لهذا السبب صدام محتمل بين طهران والصين



كشف اللواء إسماعيل كوثري، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، أن مسألة إغلاق مضيق هرمز تخضع حاليًا للدراسة، مؤكدًا أن إيران ستتخذ القرار المناسب بحزم إذا تطلب الأمر.

وشدد كوثري أن الرد الإيراني العسكري على إسرائيل لم يكن سوى جزء من سلسلة ردود محتملة، مؤكدا أن طهران مستعدة لمعاقبة إسرائيل بكافة الوسائل المتاحة، وقال: “يدنا مفتوحة تمامًا لمعاقبة العدو، والرد العسكري كان مجرد بداية في الحرب.”

مدى أهمية مضيق هرمز في تجارة النفط العالمية
ويعتبر مضيق هرمز أحد أهم الممرات البحرية في العالم، إذ تمر عبره حوالي 20 مليون برميل من النفط ومشتقاته يوميًا، ما يمثل نحو 20% من شحنات النفط العالمية، ويعتبر أي تهديد بإغلاق المضيق خطرًا كبيرًا على أسواق الطاقة واستقرار أسعار النفط العالمية.

ووفقا لتقرير لشبكة CNBC، فإن تنفيذ إغلاق كامل لمضيق هرمز يُعتبر أمرًا غير واقعي من الناحية الفيزيائية، حيث أوضحت إلين والد، رئيسة شركة Transversal Consulting، أن مثل هذه الخطوة لن تحقق فائدة استراتيجية صافية لإيران، بل قد تؤدي إلى ردود فعل دبلوماسية و اقتصادية معاكسة، لا سيما من الصين، المستورد الأول للنفط من طهران.

وقال والد: “الصين لا تريد تعطيل تدفق النفط من الخليج، ولا ترغب في ارتفاع الأسعار، لذا ستستخدم قوتها الاقتصادية للضغط على إيران إذا تطلب الأمر ذلك .”

وتعتبر بكين الشريك التجاري الأول لطهران، حيث تستورد أكثر من 75% من صادراتها النفطية، وبالتالي، فإن أي تصعيد قد يؤثر سلبًا على العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، خصوصًا في ظل اعتماد إيران الكبير على الأسواق التجارية في الصين.

وكشف أنس الحجي، الشريك الإداري في شركة Energy Outlook Advisors، عن مخاوفه من أن إغلاق مضيق هرمز قد يضر إيران أكثر من خصومها، مشيرًا إلى أن أغلب واردات إيران من السلع تمر عبر هذا الممر، وقال: “أصدقاؤهم سيتضررون أكثر من أعدائهم من الصعب تصور أن إيران ستُقدم على هذه الخطوة أبدا.”

وأوضح أن معظم المضيق يقع ضمن المياه الإقليمية لعمان، وهو واسع نسبيًا، ما يجعل من إغلاقه الكامل أمرًا شبه مستحيل.

وعلى الرغم من أن العديد من السفن تمر عبر المياه الإيرانية، إلا أن الخبراء أشاروا إلى إمكانية استخدام طرق بديلة عبر الإمارات وسلطنة عمان، مما يُضعف من فاعلية أي حصار محتمل لمضيق هرمز.

من ناحيته، قال فيفيك دهار، مدير أبحاث الطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي، إن اللجوء لإغلاق مضيق هرمز سيكون خيارًا أخيرًا لإيران، ومن المحتمل أن يحدث فقط في حال نشوب مواجهة عسكرية مباشرة مع أمريكا.

وصرّحت أمينة بكر، رئيسة تحليلات الشرق الأوسط في شركة “كبلر”، أن سيناريو إغلاق المضيق “متطرف”، لكنه لا يمكن استبعاده بالكامل، قائلة: “علينا أن نأخذ هذا الخيار بعين الاعتبار، فالوضع الإقليمي بات أكثر خطورة من أي وقت سابق.”

زر الذهاب إلى الأعلى