السيسي في الخليج.. الرئيس يعقد مع الأمير تميم مباحثات ثنائية بالدوحة.. ويدعو رجال الأعمال القطريين لزيادة استثماراتهم في مصر.. ويؤكد: جهزنا من 2 إلى 3 ملايين فدان للاستصلاح الزراعي.. ومسئول كبير يكشف أهمية زيارة الكويت



عقدت مباحثات ثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في العاصمة القطرية الدوحة، عقبها اجتماعات موسعة بحضور كبار المسؤولين من الجانبين.

وتأتي هذه اللقاءات في إطار جولة الرئيس المصري الخليجية، والتي تشمل أيضًا دولة الكويت.

تتناول المباحثات بين الزعيمين ملفات التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية، إضافة إلى أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث يتم بحث الجهود الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنسيق المواقف لدعم القضية في المحافل الدولية.

ووفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، فإن اللقاء يعكس حرص البلدين على توحيد الرؤى إزاء الملفات ذات الاهتمام المشترك، وسط أوضاع إقليمية بالغة التعقيد.

وتشهد العلاقات المصرية القطرية تحسنًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، حيث استعادت القاهرة والدوحة قنوات التعاون السياسي والاقتصادي بوتيرة متصاعدة.

ويُعد تبادل الزيارات الرسمية واستئناف الشراكات الاستراتيجية دليلًا واضحًا على التحول الإيجابي في مسار العلاقات الثنائية، والتي تُبنى على أسس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، خاصةً في ظل دور مصر المحوري في ضمان الاستقرار الإقليمي.

زيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة تأتي استكمالًا لمسار بدأ في 2021، وشهد خطوات متسارعة لتعزيز الشراكة بين البلدين.

وكان أمير قطر قد زار القاهرة في يونيو 2022، تبعتها زيارة للرئيس المصري إلى الدوحة في سبتمبر من نفس العام.

وقد شهدت تلك الزيارة توقيع ثلاث مذكرات تفاهم في مجالات الموانئ والشؤون الاجتماعية، إلى جانب مذكرة تعاون استثماري بين صندوق مصر السيادي وجهاز قطر للاستثمار.

وصل الرئيس السيسي إلى الدوحة مساء الأحد، حيث كان في استقباله الشيخ تميم بن حمد في مطار حمد الدولي، في استقبال رسمي يعكس دفء العلاقات بين البلدين.

وقد شملت مراسم الاستقبال عزف السلام الوطني وتحية حرس الشرف، بما يعكس أهمية الزيارة على المستويين الرسمي والشعبي.

وقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بشكل صريح خلال لقائه بممثلي مجتمع الأعمال القطري في الدوحة إلى توسيع حجم الاستثمارات القطرية في بلاده، في محاولة لتأمين شريان حياة لاقتصاد القاهرة المنهك.

وتأتي هذه الدعوة الصريحة في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعاني منها مصر وتراجع ملحوظ في الدعم المالي من حلفائها الخليجيين التقليديين، مما يجعل الملف الاقتصادي جوهر زيارة الرئيس المصري إلى الدوحة بحثًا عن مصادر تمويل جديدة.

وخلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، استعرض السيسي الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، مؤكدا على المزايا التنافسية التي تتمتع بها البلاد.

وأكد السيسي أن “العالم واجه تحديات كبرى خلال السنوات الماضية، بدءا من تداعيات جائحة كورونا، مرورًا بالتذبذبات الحادة في أسواق الغذاء والطاقة، وصولا إلى التوترات التجارية الراهنة”، لافتا إلى أن “هذه المعطيات تستوجب تكاتف الجهود لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي، وتعميق التعاون بين الدول العربية”.

وفي هذا السياق، وجه السيسي دعوة مباشرة للشركات ورجال الأعمال القطريين قائلا “أدعو الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين إلى توسيع حجم استثماراتهم في مصر.

وأكد أن بلاده “تُعد فرصة واعدة للمستثمرين، لما تمتلكه من موقع استراتيجي فريد، وقوى عاملة ماهرة بتكلفة تنافسية، إضافةً إلى أسعار الطاقة الملائمة، واتفاقيات التجارة الحرة التي تربطها بالدول العربية والإفريقية، فضلاً عن البنية التشريعية المشجعة للاستثمار.”

