أمريكا وإسرائيل تتقاسمان ثروات سوريا.. فعلى أي شيء حصلت أمريكا وماذا أخذت إسرائيل ؟!
تتبارى القوى العالمية حاليا، في الاستيلاء على خيرات وثروات سوريا، وتعمل جاهدة في تحريك قواتها على أرض سوريا الحبيبة بما يخدم مصالحهم الاستعمارية، فمنذ اليوم الأول من سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الحالى، حركت إسرائيل جيشها باتجاه هضبة الجولان المحتلة لتسقط اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 مما يسمح لها بالتوغل في العمق السوري بخطواتٍ مدروسة وتكنيكات من خلف الستار، فبينما تتطلع أنظار السوريين نحو مستقبل أفضل لبلادهم تحت قيادة حكومة ترعى مصالح الشعب ولا تستثني منه طائفة دينية أو فئةً اخرى.
وتمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلي من احتلال جبل الشيخ ذا المكانة الاستراتيجية العالية لكونه مطل على 4 دول عربية، هي (سوريا – لبنان – العراق – الأردن)، ولم تضيع وقتاً في تأسيس قاعدة تجسس و رصد على قمته تمكنها من كشف أية تحركات من شأنها السعي إلى مهاجمتها وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان موضحا أن الريف الغربي لمحافظة درعا السورية شهد فى الفترة الاخيرة تصعيداً عسكرياً جديداً بتوغل القوات الإسرائيلية في منطقة حوض اليرموك الاستراتيجية في سوريا.
وفي اللقاءات التي تكلم فيها أحمد الشرع عن تحركات إسرائيل لبسط سيطرتها على مزيد من الأراضي السورية، لم يصفها بالاحتلال وإنما انتهاكات للقانون الدولي وخرق لاتفاقية فض الاشتباك، وعندما وُجه إليه سؤال عن عدم تحرك قوات هيئة تحرير الشام لحماية الحدود الجنوبية الغربية لسوريا قال: ” صراحةً إنهم غير مستعدين في الوقت الحالي لخوض حرب مباشرة مع إسرائيل، وبدلاً من المواجهة ينبغي تأسيس الدولة من الداخل أولاً”، في الوقت الذي تتعرض فيه عدة بلدات وقرى في حوض اليرموك لاعتداءات عسكرية تصل إلى سد الوحدة الواقع على الحدود السورية الأردنية، حيث تمركزت قوات الاحتلال الاسرائليي في مواقع استراتيجية بحسب شبكة (يورو نيوز) الإخبارية التي أوضحت أن حوض اليرموك يمتد كجزء من وادي النهر الذي يعتبر من أكبر روافد نهر الأردن، ما يجعله منطقة جغرافية ذات أهمية استراتيجية بارزة في الريف الغربي لمحافظة درعا جنوب سوريا، ويشكّل جزءًا من الحدود الطبيعية بين الأردن و سوريا.
وتواصل إسرائيل فى امتدادها، بحسب وصف بنيامين نتنياهو، إلى تهديد الأردن التي تعاني بالفعل من نقص موارد المياه، وذلك بعد سيطرة قوات الاحتلال على أهم المنابع المائية العذبة الموجودة في جنوبي سوريا بالتحديد في حوض اليرموك الذي يشمل سد الوحدة القريب من الحدود الأردنية، وبحسب صحيفة (جورنال تايمز) كانت إدارة مياه نهر اليرموك موضع خلاف بين الأردن و سوريا، إذ عقدت اتفاقيات لتنظيم استخدام المياه، لكن تنفيذها واجه تحديات كبيرة، كان أبرزها التوترات السياسية والتغيرات المناخية التي أثرت على كميات المياه المتدفقة، وفي عام 2011، أقامت الحكومتان الأردنية و السورية مشروع (سد الوحدة) على نهر اليرموك، بهدف تعزيز تخزين المياه والتحكم في تدفقها، تزامن ذلك مع اندلاع الاحتجاجات في درعا، مما جعل المنطقة مركزاً للأحداث السياسية والعسكرية.
كما شهدت المنطقة التي سيطرت عليها إسرائيل مؤخراً معركة اليرموك الشهيرة التي وقعت عام 636 ميلادي، حين قاد خالد بن الوليد جيش المسلمين في معركة حاسمة أنهت السيطرة البيزنطية على بلاد الشام، ما أضفى على المنطقة أهمية تاريخية ودينية استثنائية، ولم تقتصر التوسعات اسرائيل الاستعمارية على موارد المياه فحسب، بل امتدت لتبسط نفوذها على حقول النفط السوري شمالي البلاد، فبعد تعرض المصافي الرئيسية للتدمير على يد الفصائل المتنازعة في حمص، ركزت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) تموضعها حقول النفط بمحافظتَي دير الزور والحسكة، ومنطقة تدمر التابعة لمحافظة حمص، وكنتيجة لمهاجمة القوات التركية لذلك الفصيل الكردي المسلح، تستعين (قسد) بدعم الولايات المتحدة للحفاظ على المناطق المسيطرة عليها شمال سوريا، ما يضع النفط السوري تحت تصرف أمريكي محاط بغلاف ديموقراطي يهدف إلى دعم وكلائها في سوريا، مقابل الحصول على الذهب الأسود.
ووفقا لتقرير أعدته شبكة (cnbc) الأمريكية، فإن أهم الحقول التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية هي( السويدية، رملان، العمر)، بينما أبرز الحقول التي تسيطر عليها الحكومة الجديدة: (التيم، الورد، الشولا، الشميطية)، وبشكلٍ عام تراجع إنتاج النفط السوري من البراميل يومياً من 383 ألف برميل قبل 2011، إلى 40 ألف برميل يومياً بواقع خسائر في القطاع بلغت 93 ألف مليون دولار.