غدا نظر القضية فيا ليتني كنت محاميا.. قصة عمر زهران.. صرخة بريء خلف قضبان السجون.. فمن يسمعها ؟
بقلم علاء عزت
غدا ينظر القضاء، قضية عمر زهران.. صرخة بريء خلف قضبان السجون جعلتني أردد يا ليتني كنت محاميا، لأشارك في تلك القضية، ووجدت نفسي، أشفق على قضاة المسلمين وأدعو الله لهم بأن يسهل عليهم أمورهم، وأن يلهمهم حسن القضاء وإقامة العدل، لأني والله ما أشفقت عليهم إلا لعظم ما يحملونه من مسئوليات وتبعات، على أكتافهم، كلما تذكرت حديث رسول الله قاضيان في النار وقاضي في الجنة.. وكذلك كلما تذكرت ذلك القاضي الإنجليزي.. قاضي غير مسلم، ورغم ذلك فهو يشعر بأن الحمل ثقيل؛ وأنه مسئول وموقوف يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا سلطان، فيوم أن قامت الحرب العالمية الثانية.
وكان هذا القاضي يحقق مع جاسوس بريطاني داخل قاعدة عسكرية
ولكن القاضي كان لا يستطيع أن يستمع لأقوال المتهم أقوال المتهم لأن الطلعات الجوية البريطانية كان صوتها عال فكانت الطائرات تشوش على القاضي بأصواتها وأزيزها فطلب من الجيش أن يوقف طلعاته الجوية لأنه تؤذيه وتجعله لا يسمع أقوال المتهمين والشهود ومرافعات المحامين فقالوا له اننا يا سيدي لو فعلنا ذلك فلسوف تسحق بريطانيا .. فما كان من جواب القاضي إلا أن قال فلتسحق بريطانيا ولا يقال أن قاضي لم يستمع لمتهم.
فنسأل الله تعالى ان يعين قضاة المسلمين وأن يمكنهم من العدل الذي هو أساس الملك.
ولعلي لا أبالغ إذا المتابع للتحقيقات والمستمع لأقوال عمر زهران في جلسة المحاكمة السابقة عبر فيديو رفعه الكاتب الصحفي عادل حمودة على صفحته الشخصية “فيس بوك” وما قاله المستشار مرتضى منصور عن سرعة الإجراءات في الضبط والإحضار وكذلك سرعة الجلسات، فقد جال بخاطري علامات استفهام حائرة تلوح في الأفق وتبحث بشدة عن إجابات لها ألا وهي:
ـ هل كل القضايا في بلادنا تحظى بذات الاهتمام ويتم انهاؤها في قليل من الأيام؟ سؤالي هذا إنما جاء بعد فيديو المستشار مرتضى منصور.
ـ هل تساءل أحد، لماذا ألح خالد يوسف على صديقه زهران أن يأتي بنفسه ليفتح غرفة بعينها ويبحث فيها عن المجوهرات، وما أن وجدها زهران؛ قام المخرج بإبلاغ الشرطة وحرر محضرا ضده.. وفق ما جاء في التحقيقات بأنه ألح عليه كثيرا ليأتي ويفتح الغرفة بنفسه .
ـ فالمتابع لأحداث القضية يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن الفطرة السوية لـ زهران والقلب الصاقي والثقة الزائدة في التعامل مع الناس سهلت على غيره الإيقاع به في غيابات الاتهام
ـ ولو تدبرتم قليلا فيما ذكره زهران بالتحقيقات من أن خالد يوسف اختلف معه يوما وتوعده بأنه لن يترك حقه منه.. يجد نفسه مضطرا لأن يتساءل: هل لجأ خالد يوسف إلى استخدام براعته في الاخراج لينهي المعركة لصالحه ضد زهران.. وفق ما أكد عليه الأخير في التحقيقات.
