بسبب قرارات ترامب الجمركية.. 2 تريليون دولار خسائر الشركات الأمريكية.. والصين تصعد.. وصندوق النقد يصرخ: الاقتصاد العالمي في خطر



حالة من القلق والتوتر سادت العالم فى أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن رسوم جمركية هائلة تستهدف العشرات من الدول بنسب متفاوتة، وتعالت التحذيرات من مخاطر قرارات ترامب على الاقتصاد العالمى، فيما تصاعدت الحرب التجارية بعد إعلان الصين عن رسوم مضادة.

خسرت الشركات الأمريكية تريليونات الدولارات من قيمتها فى أعقاب إعلان ترامب عن رسومه الجمركية. وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن كل القطاعات تقريبا عانت من خسائر كبرى فيما أغلقت الأسواق المالية الأمريكية الخميس على أكبر انخفاض لها منذ ان عصف وباء كورونا بالاقتصاد العالمى قبل 5 سنوات.

ومع انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.8%، اختفت أكثر من 2 تريليون دولار من القيمة، وفقًا لهوارد سيلفربلات، المحلل الكبير للمؤشرات في مؤشرات ستاندرد آند بورز داو جونز.

وكانت البنوك وتجار التجزئة وشركات الملابس وشركات الطيران والتكنولوجيا من بين الأكثر تضررًا، حيث من المتوقع أن يخفض المستهلكون إنفاقهم إذا أدت الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات.

ووصف العديد من خبراء الاقتصاد الرسوم الجمركية بأنها أسوأ بكثير من المتوقع، وتخلص المستثمرون من أسهم الشركات التي يتوقعون أن تعاني أكثر من غيرها مما يُشبه ضريبة الأعمال.

في كثير من الحالات، ستنتقل هذه الضريبة إلى المستهلكين. إذا قلص المستهلكون إنفاقهم بسبب ارتفاع الأسعار، ستنتج الشركات سلعًا أقل، وقد يتعثر النمو الاقتصادي أو ينكمش. يُشكل إنفاق المستهلكين حوالي 70% من النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة.

ولم يسلم مليارديرات أمريكا من الخسائر أيضا، حيث خسر أغنى 500 شخص فى العالم ما يقرب من 208 مليار دولار ، الخميس، حيث دفعت الرسوم الجمركية واسعة النطاق التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأسواق العالمية إلى حالة من الاضطراب.

وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن هذا الانخفاض يعد رابع أكبر انخفاض يومى فى تاريخ مؤشر بلومبرج للمليارديرات الممتد على مدار 13 عاما والأكبر منذ ذروة جائحة كورونا.

وعانى أكثر من نصف الأشخاص الذين يتتبعهم مؤشر بلومبرج للثروات من انخفاض فى ثرواتهم، بمتوسط انخفاض بلغ 3.3%. وكان المليارديرات فى الولايات المتحدة من بين الأكثر تضرراً، وفى مقدمتهم مارك زوكربيرج مؤسس شركة ميتا، وجيف بيزوس مؤسس موقع أمازون للتجارة الإلكترونية، و إيلون ماسك.

وكان كارلوس سليم، أغنى رجل فى المكسيك، من بين عدد صغير من المليارديرات خارج الولايات المتحدة ممن نجوا من تأثير الرسوم الجمركية. وارتفع مؤشر بولسا المكسيكى بنسبة 0.5% بعد استبعاد البلاد من قائمة البيت الأبيض لأهداف التعريفات الجمركية المبتادلة، مما أدى إلى ارتفاع صافى ثروة سليم بنسبة 4%، لتصل إلى 85.5 مليار دولار.

وذكرت بلومبرج أن الشرق الاوسط كان المنطقة الوحيدة التى حقق فيها أصحاب الثروات المدرجة فى مؤشر بلومبرج للثروات مكاسب صافية خلال اليوم.

كان مارك زوكر بيرج الخاسر الأكبر من حيث الدولار، حيث تراجع سهم شركة ميتا 9% مما أدى إلى خسارته 17.9 مليار دولار، أو حوالى 9% من ثروته.

بينما تراجعت أسهم شركة امازون 9% الخميس، فى أكبر انخفاض منذ إبريل 2022، مما كلف جيف بيزوس 15.9 مليار دولار من ثروته الشخصية.

أما إيلون ماسك، أغنى رجل فى العالم، فقد خسر هذا العام حتى الآن 110 مليار دولار، بينهم 11 مليار دولار أمس الخميس.

