وقد حاول اغتصابها داخل الحمام
بقلم- علاء عزت
طالما أن الحكومة بالتعاون مع السبكي، مصرة على هدم الأخلاق والقيم، فإنه لا فائدة ولا جدوى، مما يسعى إليه القائمون على أمر هذا البلد، من بناء أو تعمير.. أقول هذا، وفي الحلق غصة ومرارة، لا يعلمها إلا الله، لما وصل إليه حال المصريين.. فمنذ أيام اغتصب مدرس تلميذة بالصف الثاني الإعدادي، في منزله أثناء الدرس.. واليوم قد حدث أمر تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال، حيث حاول تلميذ بالصف السادس الابتدائي، بمدرسة شربين بالدقهلية، اغتصاب زميلة له بالصف الثاني الابتدائي، داخل حمام المدرسة.. وقد تقدمت والدة التلميذة، اليوم ببلاغ إلى مركز شرطة شربين.. وكان عليها التوجه بالبلاغ إلى رئيس الجمهورية، حتى يعلم أن مصر، لا تسير حاليا على الطريق الصحيح، كما يظن، وإنما تسير نحو الأسوأ بسرعة الشلال.. ولا فائدة مما يفعله، طالما أننا مازالنا نتجاهل بناء الإنسان.
فيا أيها القائمون على أمر البلاد والعباد، لن تنصلح الأحوال أبدا إلا إذا تم الاهتمام بالمدرس وبالتلميذ.. فما المجتمع السليم إلا عبارة عن مدرس وتلميذ .. إذا صلح الأول صلح الأخير.. ونتج عنهما أعضاء نافعون بالمجتمع بمختلف مؤسساته وهيئاته، وأرجائه.
يحدث هذا، ولم يمر سوى أيام قليلة، على واقعة التحرش الجماعي بفتاة الزقازيق.. ورغم هذا فإن هناك من يبذل قصارى جهده، لتدريس الجنس لبناتنا وأولادنا بالمدارس، لكننا نطمئنهم، بأن تلاميذ مصرـ إلا من عفاهم الله ـ أصبحوا ليسوا في حاجة إلى مناهج تدرس لهم في هذا الشأن، حيث تولى السبكي والعاهرات والمومسات من الممثلات، القيام بهذا الدور، إما بأفلام أو كليبات أو مسلسلات، بمباركة من الحكومة، وجهاز الرقابة المختص بمراجعة هذه الأعمال، قبل بثها على الناس وخدش حيائهم..
وهنا سؤال.. أليس من الممكن، أن يصل هذا التلميذ لمركز مرموق، في الدولة مستقبلا.. فلك أن تتصور معي كيف لو أصبح هذا التلميذ، ضابطا أو قاضيا أو وزيرا أو محافظا أو قائما على أي أمر من أمور البلد.. كيف يكون الحال؟!!.. فما القاضي والضابط والمهندس والطبيب والمحافظ والوزير ورئيس الشركة المرتشي الفاسد، إلا كان تلميذا، لم يحسن والداه ومدرسوه تربيته، فصار حاله إلى ما صار إليه.. ولو فتشنا في الذاكرة لوجدنا المئات من مشاهد مماثلة، تدور في فلك واحد..
ولعل عملاق الإسلام أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب قد أيقن هذا، بثاقب فكره وبعد بصيرته، حينما قال لأصحابه.. ليتمن كل منكم ما يشاء..
فقال كل واحد منهم أمنيته..
ثم سألوه وأنت يا أمير المؤمنين ماذا تتمنى؟
قال عمر: أما أنا فأتمنى ملء هذا البيت رجالاً أمثال أبي عبيدة ابن الجراح.
لماذا قال عمر هذا ؟
لأنه يعي أن بناء الإنسان هو أساس بناء المجتمعات والأمم.. وليس كما يعتقد حكام اليوم، بأن بناء الأمم والمجتمعات، يكون بشق الطرق والجسور وإقامة المصانع.. لماذا ؟
لأن ذلك كله بدون بناء الأخلاق، لن يكون إلا غثاء أحوى يابسا أسودا لا نفع فيه أبدا.
فياليت القائمين على الأمر يتعلمون من عمر.
وقد تمنى عمر رجالا مثل أبي عبيدة، بما يخدم الأمة..لا بما يخدمه هو.. فالأمة تفوز وتنتصر بأمثال أبي عبيدة بن الجراح.. لا بأمثال الوزراء وكبار المسئولين، ممن لا يمر عليهم يوم إلا ونسمع عن ضبط أحدهم متلبس بالرشوة.
فأبو عبيدة هذا، كان أبو بكر الصديق، قد عينه أمينا على بيت المال لأمانته.. وكان النبي قد لقبه من قبل بـ «أمين الأمة». حتى يعلم حكامنا بأن معاييز اختيار المسئولين والقائمين على الأمر إنما يرتبط بمدى أمانته وكفاءته في عمله
ولعل ما يبعث على الدهشة حقا، بأن هناك من يظن مخطئا، بأن هذه الأعمال من مسلسلات وكليبات وأفلام إباحية، تقتل الفضيلة عند المسلمين، أنه غير مرتب لها، إنما هي في حقيقة الأمر، غزو يدبر له أعداء مصر والإسلام، ليس بالدبابات وآلات الحرب العسكرية الثقيلة، وإنما من خلال غزو البنات والشباب، بمثل هذه الأعمال، التي تأجج بداخلهم مشاعر الغريزة الجنسية، فيصبح المسلمون، أبعد ما يكونوا عن الإسلام وتعاليمه، فلا يعرفون منه إلا اسمه ومن المصحف إلا رسمه، همهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم..
وأتحدى، لو استطاعت الحكومة بكل قوتها، أن تتبنى برنامجا لبناء الأخلاق والقيم، وإعادتها إلى المجتمع المصري، كما كان في سابق العهد، ولو تدريجيا.. فمصر هذه هي التي ظلت على مدى قرون، منارة الإسلام والمسلمين .. يشد الناس إليها الرحال من كل مكان، طلبا للعلم..
والذين يتشدقون من أصحاب البرامج الفضائية، ويدعون حبهم لوطنهم وحرصهم، على بلدهم، لماذا لم يفكر أحدهم في تقديم برنامج هادف، من باب المساهمة في إعادة بناء المجتمع أخلاقيا..
لكن هيهات هيهات أن يحدث هذا، فإن أمثال هؤلاء ليس لديهم من الوقت، ما يسمح لهم بمثل هذه البرامج.. لماذا ؟ لأنها لن تجني لهم الأرباح، والأموال الطائلة، التي يتنافسون على جمعها وملء خزائنهم بها، بينما خزائن الأخرة عندهم خاوية على عروشها.. لماذا؟ لأنهم صاروا عبيدا للدنيا، وكأنهم اتخذوا عند الله عهدا، بأن يعمرهم فيها ولا يطرق ملك الموت أبوابهم أبدا..