كرة القدم في فلسطين تفقد 325 شهيدا.. أخرهم اسطورة الكرة.. اغتالته رصاصات الاحتلال الغادرة أثناء انتظاره المساعدات الإنسانية

وردود فعل غاضبة من جماهير ليفربول بعد تغريدة محمد صلاح حول اللاعب الفلسطيني
فقدت كرة القدم الفلسطينية يوم السبت الماضي اثنين من أبنائها، بعد ارتقاء لاعب نادي خدمات النصيرات معاذ علاء الحواجري أثناء انتظاره للمساعدات الإنسانية في منطقة النصيرات، وسط قطاع غزة، واستشهاد لاعب اتحاد دير البلح، نصر الله المقاطعة جراء استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ويُعد المقاطعة من اللاعبين البارزين في الملاعب الغزية، حيث لعب لجمعية الصلاح وعدد من الأندية الأخرى. فيما عُرف الحواجري بعطائه داخل صفوف خدمات النصيرات وحضوره المميز على المستطيل الأخضر. وبرحيلهما، تفقد الرياضة الفلسطينية اسمين لطالما شكّلا جزءاً من نسيجها الإنساني والرياضي.
وبعد تلك الخسارة الكبيرة، ارتفع عدد شهداء كرة القدم الفلسطينية منذ بداية العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 325 شهيداً، ما بين لاعب ومدرب وإداري، وحكم، وأعضاء مجالس إدارات الأندية.
يأتي ذلك بعد استشهاد سليمان العبيد نجم كرة القدم الفلسطينية، والذي أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم استشهاده، في بيان رسمي، بعد استهداف قوات الاحتلال منتظري المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة.
وولد سليمان العبيد الملقب بـ”الغزال”، “الجوهرة السمراء”، “هنري فلسطين”، “بيليه الكرة الفلسطينية”، يوم 24 مارس 1984، في غزة، ولديه ولدان وثلاث بنات.
وبدأ سليمان العبيد مسيرته في نادي خدمات الشاطئ. ثم انتقل إلى الضفة الغربية، ملتحقا بصفوف نادي مركز شباب الأمعري، خلال الفترة من 2009 إلى 2013، وتوج معه بلقب أول نسخة لدوري المحترفين في موسم 2010-2011.
وكان العبيد قد بدأ مسيرته الكروية في نادي خدمات الشاطئ، ثم انضم إلى نادي مركز شباب الأمعري بالضفة الغربية المحتلة، ثم نادي غزة الرياضي، وسجل أول أهدافه الدولية ضد اليمن عام 2010، وشارك في تصفيات كأس التحدي الآسيوي وكأس العالم 2014، حيث لعب 24 مباراة دولية مع منتخب فلسطين،
وقد سجل العبيد أثناء مسيرته الحافلة أكثر من 100 هدف، ما جعله يُعتبر من قبل الكثيرين أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، واستشهد يوم الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 41 عاما، وكان أبا له خمسة أولاد.
وعاد بعدها العبيد إلى خدمات الشاطئ، قبل أن ينضم إلى نادي غزة الرياضي، وحصل معه على لقب هداف الدوري الممتاز في المحافظات الجنوبية، قبل أن يعود مرة أخرى إلى ناديه الأم ويحصد لقب الهداف مرة أخرى.
وطبقا للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، استشهد 421 لاعب كرة قدم أو ماتوا جوعا في غزة، بمن في ذلك 103 أطفال، كما تضررت 288 منشأة رياضية أو تحولت إلى أنقاض في جميع أنحاء المنطقة.
من ناحية أخرى تلقي اللاعب المصري محمد صلاح نجم الريدز، رسائل نارية من جماهير ليفربول؛ بعد تغريدته ضد يويفا، حول استشهاد سليمان العبيد نجم الكرة الفلسطينية، التي أشعلت الجدل على الساحة الكروية حول العالم كله.
وعلق النجم المصري محمد صلاح، قائد فريق ليفربول الإنجليزي، على تغريدة الاتحاد الأوروبي «يويفا» لكرة القدم حول استشهاد سليمان العبيد، لاعب كرة القدم الفلسطيني، الذي لقى مصرعه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ورد صلاح على تغريدة «يويفا» عبر منصة «إكس»: «هل يمكنكم أن تخبرونا كيف مات وأين ولماذا؟«.
وأبدت جماهير ليفربول ردود أفعال مثيرة على تغريدة النجم المصري، وأعربت عن ذلك من خلال منشوراتهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «إكس».
وعلق أحد مشجعي صلاح: «لهذا السبب صلاح يستحق البالون دور على حساب لامين يامال، صلاح البالون دور.«
وقال أخر: «احذر.. الناس لا يحبون الحقيقة» فيما رد أخر قائلا: «لا يستطيعون قول الحقيقة، لو كانت فلسطين دولة أوروبية لساندوها، مثل أوكرانيا ولأزالوا إسرائيل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مثل روسيا».
وقام أحد الجماهير بنشر تغريدة صلاح، معلقًا عليها: «لهذا السبب أحبك بشدة، وسأدافع عنك دائمًا يا رجل».
وقال آخر: «أنا أحبك كثيرًا يا صلاح، شكراً لك على التحدث» .
وأضاف أحدهم: «شكرًا لك محمد صلاح على حديثك هذا، أقدر شجاعتك.«
وعلق ناشط آخر “إنجلترا مقلوبة بسبب تويتة صلاح، ولذلك كان يُنتقد سابقا على صمته، لكنه الآن سلط الأضواء على معاناة أهلنا في غزة، أتمنى ألا يكون هذا موقفا مؤقتا”.
وأشار مغردون إلى أن سليمان العبيد لاعب كرة محترف كان من المفترض أن تكون حياته مختلفة، لكن مصيره انتهى في ظروف مأساوية بين آلاف المدنيين المحاصرين في غزة، والذين يعانون من الجوع والتهجير جراء سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية.
وأوضحوا أن العبيد استشهد برصاصة غادرة أثناء انتظاره المساعدات، وسط حالة من التجاهل الدولي، مما يعكس مأساة إنسانية كبيرة تتطلب تحركا إنسانيا وحضاريا من الجميع.
وأضافوا “تخيل لو كان يتحدث بهذه القوة منذ البداية عن الحصار والمجاعة، هل كان يمكن تمرير الأكاذيب الغربية بسهولة؟ هل كانوا سيستمرون في الضحك على نصف العالم وهم مكتومون؟ هل وصلوا إلى هذه البجاحة؟”.
وأجمع الكثير من رواد السوشيال ميديا على أن هذه الخطوة تمثل أول موقف علني جريء لصلاح منذ نحو 22 شهرا من بداية حرب الإبادة في غزة، معتبرين موقفه رسالة تضامن قوية مع الشهداء من الرياضيين، وسلاحا فاعلا لتوصيل مأساة ومعاناة سكان غزة الذين يستشهدون كل ساعة.