وفيما يمثل تصعيداً للحرب التجارية، أعلنت الصين، الجمعة، إنها ستفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على البضائع الأمريكية، وهى نفس النسبة فرضها ترامب على السلع الصينية الواردة إى الولايات المتحدة. وأدانت الصين فما وصفته بـ “البلطجة أحادية الجانب” من قبل الولايات المتحدة.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية عن إجراءات أخرى، منها وقف تراخيص التصدير لـ 16 شركة أمريكية بمزاعم أن منتجاتها لها تطبيقات عسكرية، وإضافة 11 شركة إلى قائمتها الخاصة بالكيانات غير الموثوقة. وقالت الوزارة أيضا إنها بدأت تحقيق بشأن نوع من أنابيب أشعة إكس الطبية المستوردة من الولايات المتحدة والهند.

وكانت الصين واحدة من أكثر الدول تضرر برسوم ترامب الجمركية، وسبق أن تعهدت باتخاذ إجراءات مضادة حاسمة ردا على التعريفة. وقال محللون إن التصعيد يضر بفرض المفاوضات بين واشنطن وبكين.

قال وانج يي وى، مدير معهد الشؤون الدولية بجامعة الشعب في بكين، قبل إعلان الصين عن إجراءاتها الانتقامية: “إذا أرادت الصين أن تضرب بقوة، فستضرب بقوة”. وأضاف: “سياسة ترامب هي تخويف الناس أولاً. إذا كنت خائفًا، فستتوسل الرحمة… من وجهة نظر الصين، هذا ابتزاز، والصين مختلفة عن حلفاء أمريكا. إنها مستقلة نسبيًا ولن تنخدع بأمريكا”.

من ناحية أخرى، حذر صندوق النقد الدولى من أن فرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسومًا جمركية باهظة يمثل خطرًا كبيرًا على الاقتصاد العالمى، فى ظل استمرار تضرر أسواق الأسهم من عمليات بيع مكثفة من جانب المستثمرين.

وفى تصريحات نقتلها صحيفة الجارديان البريطانية، قالت كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي، إنه من المهم أن تتجنب الولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون تصعيد الحرب التجارية العالمية، فى الوقت الذى شهدت الأسواق فى آسيا وأستراليا المزيد من الانخفاضات اليوم الجمعة.

وقالت جورجيفا: “ما زلنا نقيم الآثار الاقتصادية الكلية لإجراءات الرسوم الجمركية المعلنة، لكنها تمثل بشكل واضح خطرًا كبيرًا على التوقعات العالمية فى ظل تباطؤ النمو”. ودعت مدير صندوق النقد الدولى إلى ضرورة تجنب الخطوات التى قد تلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد العالمى، وناشدت الولايات المتحدة وشركائها التجاريين بالعمل بشكل بناء لحل التوترات التجارية والحد من حالة عدم اليقين.

وانخفض مؤشر نيكى اليابانى بنسبة تقارب 3% يوم الجمعة، لينهى الأسبوع بانخفاض 9%، بينما انخفض مؤشر توبكس فى طوكيو بنسبة 4.5%. وأغلق مؤشر كوسبى فى كوريا الجنوبية على انخفاض بنسبة 1.3%. وفى لندن، انخفض مؤشر فوتسى 100 بمقدار 41 نقطة عند الافتتاح صباح الجمعة.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالى بنسبة 2.2% وسط مخاوف من ركود عالمى بعد إعلان ترامب عن أشد الحواجز التجارية منذ أكثر من 100 عام.

وانخفض خام برنت بنسبة 1.1% أخرى اليوم ليصل إلى 69.40 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له فى أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد خسائر فادحة تكبدها يوم الخميس، وسط مخاوف من تباطؤ الطلب.

وتراجعت أسهم شركات الأدوية الهندية بعد أن صرح ترامب بأن الرسوم الجمركية الأمريكية على شركات الأدوية لا تزال قيد الدراسة.

وأقرّ وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الجمعة، بـ”انهيار الأسواق” في أعقاب فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب رسوما جمركية عالمية شاملة، لكنه زعم أن “الأسواق ستتكيف”.

وقال روبيو للصحفيين خلال اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل، ردا على سؤال حول تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة وغير المتوقعة على الاقتصادات الأوروبية، إن “الشركات حول العالم، بما في ذلك الشركات العاملة في التجارة والتجارة العالمية، تحتاج فقط إلى معرفة القواعد. وبمجرد أن تعرف ما هي تلك القواعد، ستتأقلم معها”.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي: “لذلك، لا أعتقد أنه من العدل القول إن الاقتصادات تنهار. فالأسواق تنهار لأنها تستند إلى قيمة أسهم الشركات التي هي اليوم جزء لا يتجزأ من أنماط الإنتاج التي تضر بالولايات المتحدة”.

“لذا، لا أعتقد أنه من العدل القول بأن الاقتصادات تنهار. فالأسواق تنهار لأن الأسواق تستند إلى قيمة أسهم الشركات التي هي اليوم جزء لا يتجزأ من أنماط الإنتاج التي تضر بالولايات المتحدة.”

