ننشر تفاصيل أهم لقاءات السيسي في واشنطن
كتب/ كمال ريان
التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر إقامته في واشنطن عدد من رؤساء الشركات الأمريكية الكبري وممثلي الجالية المصرية في اميريكا علي هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.
وتضمنت لقاءات الرئيس لقاءا مع جيف أميلت المدير التنفيذي لشركة “جنرال الكتريك” الأمريكية، حيث صرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر على التعاون مع كافة الشركات الأمريكية والعمل معها في مختلف المجالات، مشيراً إلى ما تتمتع به شركة “جنرال الكتريك” من خبرة طويلة وسمعة طيبة في السوق المصرية، فضلاً عن نشاطها المتميز فى العديد من المجالات.
واستعرض الرئيس خلال اللقاء الإجراءات التشريعية والإدارية التي تتخذها الحكومة من أجل توفير مناخ جاذب للاستثمار، مؤكداً الاهتمام الذي توليه الحكومة لتذليل كافة العقبات أمام المستثمرين وجذب مزيد من الاستثمارات بمختلف القطاعات.
ومن جانبه، أعرب المدير التنفيذي لشركة “جنرال الكتريك” عن تطلع الشركة لزيادة نشاطها في مصر، خاصة فى ضوء توفر فرص واعدة في عدد من القطاعات، مشيداً بإجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تتخذها مصر وما ساهمت به في تعزيز بيئة الإعمال وتحسن النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس التقى بعد ذلك مع مارلين هيوستن المديرة التنفيذية لشركة “لوكهيد مارتن” المتخصصة في صناعة الطائرات الحربية والصناعات العسكرية، مشيداً بمساهمات الشركة في توفير احتياجات مصر من الطائرات الحربية وقطع الغيار والمعدات اللازمة، فضلاً عن التعاون القائم بين الجانبين فى مجالات التدريب الفني.
وأعربت “مارلين هيوستن” مديرة الشركة الأمريكية من جانبها عن سعادتها بالالتقاء مع السيد الرئيس في واشنطن، مثمنةً التعاون الممتد بين مصر وشركة “لوكهيد مارتن” على مدى سنوات طويلة، وحرص الشركة على تعميق هذا التعاون وتطويره على مختلف المستويات خلال الفترة القادمة.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عدد من ممثلي ورموز الجالية المصرية في الولايات المتحدة، حيث اكد الرئيس الأهمية التي توليها الدولة لرعاية الجاليات في الخارج باعتبارهم امتداداً لوطنهم وسفراء له في الخارج. كما أشار الرئيس إلى أهمية دور المصريين في الخارج في إبراز وجه مصر الحضاري، ونقل الصورة الحقيقية لما يحدث فيها من تطورات، فضلاً عن المساهمة في جهود التنمية الشاملة التي تسعى مصر لتحقيقها من خلال نقل المعرفة والخبرات التي يكتسبوها في الخارج إلى وطنهم.
واستعرض الرئيس التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الراهنة، حيث أشار إلى الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب على كافة المستويات وخاصة المستوى الفكري والثقافي، مؤكداً أن جهود تجديد الخطاب الديني تمتد لتشمل ترسيخ الممارسات الإيجابية التي تعلي من قيم التسامح وقبول الآخر، مشيراً في هذا السياق إلى أن هذه الجهود تستغرق وقتاً كي تأتي بثمارها. كما أكد الرئيس حرص الدولة على تحقيق المساواة الكاملة بين جميع مواطنيها وعدم التمييز على أساس ديني أو غيره، مؤكداً أنه لا فرق بين مواطن مسلم أو مسيحي، حيث أن الجميع لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات في إطار التزام الدولة بإعلاء مبادئ المواطنة والتعايش المشترك.