كما سلط الرئيس المصري الضوء على المشروعات الكبرى التي تنفذها مصر لجذب الاستثمارات مشيرا إلى أن بلاده “أنشأت بالفعل 7 محطات لوجستية للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بما في ذلك الموانئ ذات الصلة والتي تم ربطها بشبكة طرق قوية”.

ودعا المستثمرين القطريين لزيارة تلك المحطات، مؤكدا على وجود فرصة سانحة للمستثمرين القطريين للاستثمار بمصر في مجال اللوجستيات.

وأوضح أن الدولة المصرية جهزت بالفعل من 2 إلى 3 ملايين فدان للاستصلاح الزراعي، وأن الدولة منفتحة على الشراكة للعمل فيها مع مستثمرين، خاصة من قطر.

ولفت إلى أن الدولة منفتحة كذلك على الدخول في شراكة مع مستثمرين قطريين في مجال صناعة السيارات، خاصة أن مصر لديها البنية الصناعية اللازمة والسوق الكبير الذي يسمح باستهلاك السيارات المنتجة، خاصة السيارات الكهربائية.”

وأشار إلى “أن العلاقات الاقتصادية المصرية – القطرية شهدت نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية.”

وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس للغاية بالنسبة للاقتصاد المصري، الذي يعاني من ارتفاع الدين العام، وتراجع قيمة العملة المحلية، وتزايد الضغوط المعيشية على المواطنين.

ويُنظر إلى قطر كأحد البدائل المتاحة لتعويض النقص في الدعم المالي الذي كانت تتلقاه مصر تقليديا من السعودية والإمارات، واللتين يبدو أن أولوياتهما الاقتصادية قد تغيرت أو أنها تسعى إلى ربط دعمها بشروط اقتصادية وسياسية أكثر صرامة.

إلا أن حجم الاستثمارات القطرية الحالي لا يزال أقل بكثير من حجم الدعم الذي كانت تتلقاه مصر من دول خليجية أخرى في السنوات الماضية. وبالتالي، فإن تركيز السيسي على جذب المزيد من الاستثمارات القطرية يعكس حاجة القاهرة الماسة إلى تدفقات نقدية أجنبية كبيرة لدعم اقتصادها المتعثر وتخفيف الضغوط المالية.

وإلى جانب الملف الاقتصادي، تتضمن زيارة الرئيس المصري محادثات حول قضايا إقليمية أخرى، إلا أن الحاجة الملحة لجذب الاستثمارات القطرية تظل هي الأولوية القصوى في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر.

وتؤسس زيارة السيسي إلى قطر لنمط جديد من العلاقات معها، يقوم على الشراكات الاقتصادية وليس المساعدات، لكن يصعب التعويل عليها في إحداث نقلة اقتصادية عاجلة داخل مصر، أو الاعتماد عليها بشكل كبير في مواجهة مشكلات اقتصادية متفاقمة، في ظل اعتماد القاهرة على تحصيل تمويلات من جهات مانحة دولية، مثل صندوق النقد الدولي.

ومصر تدرك أن الأجيال الجديدة من الحكام في دول الخليج ليست لديها التزامات قومية كبيرة تجاه مصر، على عكس أجيال سابقة كان هذا العنصر حاكما في توجهاتها حيال القاهرة، علاوة على التحولات الاقتصادية الدولية التي أثرت سلبا على اقتصاديات دول الخليج، وجعلتها تبتعد عن تقديم المساعدات وتفضّل الاستثمارات.

وأنهى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته لدولة قطر، التي شهدت لقاءات مثمرة وتبادل رؤى حول تعزيز التعاون الثنائي، وغادر الرئيس الدوحة متوجهاً إلى الكويت، في إطار المرحلة الثانية من جولته الخليجية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإقليمية وتوسيع آفاق الشراكة مع الدول الشقيقة.