وقال روبيو: “علينا إعادة ضبط نظام التجارة العالمي”. أسوأ ما في الأمر هو ترك الأمور على وضعها إلى الأبد. أعني، أن هذا لا يمكن أن يستمر. لا يمكننا الاستمرار كدولة لا تنتج شيئا.

وأوضح روبيو: “الصين كمثال. أعني، إنه أمر مُشين. فهم لا يستهلكون شيئًا. كل ما يفعلونه هو التصدير وإغراق الأسواق وتشويهها، بالإضافة إلى كل الرسوم الجمركية والحواجز التي يضعونها”.

وتأتي تعليقاته بعد وقت قصير من إعلان الصين أنها ستفرض رسوما جمركية متبادلة بنسبة 34% على جميع الواردات القادمة لها من الولايات المتحدة بداية من 10 أبريل/نيسان الجاري.

وأضاف ماركو روبيو: “لقد خلص الرئيس وهو على حق إلى أن الوضع الحالي للتجارة العالمية سيء لأمريكا وجيد لمجموعة من الدول الأخرى. وسيعيد ضبطه، وهو محق تماما في القيام بذلك”.

ووجدت دراسة أجراها مختبر الميزانية في جامعة ييل أن الدخل المتاح للعائلات الفقيرة التي يبلغ دخلها السنوي 50 ألف دولار سيتقلص بنسبة 2.3% بسبب ارتفاع الأسعار المتوقع، في حين أن العائلات ذات الدخل المرتفع (أكثر من نصف مليون دولار سنويا) ستشهد انخفاضا بنسبة 0.9% فقط.

واعتبر الخبير الاقتصادي جيمس سورويكي أن الأميركيين من الطبقات العاملة سيتحملون في النهاية تكلفة فرض التعريفات، وأن “الغالبية العظمى من الأميركيين ستكون أسوأ حالا”.

وأوضح أن “الأمر ليس بهذا التعقيد: التعريفات الجمركية ضريبة، سيتم حمل جزء من هذه الضريبة من قبل المنتج الأجنبي، وسيتحمل المستورد جزءا آخر منها، لكن المستهلكين الأميركيين سيدفعون الجزء الأكبر منها”.

وأثبتت نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن التضخم وارتفاع الأسعار والاقتصاد عموما كان القضية الأكثر أهمية عند 40% من الناخبين.

وفي حين تعهد ترامب بخفض الأسعار للأميركيين المتعثرين، من المتوقع أن تزيد تعريفاته من تكلفة كل شيء من أحذية الأطفال إلى الخضروات ومختلف المنتجات الغذائية والسيارات.

وتحدثت معلمة مدرسة متوسطة بمقاطعة مونتغومري المجاورة لواشنطن بولاية ميريلاند للجزيرة نت، وقالت “من المحزن أن نشهد زيادات متوقعة في الأسعار، كل خططي لتغيير سيارتي الصيف المقبل وشراء سيارة جديدة سيتم تأجيلها على الأغلب. الأسعار كانت بالفعل مرتفعة، وأعتقد أن ما نشهده غير محسوب من جانب إدارة ترامب، لا أعرف كيف يمكن إيقاف قرارات الرئيس”.

في حين قال بليك هاردن، نائب الرئيس جمعية قادة صناعة البيع بالتجزئة إن كافة المؤشرات المبكرة تشير إلى أن هذه التعريفات ستكون خطيرة للغاية بالنسبة للبيع بالتجزئة. وعلى سبيل المثال، فإن الحذاء الذي كان من الممكن أن يباع بسعر 33 دولارا قبل عام سيتم بيعه الآن مقابل 51 دولارا.
الفقراء يدفعون الثمن

واعتبرت الخبيرة إرني تيديشي بجامعة ييل أن “التعريفات الجمركية هي ضريبة تنازلية، فهي تضر بالعائلات ذات الدخل المنخفض أكثر مما تؤذي الأسر ذات الدخل المرتفع، فهي في الأساس ضريبة استهلاك، وهي ضريبة على الإنفاق، وتنفق الأسر ذات الدخل المنخفض حصة أكبر من دخلها، من الأسر ذات الدخل المرتفع، لذا فهي أكثر عرضة للتأثر بالتعريفات الجمركية”.

وقالت الخبيرة بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي كيمبرلي كلاوسين إنه “إذا كان دخل العائلة 100 ألف دولار، وتكلفك التعريفات الجمركية ألفي دولار، فستشعر بسوء حيال 2% من دخلك. لكن تخيل أن لديك دخلا قدره 20 ألف دولار فقط، وأن التعريفات تكلفك 800 دولار فقط، فستشعر بمزيد من الضرر لخسارة نسبتها 4%”.

ويمكن أن تؤدي تعريفات ترامب التي تم فرضها إلى زيادة الأسعار بشكل عام بنسبة 2% إلى 3%، وهذا بالإضافة إلى التضخم البالغ حاليا 3%.

