ليفربول يرضخ لمطالب محمد صلاح ويجدد عقده ليصبح الأعلى أجراً في الدور الإنجليزي
تعتمد إدارة نادي ليفربول، على سياسة حذرة فيما يتعلق بتجديد عقود اللاعبين، حيث تتحفظ على منحهم عقودًا طويلة أو رواتب ضخمة، خصوصًا لمن تخطى سن الثلاثين، وهو ما كان سببًا رئيسيًا في التخلي عن لاعبين مثل السنغالي ساديو ماني، والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
وتنازل ليفربول عن سياسته الصارمة فيما يتعلق بسقف الرواتب من أجل الإبقاء على المصري داخل قلعة أنفيلد، على الرغم من التزام النادي طوال السنوات الماضية بهيكل مالي محدد لا يسمح بتجاوزه.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن النادي قدّم أقصى عرض مالي ممكن لصلاح دون الإخلال الكامل بهيكله الداخلي، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يُرضي الطرفين، حيث طالب النجم المصري براتب أسبوعي يصل إلى 400 ألف جنيه إسترليني، وهو رقم كان مرفوضًا سابقًا من إدارة “الريدز”، لكن ومع اقتراب نهاية عقده، وعدم رغبة النادي في رحيله مجانًا، تغيرت لهجة المفاوضات، وبدأ النادي في كسر أحد أهم ثوابته، قبل الرضوخ لمطالبه وإعلان تجديد عقده موسمين.
مدة العقد أيضًا كانت نقطة خلاف رئيسية بين النادي الإنجليزي واللاعب، إذ رغب صلاح في توقيع عقد يمتد لعامين أو ثلاثة مع إمكانية التمديد، في حين تحفظت إدارة ليفربول- وقتها- على ذلك، خصوصًا مع لاعب يبلغ 33 عامًا، ولكن في النهاية فتح النادي سقف الرواتب من أجل قائد منتخب مصر، في تحول كبير.
وخالف نادي ليفربول الإنجليزي أحد أكثر القرارات تشددًا من أجل عدم الاستغناء عن “أبو مكة” و في تجديد عقد النجم المصري محمد صلاح لمدة موسمين، ليبقى مع الفريق حتى صيف 2027، بعد مفاوضات مكثفة.
وأكدت تقارير إعلامية أن عقد محمد صلاح الجديد مع ليفربول يتضمن شروطًا مالية مغرية، حيث سيحصل على راتب أسبوعي قدره 400 ألف جنيه إسترليني، بزيادة 50 ألف جنيه إسترليني عن عقده السابق، ليصبح أحد أعلى اللاعبين أجرًا في تاريخ ليفربول وأيضًا الدوري الإنجليزي الممتاز، متساويًا مع كيفن دي بروين لاعب مانشستر سيتي.
صلاح عبّر عن سعادته البالغة بهذا القرار، موضحًا أن اختياره جاء من قناعة تامة بقدرة ليفربول على المنافسة على البطولات الكبرى، قائلًا: “لو لم أكن مؤمنًا بذلك، ما كنت وقّعت على العقد الجديد، لدينا فريق رائع وجماهير مخلصة، وكل المقومات التي تجعلنا ننافس على الألقاب”.
وفي حديثه للموقع الرسمي للنادي الإنجليزي، وصف محمد صلاح سنواته الثماني الماضية مع ليفربول بأنها الأفضل في مسيرته، معربًا عن أمله في أن يواصل العطاء في ملعب أنفيلد حتى يكمل عقدًا من الزمن بين جدرانه، وقال: “استمتعت بكل لحظة هنا، وقد وقّعت لأنني أؤمن بإمكانية الفوز بالمزيد”.
قائد منتخب مصر أكد أن البقاء في ليفربول لم يكن قرارًا فرديًا فحسب، بل شاركته فيه أسرته التي تشعر وكأنها في منزلها، وأضاف: “ماجي (زوجته) والأولاد كانوا في قمة سعادتهم، شعرنا جميعًا أننا في بيتنا”، متابعًا، أن مكة ابنته الكبرى تحديدًا كانت الأسعد، فقد رغبت في البقاء نظرًا لأصدقائها ومدرستها وحياتها المستقرة في ليفربول.
لم ينسَ محمد صلاح أن يوجّه رسالة إلى جماهير ليفربول، مؤكدًا أهمية دعمهم المستمر قائلًا: “أنا سعيد بوجودي هنا، ووقّعت لأنني أؤمن أننا قادرون على تحقيق المزيد معًا، استمروا في دعمنا، وسنقاتل من أجلكم حتى النهاية”.
منذ انضمام محمد صلاح إلى ليفربول في صيف 2017 قادمًا من روما الإيطالي، كتب تاريخًا استثنائيًا بقميص “الريدز” خلال 394 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها 243 هدفًا وصنع 111 هدفًا لزملائه، ليصبح أحد أساطير النادي في العصر الحديث.
وعلى مدار ثماني سنوات، توج محمد صلاح بـ8 ألقاب مع ليفربول، هي الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2019، دوري أبطال أوروبا في نفس العام، كأس العالم للأندية، كأس السوبر الأوروبي، وكأس الاتحاد الإنجليزي، بجانب لقبين لكأس الرابطة الإنجليزية، ودرع الاتحاد الإنجليزي.
حصل صلاح على جائزة هداف البريمير ليج ثلاث مرات، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي مرتين، كما تُوج بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا مرتين متتاليتين، ونال جائزة بوشكاش لأفضل هدف عام 2018.
الموسم الحالي كان شاهدًا على تحطيم عدة أرقام قياسية جديدة لصلاح، أبرزها أنه أول لاعب في تاريخ ليفربول يسجل 20 هدفًا أو أكثر في 8 مواسم متتالية، كما أصبح أول لاعب في الدوري الإنجليزي يسجل أو يصنع في 10 مباريات متتالية أو أكثر، في 3 مناسبات مختلفة.
صلاح عادل أيضًا الرقم القياسي لأعلى معدل تهديفي في موسم مكون من 38 مباراة بالدوري الإنجليزي “44 هدفًا”، وشارك بشكل مباشر في 50 هدفًا خلال موسم 2024/ 2025، وهو أول لاعب في الدوريات الخمس الكبرى يحقق هذا الرقم.
كما سجل وصنع في 11 مباراة بالدوري هذا الموسم، أكثر من أي لاعب في أوروبا منذ ميسي في 2014/ 2015، وحقق أكبر عدد تمريرات حاسمة في موسم واحد للاعب من ليفربول بالبريميرليج “17 أسيست”