وفي نفس دائرة التحقيقات التي لا أريد الخروج عنها فإنني أود أن أتساءل لماذا ألح يوسف عدة أيام على زهران بأن يأتيه ليفتح الغرفة بنفسه ولماذا لم يفتحها هو وزوجته بينما اصطبر أيام حتى يأتي زهران ليفتحها؟!!
ـ لعلي لا أبالغ إذا قلت أن هناك شيء مغلوط لدى الكثير من أفراد مجتمعنا حول تلك القضية، ذلك بأنهم يقولون بأن زهران، متهم؛ حيث أرجع لـ شاليمار المجوهرات.. ووفقا لما جاء بالتحقيقات هو لم يقم بإرجاع شيء لأنه لم يأخذ شيئا من الأساس، وإنما لما ألح عليه صديقه خالد يوسف بأن يأتي ويفتح الغرفة بنفسه، اضطر زهران لأن يستجيب لطلبه وجاء وفتح الغرفة فوجد فيها كيساً من المجوهرات سلمها لـ شاليمار وبفحص شاليمار للمجوهرات وحصرها؛ تبين أنها المجوهرات التي كانوا يفتشون عنها، ولكن ليست كلها، وأن هناك جزءً أخر مازال مفقودا تقدر قيمته بنحو50 مليون جنيه، وبناءً عليه، تتوالى الأحداث، ويتم إبلاغ الشرطة ضد زهران، وتحرير محضر بالواقعة، ويداهم رجال المباحث شقة زهران فيجدون بعضاً من المجوهرات، قالوا أنها تخص شاليمار، وبالتالي فإن السارق زهران، وهو ما نفاه زهران بأن يكون قد سرق، وإنما أكد أنه حصل عليها من شاليمار على سبيل الهدية؛ لقربه الشديد منها وزوجها، ولم يصدق المجتمع ما قاله زهران بأنها هدية، وليست أشياءً مسروقة، بينما نظر المجتمع إلى زهران على أنه مجنون وكذاب، كيف نصدق أنك قد تحصلت على هذه المجوهرات النفيسة من شاليمار على سبيل الهدية، وفجاءة تسوق عدالة السماء، الإعلامية بسمة وهبي، لتؤكد أنها كانت على خصام مع زهران لمدة ثلاث سنوات، لكنها تدرك مدى أمانته وسمعته وأخلاقه، فدفعها الخوف من كتمان الشهادة إلى الذهاب للمحكمة؛ والإدلاء بما تعرفه، على الرغم من علمها بأن ذلك قد يغضب شاليمار ويوسف، لكنها شهدت ما عندها وقالت : “أن الحقيبة التي عثرت عليها الشرطة بشقة زهران، هو لم يسرقها وإنما هي هدية من شاليمار، ولديَّ مثلها؛ حصلت عليها من شاليمار أيضا على سبيل الهدية، لتؤكد بسمة وهبي للجميع أن زهران ليس مجنونا ولا كذابا ولا سارقاً كما يقولون.
ـ كما يلوح لي سؤال، إذا كان عمر زهران هو الذي سرق صندوق المجوهرات وقام بإرجاع ما قيمته 200 مليون جنيه في الكيس الذي عثر عليه بالغرفة، فهل من العقل والحكمة والمنطق والمعقولية، أن يفكر انسان في سرقة مجوهرات ثم يقوم بإرجاع جزء منها بقيمة200 مليون، ويذهب إلى الفوسيزون المسروق منه المجوهرات ويضعها بنفسه في الغرفة؟!! فلو كان ذلك شخصا غبيا ما فعل ذلك فكيف يفعله رجل مثل زهران، يتمتع بالعقل والحكمة، ألم تحدثه نفسه بأن المكان مراقب؟ وبغض النظر عن كون المكان هام وشهير وبالتالي فهو مراقب، إلا أن المراقبة ستكون أدهى وأمر؛ بعد موضوع اختفاء مجوهرات قيمتها 250 مليون جنيه.
لعلنا نجد في قادم الأيام جوابا شافيا كافيا لتلك الاستفهامات الحائرة
نسأل الله العفو والعافية