من هو الأمير النائم ولماذا لقب بهذا الأسم وما جنسيته

دخل الأمير السعودي الوليد بن خالد بن طلال، المعروف بلقب «الأمير النائم»، عامه الـ21 في الغيبوبة، بعد أن تعرض لحادث سير أثناء دراسته في الكلية العسكرية بلندن عام 2005، أدى إلى إصابته بنزيف في المخ، ومنذ ذلك الحين، لم يستعد وعيه الكامل، رغم أنه أظهر مؤخرًا حركات بسيطة في أصابعه، ولا يزال تحت رعاية طبية مستمرة تعتمد على أجهزة دعم الحياة.
خلال الساعات الماضية، عاد اسم الأمير إلى الواجهة على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما تداول النشطاء صورًا له في مرحلة الطفولة، أثارت مشاعر الحنين والدعاء من قبل المتابعين، والتي نشرتها الأميرة ريما بنت طلال، عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث علّقت بكلمات مؤثرة: «حبيبي الوليد بن خالد، واحد وعشرون عامًا وأنت دائمًا حاضر في قلوبنا، وفي قلوب أحبابك بدعواتنا، اللهم اشفِ عبدك الوليد؛ فلا يعلم بضعفه إلا أنت، يا رب السماوات والأرض».
ما مرض الأمير النائم؟
ونزيف الدماغ حالة خطيرة تحدث عندما يتسرب الدم في أنسجة الدماغ أو في المساحات المحيطة به، وهو من الحالات التي تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا، نظرًا لما قد يُسببه من تلف في خلايا الدماغ، واضطرابات عصبية قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة.
وكان الدكتور أحمد كامل، استشاري المخ والأعصاب، قد أوضح لـ«الوطن» أن إصابات الرأس الناتجة عن الحوادث من الإصابات الشائعة، سواء كانت بسبب حوادث السيارات، أو السقوط، أو حتى أثناء ممارسة الرياضة، مؤكدًا أن هذه الإصابات يمكن أن تؤدي إلى نزيف خطير داخل الدماغ، وتجاهل الأعراض في البداية، يشكل خطر كبير على حياة المصاب.
وعند نزيف الدماغ قد يحدث بعض الأعراض على النحو التالي، مثل الصداع والضعف بالظهور، نتيجة تراكم الدم وضغطه على أنسجة المخ.
وفي حال عدم علاج هذه الحالة، يمكن أن تتفاقم لتصل إلى فقدان الوظائف العقلية أو الحركية، أو حتى الوفاة.
وتعود أسباب نزيف الدماغ إلى عوامل متعددة، أبرزها إصابات الرأس الناتجة عن الحوادث أو السقوط، كما في حالة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، الذي تعرض لحادث مروري قبل أكثر من 20 عامًا ودخل في غيبوبة مستمرة حتى اليوم.
وتشمل الأسباب الأخرى ارتفاع ضغط الدم المزمن، أو تمزق تمددات الأوعية الدموية، أو وجود تشوهات في تركيب الأوعية مثل التشوه الشرياني الوريدي (AVM)، إضافة إلى اضطرابات تجلط الدم أو تعاطي بعض المواد المخدّرة.
كيف يمكن علاج نزيف الدماغ؟
أوضح الدكتور بونجساكورن فونجساباس، جراح المخ والأعصاب في مستشفى ويشتاني، إنه في الماضي، كان العلاج التقليدي لنزيف الدماغ يعتمد على التدخل الجراحي لإزالة تجلطات الدم وتخفيف الضغط داخل الجمجمة، ولكن مع تطور الطب، أصبحت هناك تقنيات أقل تدخلاً وأكثر أمانًا، أبرزها تقنية الانصمام داخل الأوعية الدموية، مؤكدًا إن هذه الطريقة الحديثة تعتمد على إدخال قسطرة دقيقة من منطقة الفخذ لتصل إلى موضع النزيف في الدماغ، حيث يتم حقن مادة لاصقة تعمل على إغلاق الأوعية الدموية المتضررة، مما يوقف النزيف دون الحاجة إلى جراحة أو تخدير كامل.
وأضاف أن من مزايا هذا الإجراء قصر فترة التعافي، حيث لا يحتاج المريض إلى الإقامة في المستشفى سوى ليلة واحدة فقط، ويمكنه العودة إلى المنزل بعد ذلك، مع استمراره في متابعة الأعراض وتجنب أي صدمات أخرى للرأس.
ما هي الغيبوبة؟
كما أوضح الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، خلال برنامج “تلفزيوني، أن الغيبوبة حالة لا يتفاعل فيها الإنسان مع أي محفزات رغم المحاولات، مشيرًا إلى أن كل عضو في جسم الإنسان قد يساهم في حدوث غيبوبة.
فرص الاستفاقة من الغيبوبة
وفقًا لما ورد في الموقع الرسمي للمعهد الوطني لأبحاث الإعاقة وإعادة التأهيل في واشنطن، فإن استعادة الوعي لدى مرضى إصابات الدماغ تختلف باختلاف شدة الإصابة، وقد تكون العملية بطيئة أو سريعة،وفي حالات الإصابة الشديدة، مثل حالة الأمير الوليد، غالبًا ما تكون استعادة الوعي تدريجية، وهو ما يفسر استمرار الغيبوبة لأكثر من 18 عامًا.
ومن النادر أن ينتقل الشخص المصاب مباشرة من الغيبوبة إلى الوعي الكامل، إذ أن من فقدوا وعيهم لفترة قصيرة يكونون عادة أقل عرضة لتبعات دائمة، ما يمنحهم فرصًا أفضل للتعافي مقارنة بالحالات الأطول أمدًا.