تعليقا على الزيارة
قال الدكتور جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، إن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تشمل زيارة العاصمة القطرية الدوحة وتُستكمل لاحقاً في الكويت، تؤكد على مكانة مصر لدى شركائها في منطقة الخليج، وتوضح حجم الدور الهام الذى تلعبه القاهرة لتحقيق التوازن في المنطقة، في ظل ارتفاع وتيرة العنف بالشرق الأوسط وسط إصرار الجانب الإسرائيلي على استئناف القتال، وعدم الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار، موضحًا أن مصر لا تتحرك فقط في إطار مصالحها الوطنية، بل تتحرك برؤية إستراتيجية لحماية الأمن القومي العربي.

وأكد «أبوالفتوح»، أن جولة السيد الرئيس تكشف عن الدور الإقليمي للقاهرة من أجل بلورة موقف موحد مشترك لدعم القضية الفلسطينية ودحض مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني، من خلال التمسك بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تعكف القاهرة على تحقيق من خلال جهود حثيثة قامت بها على مدار الأشهر الماضية كان آخرها زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أحدثت فارقا كبيرا في المعادلة السياسية العالمية إزاء القضية الفلسطينية .

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن مصر أثبتت للعالم أجمع أنها ركيزة أساسية لتحقيق التوازن بالمنطقة، فقد نجحت من خلال جهودها الخارجية لتوطيد العلاقات المشتركة مع مختلف البلدان العربية والأوروبية وغيرها من التكتلات السياسية والاقتصادية الهامة لتحقق حراكًا كبيراً لدعم الشعب الفلسطيني في محنته الراهنة، فقد أكدت أنها الداعم الأول والأخير لهذا الشعب الذى تخلى عنه المجتمع الدولي، بعدما وقف صامتاً أمام هذه المجازر التي ترتكب بحقه كل يوم.

تابع الدكتور جمال أبوالفتوح، أن الجولة الخليجية للسيد الرئيس لن تقتصر فقط على مناقشة الأزمات الراهنة بالمنطقة، بل تهدف أيضا إلى فتح آفاق جديدة على الصعيد الاقتصادي مع منطقة الخليج، التي تعد شريك استثماري هام لدعم الاقتصاد المصري، مشيراً إلى أن دول الخليج مثل (السعودية، الإمارات، والكويت، قطر)، من أكبر المستثمرين في الاقتصاد المصري، خاصة في قطاعات العقارات، السياحة، الطاقة، والخدمات، حيث تلعب التدفقات الاستثمارية المباشرة من هذه الدول لدعم مشروعات البنية التحتية الكبرى، والمناطق الاقتصادية، دوراً كبيراً في عجلة الإنتاج للسوق المحلي.

وقال ايضا المهندس يوسف رشدان، القيادي بحزب حماة الوطن وكيل اللجنة الاستشارية العليا للاستثمار، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل من قطر والكويت في إطار جولته في الخليج سوف تكون لها دور محوري في تنسيق المواقف العربية بشأن قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأشار رشدان إلى إن جولات الرئيس السيسي الخارجية والحفاوة غير المسبوقة عند استقباله، تعكس مكانة مصر والرئيس السيسي باعتباره أبرز حكماء الشرق الأوسط الذين يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على السلام.

وقال رشدان إن الدبلوماسية الرئاسية لها دور محوري في توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية مع بلاد العالم وجذب الاستثمارات، لتعزيز الاقتصاد المصري وطرح وجهة نظر الدولة المصرية في القضايا الإقليمية.

وأشار رشدان إلى أن لقاءات الرئيس مع رجال الأعمال في قطر والكويت تمثل فرصة لتعزيز الاستثمارات في ظل الإصلاحات الاقتصادية الجارية في مصر، موضحًا أن زيارات الرئيس الخارجية كان لها دور كبير في إنقاذ الاقتصاد المصري، وذلك بشهادة المؤسسات الدولية، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في تغيير الوجه الاقتصادي لمصر خلال 10 سنوات من خلال تبنيه برنامجًا وطنيًا شاملًا للإصلاح الاقتصادي، بقرار جريء وإرادة سياسية قوية، ورؤية حكيمة ساندها الشعب المصري.

وعلق النائب فايز حرب عضو مجلس الشيوخ، وأمين القبائل والعائلات بحزب الجبهة الوطنية على زيارة الرئيس السيي إلى دولة قطر وذلك في مستهل جولة خليجية يجريها السيد الرئيس”.

