يا جماعة الخير بالله عليكم حد يفهمنا إيه اللي بيحصل في بلادنا.. لماذا فعل الوزير والمحافظ ذلك؟!
بقلم علاء عزت
هل أصبحت الفضيلةُ والقيمُ والأخلاقُ غريبةً في بلادنا ؟ّ!!
هل ماتت المعرفةُ بالحلالِ والحرامِ، والخوفُ من الله في بلادنا، حتى نجدَ في مجتمعنا، من يتعجب من قيام إمام مسجد، برد ربع مليون جنيه، تم تحويله بالخطأ على حسابه الشخصي، فرده الإمام إلى صاحبه مرة أخرى.. فهل هذا التصرف الذي أراه طبيعيا، بينما رأه البعض أنه تصرفٌ بلغ من الغرابة مبلغَه، لدرجة إن وزيرَ الأوقافِ يكرم الإمام بالأمس، ويلقي فيه قصائدَ شعرٍ، ويصفه بالإمام المثالي، ثم نتفاجأ اليومَ، بأن محافظ الجيزة، يقوم بتكريمه.. فهل الفضيلة ماتت في بلادنا إلى درجة، نعتبر فيها الأمانة حين يؤديها إمام مسجد .. نعتبره شيئاً عظيماً، وشيئاً كبيراً، وشيئاً عجيباً، حتى كرمناه، ووصفناه بالإمام المثالي، معنى هذا أن باقي الأئمة أو بعضهم، لو أن المبلغ وقع في أيديهم، ما كانوا أعادوه لأصحابه، وإلا فما كرمنا الإمام ووصفناه بالإمام المثالي.
وإني أرى فيما أرى أن أداء الأمانة، هو أمر عادي وطبيعي، لابد أن يتصف به كل من يخاف الله.. وبالأخص رجال الدين، وإلا فماذا كنتم تنتظرون من إمام المسجد؟
ماذا كنتم تنتظرون من رجل يُعلِم الناس الحلال والحرام، ويخوفهم من الله ؟!!
هل كنتم تنتظرون أن يأكل أموال الناس بالباطل ؟!!
فقيام الوزير بتكريم الإمام ومن بعده المحافظ.. ويصفانه بالإمام المثالي، لا أراه إلا نذير شؤم على بلادنا، بأن الاخلاق والفضيلة قد أصبحت غريبة على مجتمعنا، هذا إذا لم تكن ماتت بالفعل وصلى عليها الناس التكبيرات الأربع.
ولعلي لا أبالغ ولا أخاصم الواقع إذا قلت أننا عندما نعظم رجل دين وإمام مسجد، ونمتدحه ونفخر به، لمجرد أنه رد مالا ليس من حقه، فإن دل هذا على شيء إنما يدل على درجة الانحطاط والسوء التي وصل إليها مجتمعنا لدرجة أننا أصبحنا نكرم رجل دين ونفخر بأدائه الأمانة.
وإذا كنا نكرم إمام المسجد ونصفه بالإمام المثالي، ونمتدحه بقصائد شعر، على رده ربع المليون جنيه، وهو يُعلِم الناس الأمانة، فماذا كنا نحن فاعلين، لو أن هذا الشخص كان إنسانا من عموم الناس، وليس رجل دين، وقام برد المبلغ، بالتأكيد لكان أقل مظاهر التكريم لهذا الإنسان العادي أن تقيم له الحكومة مسجدا ونطلق عليه اسمه تخليدا لذكراه وأمانته، ذلك بالقياس على فعلة الوزير والمحافظ مع رجل دين وإمام مسجد بتكريمه على أنه رد شيئا ليس من حقه.
يا جماعة الخير، المبالغة في تكريم إمام المسجد، بهذا الشكل يعد إهانة كبرى للمصريين وخطر لو تعلمون عظيم.
فالشعب المصري بطبعه متدين ومحترم ومن أكثر الشعوب التي تخاف الله .
نسأل الله تعالى العفو والعافية