كما استعرض الرئيس جهود الإصلاح الاقتصادي في مصر، حيث أكد أنه بالرغم من صعوبة الأوضاع الحالية وقلة الموارد، إلا أن التقدم الجاري إحرازه يدعو إلى التفاؤل، مشيراً في هذا الصدد إلى حجم الإنجاز الذي تحقق في تطوير البنية الأساسية في مجالات الشبكة القومية للطرق والكهرباء والغاز وغيرها. كما أكد الرئيس أن القرارات الاقتصادية ذات الصلة بتحرير سعر الصرف وضعت الاقتصاد المصري على المسار السليم، حيث أسهمت بفاعلية في خفض فاتورة الواردات وتشجيع الصادرات، مشيداً بما أظهره الشعب المصري من تفهم وإدراك عميق لأسباب هذه القرارات، وما أثبته من صلابة معدنه وقوة تحمله، الأمر الذي يدفع الدولة لبذل مزيد من الجهد لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. وأكد الرئيس في هذا الإطار أن دافعه الوحيد لاتخاذ هذه القرارات، رغم صعوبتها، كان توخي المصلحة العامة وإصلاح مسار الاقتصاد بما يرسي أساساً حقيقياً للتنمية الشاملة والمستدامة.
ودار حوار مفتوح بين الرئيس و الحضور، طرحوا خلاله عدة مقترحات للمساهمة في جهود تحقيق التنمية الجارية في مصر، وزيادة التواصل بينهم وبين الوطن الأم، معربين عن سعادتهم بما يتم تحقيقه من تقدم، ومؤكدين ارتباطهم بالوطن واستعدادهم لتقديم ما لديهم من خبرات ومعرفة من أجل النهوض بمصر في كافة المجالات.
والتقي الرئيس مع جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، حيث أعرب الرئيس عن تقديره لجهود البنك الدولي في دعم مصر على مختلف المستويات، سواء من خلال تنفيذ المشروعات التنموية وتوفير الدعم الفني، أو دعم وتعزيز دور القطاع الخاص، مؤكداً أن مصر تنظر إلى البنك كشريك تنموي استراتيجي لها.
ومن جانبه أكد جيم يونج كيم حرص البنك الدولي على الاستمرار في تنفيذ برامج التعاون مع مصر وتطوير أطر التشاور والتنسيق بين الجانبين، مشيداً في هذا الإطار بالتقدم الذي حققته مصر خلال فترة زمنية قصيرة وخطوات الإصلاح الجدية التي اتخذتها لمعالجة الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها الاقتصادي المصري، بالإضافة إلى تحسين مناخ الإعمال واتخاذ الإجراءات اللازمة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس استعرض التقدم المحرز على صعيد تنفيذ المشروعات التنموية في مصر وبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تطبقه الحكومة والنتائج الإيجابية التي ترتبت عليه حتي ألان مثل ارتفاع الاحتياطي النقدي، وزيادة الصادرات المصرية وترشيد الواردات، بالإضافة إلى ما تحقق نتيجة هذه الإصلاحات من زيادة في موارد الدولة وخفض النفقات، بما يخدم هدف خفض العجز في الموازنة. كما أكد الرئيس عزم مصر على مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي وتحقيق معدلات النمو المستهدفة، وذلك بالتوازي مع التوسع فى شبكات وبرامج الحماية الاجتماعية، فضلاً عن اتخاذ مزيد من الإصلاحات التشريعية والإدارية بهدف تحسين بيئة الإعمال والاستثمار والارتقاء بتصنيف مصر بالتقارير التي يصدرها البنك لهذه المجالات.
وأعرب رئيس البنك الدولي في هذا الصدد عن ثقته في أن الحكومة المصرية ستواصل تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مؤكداً أن مجموعة البنك الدولي بمختلف مؤسساتها تتطلع إلى أن تحقق مصر الانطلاقة الاقتصادية التى تطمح إليها.
وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد تباحثاً حول سبل تعزيز علاقات التعاون التي تربط بين مصر والبنك الدولي، كما تمت مناقشة كيفية تعزيز دور القطاع الخاص الذى توليه مصر أهمية كبيرة في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية، فضلاً عن دعم جهود مصر لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.