في واقعة هجوم النمر.. النيابة تأمر بإيقاف أنشطة السيرك وتفتح تحقيقاً موسعاً للوقوف على ملابسات الحادث

شهدت الفترة الأخيرة عددا من الحوادث المؤسفة التي أثارت حالة من الصدمة والدهشة، بعدما هاجم كل من الأسد والنمر مدربيهما أو العاملين معهم، مما أسفر عن إصابات بالغة ووفاة البعض.
وكان آخر هذه الحوادث بمدينة طنطا ، حيث هاجم نمر أحد العمال في سيرك مقام هناك، مما أثار حالة من الذعر بين الحضور وترك إصابات خطيرة على يد العامل.
نصف دقيقة كانت كافية لتتبدل الضحكات إلى صراخ وعويل، والبسمة إلى حزن ودموع، بعد أن التهم النمر الأبيض “بوكا” قطعة لحم بشرية من ذراع محمد، وبث الرعب في قلوب الجماهير الموجودة، قبل أن يقوم أحد العمال بنغزه بشوكة حديدية، وإنقاذ صديقه، لينقل على إثرها بسيارة نقل إلى مستشفى الطوارئ بجامعة طنطا.
وتساءل عدد كبير من المواطنين عن الأسباب الكامنة وراء هجوم هذه الحيوانات المفترسة على مدربيها أو المساعدين، خاصةً في وقت يكونون فيه على مسافة قريبة جدًا من الحيوانات في العروض.
و قال محمد إبراهيم، المصاب في واقعة السيرك بطنطا، إنه يفوض صديقه محمد حجاج واسرته في الحديث عن التعويض المادي عن الحادث والملاحقة القضائية مؤكدًا أنه لا يتدخل في هذه الأمور.
ومن جانبه أكد محمد حجاج، صديق ضحية واقعة هجوم النمر عليه داخل السيرك بمدينة طنطا، إنهم طالبوا بتعويض عن الحادث طبقًا للشرع، يعادل 50 ناقة أو ما يُقَدَّر بنحو 5 ملايين جنيه مصري.
وأكد حجاج أنه بعد الواقعة، لم يعد صديقه قادرًا على العودة إلى عمله مرة أخرى، مشددًا على ضرورة صرف تعويض عادل له بعد إصابته ببتر في ذراعه الأيسر نتيجة الحادث.
وكانت ترددت بعد الأقاويل من داخل ادارة السيرك أن محمد عامل وليس من اختصاصه التعامل مع الاسود والنمور من بعيد او من قريب فجاء الرد بفيديوهات قديمة حيث ظهر محمد البسطويسي -ضحية سيرك طنطا- مع الفنانة والإعلامية مادلين طبر، قبل واقعة التهام ذراعه من قبل نمر أبيض، والتي هزت الرأي العام.
والتقط محمد البسطويسي -ضحية سيرك طنطا- عدة صور وفيديوهات مع مادلين طبر، داخل قفص العرض، وهما يلعبان مع الأسود.
وظهر في نفس الصور، محمد الحلو -مدرب الأسود والحيوانات المفترسة- وهو مع مادلين طبر.
وبالبحث، تبين أن صور مادلين طبر مع ضحية سيرك طنطا، تعود إلى عام 2023، خلال تسجيل حلقة ببرنامجها المذاع عبر قناة الحدث اليوم.
وكان الدكتور محمد حسين، رئيس جامعة طنطا، قد قرر نقل محمد إبراهيم من مستشفى الطوارئ إلى مستشفى الجراحات الجديدة، طبقًا للبروتوكولات الطبية المتبعة، لاستكمال فترة علاجه داخل المستشفى.
وكانت النيابة العامة اصدرت قراراً بإيقاف أنشطة السيرك مؤقتاً، وفتحت تحقيقاً موسعاً للوقوف على ملابسات الواقعة، موجهة إدارة البحث الجنائي بمراجعة إجراءات السلامة داخل السيرك والتأكد من التزامها بالمعايير القانونية، كما شكّل محافظ الغربية لجنة تضم خبراء من الطب البيطري والصحة والثقافة لمعاينة الحيوانات وتقييم الأوضاع داخل السيرك.
من جانبها، أثارت النائبة آيات الحداد في اقتراحها مخاوف جدية حول سلامة العاملين والجمهور في مثل هذه العروض، مشيرة إلى أن الحادثة تكشف غياب الرقابة الصارمة على استخدام الحيوانات المفترسة، ودعت إلى سن تشريعات تحظر هذه الممارسات نهائياً، مؤكدة أن «حياة الإنسان أولوية لا تقبل المساومة، وأن هناك بدائل ترفيهية حديثة لا تعتمد على استغلال الحيوانات أو تعريض البشر للخطر».
وأثارت الواقعة تفاعلاً واسعاً، حيث أعربت الفنانة نادية مصطفى عبر منشور على «فيسبوك» عن استيائها الشديد من الحادثة، قائلة: «أين الإنسانية؟ كفاية فقرة الحيوانات المفترسة، الإنسان حياته أولى»، كما هاجمت النائبة أميرة أبو شقة وزارة الثقافة والسيرك القومي، مشيرة إلى «الحالة المزرية» التي وصل إليها القطاع، مطالبة بمحاسبة المسؤولين.
وأصدرت مديرية الطب البيطري بمحافظة الغربية تقريراً أكدت فيه أن النمر المهاجم يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض تؤثر على سلوكه، لكنها لم تنفِ أن نقص التغذية قد يكون عاملاً محفزاً للهجوم، وأوصت اللجنة باستبعاد النمر من العروض لمدة 5 سنوات، مع ضرورة تشديد الرقابة على ظروف تربية الحيوانات في السيركات.
ومن جهته أعلن حزب مستقبل أن وفدا من الحزب زار الشاب فى المستشفي، وتم الاستماع لمطالبه ووعده بتنفيذها بشكل فوري، مبيناً أنه تم تقديم دعم مادي للشاب، مبيناً أن الحزب سيلبي رغبة الشاب في تجهيز محل لبيع المواد الغذائية على أن يتم تجهيزه بالكامل بكافة التجهيزات اللازمة ليبدأ مشروعه الخاص يكون مصدر دخل له، فضلا عن التكفل بتجهيزات يوم زفافه بما فيها زفة العروسين وقاعة الزفاف.