بماذا رد نجيب ساويرس على من يصفونه بـ مدمن خمر و سكير؟



كتب ـ علاء عزت

دافع المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال، رئيس مجلس إدارة أوراسكوم للاستثمار القابضة، على من يصفونه بأنه سكير ومدمن خمر قائلا: ” زي اللي يجي يقولك ده سكري، عشان أنا بشرب، بس أنا عمري ما سكرت، مش عارف أدافع عن نفسي إزاي، أقوله أنا بشرب بس ما بسكرش”

جاء ذلك خلال استضافة ساويرس، في صالون إحسان عبدالقدوس الثقافي،: حيث كشف عن حبه للموسيقى قائلا: الموسيقى من الحاجات اللي بتخليني في حتة تانية خالص، وبعدها تطرق لمن ينتقده بسبب شربه الخمر.

وأكد رجل الأعمال نجيب ساويرس أنه يقوم حالياً بتسجيل مذكرات حياته صوتياً، وينوي تحويلها إلى كتاب.

وقال ساويرس، في لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي، المذاع على شاشة ON، “سأتحدث في مذكراتي عن الكثير من الأمور، ولدي مواقف مع رؤساء دول تُضحك حتى البكاء.”

وأكد أنه بعد وصوله إلى سن الستين، لم يعد يعمل بنفس طاقته، قائلا: “أعمل فقط خمس أو ست ساعات يومياً… واهتماماتي الآن كيف استمتع بحياتي بعدما أرهقني العمل كثيراً.”

وأضاف: “أنا حالياً أبحث عن أعمال ومشروعات خيرية أقوم بها في حياتي يتذكرني بها الناس بعد وفاتي، وعندما أموت وأقابل ربي، أكون قد قدمت شيئاً ينفعني.”

وحول ماذا كانت الخمر حرام أم لا في حالة عدم تأثيرها على قل من يشربها قال علماء الدين إن الخمر محرمة بنص القرآن الكريم، حيث قال الله تبارك و تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة:90].

وأوضح رجال الدين في ردودهم على الأسئلة الواردة لها بالمواقع الدينية وغيرها أن العلة في تحريم الخمر هي الإسكار، لأنه وصف ظاهر منضبط مناسب لتحريمها، ولذلك وضع النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة تفيد بأن كل ما أسكر فهو حرام؛ ولو لم يكن خمراً، فقال: كل مسكر خمر ، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو لم يتب منها، لم يشربها في الآخرة. رواه مسلم وأحمد.
وقال رجال الدين لأن هناك كثيراً من الناس يشربون المسكرات غير الخمر، ويدعون أنها ليست محرمة، لأنها غير مذكورة في القرآن أو السنة.

وأضافوا أن الخمر حرام، وإن لم يسكر شاربها، لأن العبرة ليست بسكره منها أو عدم سكره، ولكن العبرة بكون هذا الشراب صالحاً للإسكار، لأن الشارب قد يشرب قليلاً فلا يسكر لقلته، وقد يشرب فلا يسكر لاعتياده عليه، أو لِسبب آخر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه أحمد وأبو داود عن جابر، وصححه الألباني.

وقال صلى الله عليه وسلم : ما أسكر منه الفرق، فملء الكف منه حرام. رواه أحمد عن عائشة، وصححه الألباني.

قال المناوي في فيض القدير: أي إذا كان فيه صلاحية الإسكار حرم تناوله، ولو لم يسكر المتناول بالقدر الذي تناوله.

وبناءً على ما سبق، فإن عدم تأثر الإنسان من شرب الخمرة، لا دخل له في تحريمها أو تحليلها، لأنها حرام إلى يوم القيامة، سواء أصيب شاربها بالسكر أو لم يسكر .

وعلى كل إنسان أن يتقي الله تبارك و تعالى ويدع شرب أم الخبائث، فهي سبب لغياب أشرف ما في الإنسان وهو العقل، وسبيل لضياع ماله وصحته، وقد وهب الله له كل ذلك ليستخدمه فيما ينفعه ويقربه إليه، والله تعالى سائله عن كل ذلك يوم القيامة، كما في حديث أبي برزة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ : عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ، وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ؟
الراوي :أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث :الألباني | المصدر :صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم:3592 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح | شرح حديث مشابه

وعلى كل إنسان أن يخاف من سوء الخاتمة، فإن العبد يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه، فقد يأتيه ملك الموت فيقبض روحه وهو يباشر شرب الخمر، نعوذ بالله تعالى من سوء الخاتمة.

ودعا العلماء كل من يشرب الخمر إلى المسارعة بالإقلاع عنها بنفسه، فإن لم يستطع فليذهب إلى المصحات التي تعالج من الإدمان، وليتحمل في سبيل ذلك المشاق، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فإن كان صادقاً في طلب العلاج، فسوف يجعل الله له مخرجاً، قال الله تعالى: إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الأنفال:70]. وإن كان يريد خداع الله تعالى، فالله تعالى لا ينخدع بخداع أحد.

وشدد العلماء على وجوب قيام من حوله من أقارب وأهل وأصدقاء أن يقدموا له النصيحة، وأن يتحملوا أذاه، لعل الله يصلحه على يديهم، ولا يبتدعون عنه إلا من يخشى على نفسه أن يتأثر به، ولا ييأس أحد من هدايته، فقلوب الخلق بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولابد من اللجوء إلى الله تعالى وسؤال بأن يصلح أحوال الجميعً، فسبحانه وتعالى هو الجواد الكريم ولا يرد دعوة المضطرين.

زر الذهاب إلى الأعلى