إسرائيل المظلومة- بقلم علاء عزت

كنت أعتقد خطأً أن اسرائيل هي الظالمة وهي المتعطشة للدماء، وهي التي تقتل من تلقاء نفسها الفلسطينيين العزل، لكن اعترف بأني كنت لا أعرف الأمور جيدا، حيث تبين لنا جميعا أن إسرائيل ليست من تضرب الفلسطينيين من تلقاء نفسها، إنما هناك من بلاد العرب من يحرضها على ضرب فلسطين، فبعدما استطاعت مصر بمكانتها التي أنهكتها الديون، أن تدخل ويكون لها الكلمة العليا في وقف إطلاق النار، بالتعاون مع بعض الوسطاء مثل قطر وتركيا، وامتثلت غزة لخطة ترامب بأن سلمت الأسرى الإسرائيليين إلى حكومة بنيامين نتنياهو، وكذلك جثث من غادروا الحياة ، فإننا نجد اسرائيل تقوم بخرق وقف اطلاق النار وتقتل 11 شخصا من عائلة كاملة، لكن الأيام الكاشفة، تظهر أن اسرائيل لم تفعل ذلك من تلقاء نفسها، ولكن بتحريض من بلاد عربية أخرى، كانت تريد أن يكون لها الريادة، والزعامة في قمة وقف إطلاق النار، بدل من مصر التي استضافتها، هذه واحدة، أما الثانية، فإن هذه الدول تطلق ما بين الحين والأخر، التصريحات، بأن القمة فاشلة وقد تؤتِ ثمارها، فإذا ما سألتهم لماذا ؟ قالوا لكم بصراحة وبغير أدنى حمرة من الخجل، لأن حماس لم تسلم سلاحها، إذن من يسعى ويحرض على تسليم حماس سلاحها هما دولتان عربيتان ، تفكران وتطالبان وتصران على تسليم سلاح حماس.. ولم يفكرا في رفع الأنقاض عن مئات الجثث
لم يفكرا في خرق اسرائيل للهدنة وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء، لم يفكرا في رفع الأنقاض واستخراج الجثث لم يفكرا في إعمار غزة، لم يفكر في المجاعة التي تضرب الناس هناك، لم يفكرا في أي شيء غير تخلي حماس عن سلاحها، إذن ما الذي يجعل هذه الدول أن تضغط على أمريكا وإسرائيل لإجبار حماس على التخلي عن سلاحها، وهل هذه الدول العربية هي ابطال الحرب الحقيقيين ضد غزة وليست اسرائيل ؟ فهذه الدول العربية هي التي وقفت بالفعل بجوار اسرائيل في الحرب على غزة وأمدتها بجسر جوي لنقل الماء والغذاء والدواء إلى جيش الاحتلال، في حين كان هؤلاء العرب أنفسُهم يحاصرون غزة، ويشعلون لهيب الجوع والعطش بها، ويتفقون على الخلاص من المقاومة داخل الغرف المغلقة، بينما يظهرون عكس ذلك إذا ما خرجوا من غرفهم المظلمة.. بل يحرضون نتياهو وترامب على الضغط على حماس لتسليم السلاح ولا ندري ما الذي يضر هذين البلدين من إذا لم تسلم حماس سلاحها، فكان الأولى الذي يطالب بذلك اسرائيل، لكن هذين البلدين تضغطان بقوة على ترامب، حتى أنه اضطر إلى تغيير لهجته تجاه المقاومة، مهددا إيها بالعقاب إذا لم تتوقف عن إعدام الخائنين والعملاء لجيش الاحتلال، مثل ياسر أبو شباب، وذلك رغم ما صرح به ترامب قبل 24 ساعة من تهديداته هذه حينما سألوه عن قيام حماس بإعدام بعض الأهالي هناك، فأخبرهم بأن هذا الأمر لا يمثل لديه أية مشكلة، إذن ما الذي حدث وما الذي جعله يغير كلامه إلا بسبب هذين البلدين.. فإذا كانت إسرائيل تفعل ذلك فهي معذورة لأنهم يهود لا عهد لهم ولا رحمة في قلوبهم ولا دين لديهم، لكن أن يحرضها على ذلك دولتان يطلقان على نفسيهما أنهما من أهل السنة الوسطية، وتطالبان جيش الاحتلال بمواصلة الضغط على حماس لتسليم سلاحها، فهذا معناه أن حرب الإبادة ضد غزة قد تعود مرة أخرى بسبب بلدين عربيين.. ونخلص من هذا أنهم لا يريدون أن يكون للمقاومة أثر في غزة، ولا يريدون أن تنفض مصر الغبار عن نفسها لتعود لمكانتها كما كان ماضيها، لتبقى لهاتين الدولتين الريادة كما يتوهمان نسأل الله تعالى العفو والعافية ونسأله تعالى أن يكتب لنا الخلاص السريع من حكام هاتين الدولتين، وأن يعجل بزوال ملكهما