نكشف أسباب سفر رئيس مجلس النواب إلي المغرب

كتب/ صالح شلبى

أكد الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب أمام المؤتمر البرلماني العربي الرابع والعشرين المنعقد حالياً فى العاصمة المغربية الرباط، إن الوضع العربي الراهن، يحتم علينا أكثر من أي وقت مضى، تدعيم العمل العربي المشترك وتعزيز آلياته وتحديث مناهجه، لاسيما وقد أصبح واضحا وجلياً أننا نواجه تحديات مشتركة تفرض علينا جميعا التضامن في مواجهتها.

وقال “عبد العال” موجهاً حديثة للبرلمانين العرب لعلكم  تتفقون معي على أن من أخطر تلك التحديات، ظاهرة الإرهاب التي شهدت خلال العقود الأخيرة انتشاراً غير مسبوق في مظاهرها وتداعياتها، مما يستلزم المبادرة إلى تبني سياسات وإقرار تشريعات تكفل التصدي لها على نحو فعال، وقال لعلكم تتفقون معي على أن التصدي.

الشامل لتلك الظاهرة في منطقتنا العربية يتطلب تبنى وإقرار إستراتيجية موحدة تقوم على ثلاث محاور رئيسية.

أولها: معالجة الظروف والأسباب الحقيقية المؤدية إلى انتشار ظاهرة الإرهاب،  فليس صحيحاً أن الإرهاب يرتبط دوماً بالجهل والفقر والبطالة، بعد أن أثبتت الوقائع والأحداث أن العديد من قادة الإرهاب على درجة عالية من التعليم والمستوى الاجتماعي والثراء وهو أمر يجب أن نتوقف عنده بالفحص والدراسة والتحليل.

وثانيها: بناء قدرات الدول فى منع ومكافحة الإرهاب، على نحو يضمن احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون بوصفها إحدى الركائز الأساسية لمكافحة الإرهاب.

وثالثها: التصدي بفعالية للسبل التي تستخدم بها الكيانات الإرهابية خطابها لتجنيد الآخرين إلى صفوفهم، وخاصة بعد أن أثبتت قدرتها على الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطاب التحريض والكراهية وحشد وتجنيد المزيد من العناصر الجديدة التي لديها استعداد للانضمام إليها.

وقال ” عبد العال” عندما نتحدث عن الوضع العربي الراهن، تثور في أذهاننا على الفور قضيتنا الأم، ألا وهي القضية الفلسطينية، التي ما تزال قضية العرب الأولى، والمهددة في ظل استمرار الخطط الاستيطانية والتهويدية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي المحتلة، والتي تهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي في الأراضي المحتلة رغم قرارات الشرعية الدولية لوقفها، متجاهلة بل متحدية تلك القرارات، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 (الصادر في 23 ديسمبر 2016) الذي يمنع بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، بل وتمادت إسرائيل فى مساسها بحرية الأديان وحرية العقيدة بطرح مشروع قرار فى الكنيست الإسرائيلي يمنع الآذان بمساجد الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشار ” عبد العال ” إلى التحركات التى تقوم بها مصر تجاه القضية الفلسطينية انطلاقا من مسئولياتها القومية تجاه القضايا العربية عموماً، والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، جهوداً كبيرة من أجل إعادة إحياء عملية السلام مرة أخرى، كما بذلت –ومازالت- جهوداً حثيثة من أجل التقريب بين الفصائل الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام التي تُرتب على القضية الفلسطينية أخطار غير مسبوقة، من أجل توحيد كلمة الفصائل الفلسطينية وتفويت الفرصة على الطرف الإسرائيلي للتحجج بعدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض معه، واستخدامه لتلك الحجة سبيلاً لاستمرار سياساته الاستيطانية والقمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدراته القومية.

وحول التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى يمر بها الوطن العربي قال “عبد العال”  أنها لا تقل خطراً عن التحديات السياسية والأمنية، وهو ما يفرض علينا تركيز جهودنا نحو ترسيخ وتعميق مفهوم التنمية المستدامة والإدارة الرشيدة وتمكين الشباب ودعم المرأة مع إعطاء الأولوية لإحياء مشروعات التعاون والتكامل الاقتصادي العربي.

ووجه ” عبد العال” رسالة إلى البرلمانيين العرب قائلا من هذا المنبر، أؤكد إن الحاجة باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى تفعيل التبادل التجاري والاستثماري بين الدول العربية وزيادة حجمه، وحُسن استغلال الموارد التي تمتلكها دولنا، بما يحقق المنفعة المشتركة، ويدعم التنمية الشاملة، ويحقق النفاذ إلى الأسواق العالمية والحصول على التكنولوجيا المتقدمة.

وقال ” عبد العال” إن  إلقاء نظرة سريعة على الوضع العربي الراهن يكشف لنا عن تحديات كبيرة تواجه الحفاظ على أمن الدول العربية واستقرارها الداخلي، لست بحاجة لأن أسهب في الحديث عنها، وهو ما يبدو جليا في كل من سوريا واليمن وليبيا، وهو ما يفرض تحديات جسام على بلداننا العربية حكومات وشعوب، ويحتم علينا جميعا اتخاذ قرارات وتبني إجراءات لصيانة الأمن القومي العربي من أجل التعامل مع تلك التحديات على النحو الذي يكفل الدفاع عن مصالح شعوب العالم العربي وصيانتها.

وأعرب الدكتور على عبد العال عن سعادته وترحيبه بوجوده اليوم فى حشد من خيرة البرلمانيين العرب، معرباً عن أمانيه  أن تسهم مناقشاتنا في إثراء العمل العربي المشترك والتغلب على الصعاب ومواجهة التحديات، وتحقيق ما نصبو إليه من رفعة وتقدم شعوبنا العربية قائلاً إن المسئولية التي تقع على عاتقنا كبرلمانيين مسئولية كبيرة من أجل التضامن العربي وتفعيل العمل المشترك والارتقاء به بما يتناسب وتطلعات وآمال الشعوب العربية.

جاءت كلمة الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ، فى إطار مشاركته على رأس وفد برلماني رفيع المستوى فى أعمال المؤتمر الرابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي والذى يُعقد حالياً فى العاصمة المغربية الرباط.