أخاف أن يتعود طلاب المدارس على ذلك
هذه الصور التقطتها السابعة من صباح اليوم.. وأخاف أن يحدث ذلك
بقلم ـ علاء عزت
تعودت أن أمشي لمدة نصف ساعة كل صباح.. واعتدت ان أجد الشوارع نظيفة بالبدرشين، هذه حقيقة.. إلا أمام المدارس.. وربما ذلك هو الخطير في الأمر.. وما لفت انتباهي أثناء المرور أمام مدرسة النصر الابتدائية أجد في كل مرة كماً كبيراً من الزبالة، الملقاة أمام المدرسة؛ ترعى بها الكلاب.. ولعل الغريب في الأمر ليس في الزبالة نفسها ولا في الكلاب.. وإنما هو في اختيار المكان الموجود به تلك القمامة، الملقاه بنهر شارع رئيسي بالبدرشين مثل شارع أبو عمر ولا يفصل بينها وبين باب المدرسة سوى ثلاثة أمتار.. ولعلي لا أبالغ إذا قلت أن المصيبة الكبيرة ليست في القمامة، وإنما في أبنائنا الصغار من تلاميذ المدراس عندما يقفون على أبواب مدارسهم ويتعاملون مع الزبالة عند الدخول والخروج؛ وكأنها واقع عادي.. وهذا هو الخطر الأكبر، عندما تعتاد أعين الصغار على كل ما هو قبيح؛ فلا يحاولون تغييره لا في الصغر ولا الكبر.. لماذا ؟
لأن ذلك صار أمرا طبيعيا بالنسبة لهم؛ وقد تعودت أعينهم عليه منذ الصغر.. بل وقد يفعلون هم أنفسهم القبيح بعينه، وهو ما رأيته بعين رأسي في جولتي، أثناء المرور بشارع عباس عناني وهو من أكبر شوارع البدرشين.. حيث وجدت بعض التلاميذ معهم أكياس قمامة يلقونها في نهر الطريق رغم نظافته.. يلقونها بالجزيرة الوسطى.. وقد اختفت عندهم بعض العبارات التي تحث على الفضيلة و الأخلاق والسلوكيات، التي تربينا عليها.. النظافة من الإيمان.. حافظ على نظافة مدرستك.. النظافة نصف الصحة.. مثلما اختفت البرامج الهادفة التي كانت لا تتخطى مدتها خمس دقائق، مثل كلمتين وبس للعملاق فؤاد المهندس، مثل علامة تعجب للقدير حسن حسني، ومن قبله الرائع سمير غانم.. مثل برنامج لحظة من فضلك للرائع يونس شلبي وإعلان “دي زبالة ياجاهل”.. مثل برنامج عجبي للكومندان الذي لا يتكرر أبدا حسن عابدين، وحل محلها برامج أخرى لا طائل من ورائها سوى تخريب العقول وقتل الفضيلة والأخلاق وجني الأموال لمقدميها.. أعود بكم إلى جولتي التي لم تتخط النصف ساعة حيث تابعت السير فمررت بمدرسة الإعدادية بنات؛ فوجدت أكواما من القمامة على جانب سور المدرسة مباشرة، ولا يفصل بينها وبين باب المدرسة نفسه سوى مسافة لا تجاوز أمتارا ثلاثة.. وعند العودة وبعد مرور نحو 20 دقيقة من الوقت، شاءت الأقدار أن أعاود المرور من أمام مدرسة النصر الابتدائي مرة أخرى؛ لأجد قطيعا من الأغنام قد حل مكان الكلاب لترعى هي الأخرى بالمكان الممتلئ بالقمامة.. ولعل المصيبة في هذا الأمر أن قطاع النظافة بالبدرشين لم يجد مكانا سوى المدارس ليضع بجوارها صناديق القمامة؛ فيقوم الناس بإلقاء القمامة بجوارها وليس بداخلها.. فلولا إذ بحثتم أيها القائمون على نظافة البدرشين عن أماكن أخرى تضعون بها صناديقكم لكان الأمر أفضل من ذلك.
ولعلي لا أخاصم الحقيقة ولا أبالغ إذا قلنا بأن المحترم محمود شنب رئيس المدينة، من أنجح المسئولين الذين تولوا رئاسة البدرشين.. غير أن الأمر ليس بيده فهو يحيط به مجموعة من المعاونين والمساعدين لا يساعدونه ولا يسعفونه.. وما حدث من طفرة كبيرة لم تشهدها البدرشين من قبل سواء في نظافة أو توسعة شوارع أو رصف طرق، أو انترلوك بالشوارع الداخلية، إنما ترجع له وحده بعد الله.. بمتابعته وتواجده بالشارع على مدار الساعة وهو ما يشهد به كل أهالي البدرشين وكأنه يعمل وحده؛ وهذه هي المشكلة الأكبر بمدينة البدرشين، شأنها في ذلك شأن الكثر من الوحدات المحلية التي لا يجد فيها رئيس الوحدة، من يعينه منها على سبيل المثال حي الهرم، تجد رئيس الحي يعمل ليلا ونهارا بكل شرف ونزاهة وأمانة، لكن لو أغمض عينه لحظة لوجد نفسه وقد تم بيعه وبثمن بخس .
نسأل الله تعالى العفو والعافية