وقال حرب إن زيارة الرئيس السيسي إلى قطر تحمل في طياتها العديد من الرسائل الهامة التي يريد الرئيس إرسالها إلى دول العالم، لافتاً إلى أن مصر وقطر بينهما علاقات تاريخية”.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن دلالات زيارة الرئيس السيسي إلى دولة قطر هي أن الرئيس أراد أن يبعث رسالة إلى العالم بأنه لا يستطيع أحد بث الفرقة والفتنة بين الدول العربية وأن الدول العربية موقفها موحد ومتماسك وتجتمع على القضايا العربية موضحاً أن مصر وقطر تربطهما علاقات تاريخية قيادة وشعباً ولا يمكن أن يتخلى احد منهما عن الآخر.

وأوضح النائب فايز حرب، أن الدولة المصرية لديها دور واضح وبارز في القضية الفلسطينية ولاتحتاج إلى مزايدة أو اعتراف من أحد لأن موقفها من القضية الفلسطينية ثابت ولم ولن يتغير عبر التاريخ منذ نشأة القضية من عام 48 والدولة المصرية داعم رئيسي للقضية ورافضة لتصفيتها.

وأشار أمين القبائل والعائلات بالجبهة الوطنية، إلى أن هناك قواسم مشتركة بين الدولتين مصر وقطر وبين الدول العربية جميعاً حيث أن جميع الدول العربية تعترف بفضل مصر وأحقيتها في قيادة المنطقة لما تتمتع به من قوة سواء على المستوى السياسي أو العسكري، منوهاً إلى أن هناك بعض المغرضين أرادوا بث الفتنة وإشعال الصراع بين الدولتين وهذا بالتأكيد بتعليمات ودعم صهيوني لتشتيت الشمل الذي تتمع به الدول العربية والتي عملت عليه مصر خلال الفترة الأخيرة منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد لحكم في مصر”.

وأشاد مصطفى جعفر سالمان عضو أمانة النقابات المهنية المركزي بحزب الجبهة الوطنية بزيارة الرئيس السيسي الى قطر ووصفها بالزيارة الناجحة التي ادت الى مرادها واكثر وهذا بذكاء كبير من الرئيس حيث استطاع ان يحصل على ما يريده وبكل عزة.

وعقب المباحثات الهامة التي عقدها السيسي بالدوحة، توجه الرئيس لبدء الزيارة الخامسة للكويت، حيث أكد

السفير المصري في الكويت أسامة شلتوت، إن “الزيارة تأتي في توقيت دقيق جداً سواء من ناحية تطوير العلاقات الثنائية بين القاهرة والكويت أو من جهة واقع الظروف الإقليمية والدولية التي تتطلب الوحدة والتكاتف العربي”.

وكشف السفير المصري الزيارة سوف تناقش سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير الفرص الاستثمارية والتجارية بين مصر والكويت، كما ستبحث القضايا الإقليمية الراهنة على رأسها القضية الفلسطينية.

وأكد أن لقاء القمة الذي يجمع بين السيسي وأمير الكويت يمثل فرصة لتبادل الآراء والتشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي في المجالات كافة، خاصة الاستثمارية والتجارية التي تمثل أولوية للدولتين.
وأشار السفير أسامة شلتوت إلى أن القمة تشهد تبادلاً لأطروحات وأفكار حول القضايا المحورية بالمنطقة العربية، مثل القضية الفلسطينية، والاعتداءات على قطاع غزة، فضلاً عن التطورات في سوريا ولبنان والسودان وليبيا واليمن.

وأوضح السفير المصري بالكويت زيارة السيسي لدولة الكويت هي المرة الخامسة له بالكويت الشقيق مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين مؤكدا أن مواقف مصر مع الكويت تكاد تكون متطابقة تجاه كل هذه القضايا، وهو ما يعكس اتساق السياسة الخارجية لبلدينا مع القانون الدولي وقواعد العدالة والقيم الإنسانية المشتركة”، واصفاً العلاقات المصرية ـ الكويتية بأنها في أفضل عصورها حاليا.

زر الذهاب إلى الأعلى