وتوقع مختبر الميزانية في جامعة ييل أن ترتفع أسعار السلع الجلدية، بما في ذلك الأحذية، بنسبة 18%، والملابس بنسبة 17%، والأجهزة الكهربائية بنسبة 10%.

كما أنه من المؤكد ارتفاع تكلفة المواد الغذائية، وسيبلغ نسبة زيادة أسعار الأرز 10%، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار الأسماك والمكسرات والمنتجات الطازجة بنسبة 4%.

إلا أن ترامب ومسؤولي البيت الأبيض قللوا من تأثير هذه الزيادات في الأسعار، بحجة أنها ضرورية لإعادة تنظيم التجارة العالمية وإعادة وظائف التصنيع إلى الأراضي الأميركية. في حين قال وزير الخزانة سكوت بيسنت إنه يعتقد أن الأميركيين يريدون أكثر من السلع منخفضة التكلفة.

ومع فرض الصين تعريفات انتقامية بنسبة 34% على السلع والبضائع الأميركية، وهي نفس النسبة التي فرضها ترامب يوم الأربعاء الماضي، تتفق التحليلات على أن الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم قد بدأت بالفعل.

في الوقت ذاته، يتوقع أن ترد دول الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات انتقامية على البضائع والسلع والخدمات الأميركية. كما وضعت المملكة المتحدة قائمة بالمنتجات الأميركية التي يمكن أن تفرضها على رسوم جمركية لكنها لم تتخذ أي إجراءات محددة بعد.

ويتوقع أن تكون الآثار المضاعفة للموجة الجديدة من التعريفات الجمركية التي أعلن عنها ترامب أكثر تأثيرا على الأميركيين من ذوي الدخل المنخفض، الذين يعتمدون بشكل كبير على المنتجات الرخيصة منخفضة التكلفة من الدول الأكثر تضررا مثل الصين وفيتنام وتايلند.

وعلى سبيل المثال، سيدفع فرض تعريفات جمركية بنسبة 40% إلى أن يدفع المستوردون 40% إضافية من قيمة هذه السلع إلى سلطات الجمارك في موانئ الدخول إلى السوق الأميركية.

وقال ترامب إنه أجرى مكالمة مع زعيم فيتنام تو لام الذي طلب منه خفض التعريفات الجمركية الفيتنامية “إلى الصفر إذا كانوا قادرين على إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة”.

وأدت أخبار المكالمة، التي نشرها ترامب على منصة تروث سوشيال، إلى ارتفاع أسهم الشركات التي تصنع بعض سلعها في فيتنام، فقد قفزت أسهم شركة نيكي للملابس والأحذية الرياضية بأكثر من 4%. وكان ترامب قد فرض تعريفات جمركية بنسبة 46% على فيتنام.

وعكس احتفاء ترامب بخطوة الحكومة الفيتنامية رؤية بعض معاونيه ممن يكررون أن هدف ترامب من التصعيد بفرض العقوبات الوصول لاتفاقيات جديدة تحسّن من وضع واشنطن التفاوضي.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وفيتنام العام الماضي 150 مليار دولار، وسجلت الولايات المتحدة عجزا تجاريا قدره 123.5 مليار دولار، وهو ما يعكس اختلال التوازن التجاري المتزايد بين البلدين.

وتشير كل التقديرات المبدئية إلى تأثر العديد من قطاعات الاقتصاد الأميركي بسبب تعريفات ترامب، وفي مقدمتها قطاع التكنولوجيا بسبب اعتماده على سلاسل التوريد الدولية، مما يؤدى إلى خسائر كبيرة في زيادة تكاليف الإنتاج.

كما أن قطاع التجزئة والسلع الاستهلاكية، وهو القطاع الذي يوفر المواد الاستهلاكية اليومية لملايين الأميركيين بما في ذلك الملابس والإلكترونيات وأحذية والأجهزة المنزلية، سيتأثر بشكل كبير جدا حيث إن كل هذه السلع لم تعد تصنع داخل الولايات المتحدة.

وفي حين يتأثر قطاع الزراعة والصناعات الغذائية التي تصدر منها الولايات المتحدة كميات كبيرة، وذلك بسبب التعريفات المضادة، التي بدأتها الصين بفرض 34% على كل البضائع الأميركية، وهو ما يؤدي لارتفاع التكاليف، وهو ما قد يؤثر على تراجع أسعارها سلبا للمصدر الأميركي.

ولن ينجو قطاع التصنيع الذي يدعي ترامب رغبته في إحيائه، إذ تواجه الشركات المصنعة، مثل شركات صناعة السيارات، زيادات في تكاليف الإنتاج نتيجة للرسوم على الصلب والألمنيوم.

زر الذهاب إلى الأعلى