احتفالات عارمة في السودان بعد هزيمة قوات الدعم السريع.. الجيش يسيطر على ود مدني
تحرك الجيش السوداني، اليوم السبت، إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة لأول مرة منذ سيطرة الدعم السريع على المدينة في ديسمبر عام 2023.
وفى الايام الاخير كان الجيش السوداني قد بدأ عملية عسكرية، هي الأضخم والأكبر منذ سقوط ود مدني، لاستردادها حيث بدأ عمليات زحف من ثلاثة محاور، محور غربي من مدينة المناقل, ومحور شرقي من مدينة الفاو بولاية القصارف، ومحور جنوبي من ولاية سنار.
وساعدت هذه التحركات الجيش السوداني على استرداد عدة مدن وبلدات، وتضييق الخناق خلال الأيام الاخيرة على قوات الدعم السريع قبل أن يتمكن الجيش من دخول مدينة مدني اليوم بعبور قواته المحور الشرقي لجسر حنتوب والوصول إلى عمق مدينة ود مدني, كما تقدم على المحاور الأخرى.
ملأت الاحتفالات والتظاهرات العفوية عدة مدن سودانية ابتهاجاً باستعادة الجيش السيطرة على عاصمة ولاية الجزيرة.
وقد تواصلت الاشتباكات المسلحة، أمس الجمعة، بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم، مع تقدم للجيش في المنطقة المذكورة.
وخلال الأيام الاخيرة، تقدم الجيش في بحري، واستطاع استعادة معظم أحياء المدينة الشمالية، بينها الحلفايا والكدرو وشمبات من سيطرة قوات الدعم السريع.
ونجح الجيش في التقدم حتى وصل إلى منطقة المقرن، حيث لا تزال المعارك مشتعلة بغرض السيطرة على المنطقة التي تضم القصر الرئاسي.
وتعد هذه اللحظة تاريخية فارقة، بعد نجاح الجيش السوداني في تحقيق انتصار جديد على قوات الدعم السريع بإحكام سيطرته على مدينة ود مدني، ثاني أكبر المدن السودانية وعاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، وأقرب المدن للعاصمة الخرطوم.
ولا يعتبر هذا التقدم العسكري مجرد نصر ميداني، بل يمثل تحولًا إستراتيجيًا في مسار الصراع الدائر وانتهاء الحرب لصالح صيانة الدولة الوطنية، ودليلًا على كفاءة الجيش السوداني وقدرته على استعادة زمام المبادرة في مواجهة واحدة من أخطر التحديات التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها.
ولا تعتبر ود مدني، بموقعها الجغرافي الحيوي وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية، مجرد مدينة؛ فهي رمز للصمود والإرادة الوطنية، مما يجعل تحريرها من قبضة القوة المتمردة إنجازًا له أبعاد عميقة، تتجاوز حدود المعركة إلى التأثير على توازن القوى على المستوى الوطني السوداني.
ووفقا لأحدث الإحصاءات المتعلقة بالحرب في السودان فإن التقديرات حول عدد القتلى المدنيين منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان 2023 يُقدَّر بنحو 150.000 شخص وفقًا لمنظمة “جينوسايد ووتش”. فيما أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن النزاع أدى إلى نزوح نحو 10.7 ملايين شخص، منهم 9 ملايين نزحوا داخليًا، بينما فرَّ 1.7 مليون إلى دول مجاورة. كما أدت هذه الحرب إلى خسائر اقتصادية ضخمة، بما في ذلك انهيار شبه كامل لاقتصاد البلاد؛ نتيجة توقف الخدمات والإنتاج.
كان الجيش السوداني قد تم تأسيسه منذ عام 1925 حيث ظل واحدًا من أهم دعائم الدولة السودانية الحديثة، وممثلًا للقيم العليا للوحدة والسيادة الوطنية.
كما لعب الجيش السوداني أدوارًا مهمة في حفظ السلام والاستقرار عبر مشاركاته ضمن قوات الردع العربية في لبنان، ما يؤكد مكانته كأحد الجيوش الأفريقية والعربية ذات السمعة العالية.