.

من العدد الورقي

 

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى