مفاجأة.. لماذا سُميت أيام عيد الأضحى المبارك بـ”أيام التشريق” ؟
رسالة المشاعر المقدسة/ سعيد جمال الدين
“التشريق” في اللغة العربية، تعني تقديد اللحم، حيث إن اللحم يقطع لأجزاء صغيرة، ويوضع في الشمس لتجفيفه، وفي هذه الحالة يصبح اسم اللحم القديد، وتقديد اللحم عند العرب يعرف بالتشريق، ولهذا السبب قد يكون سميت هذه الأيام بالتشريق، حيث تشرّق لحوم الأضاحي فيها، فبعض الحجاج يأتون بلحوم الهدي، ويقطّعونها ويقومون بنشر القطع الصغيرة لتجفيفها، وأخذها معهم عند عودتهم من الحج، وهناك قول آخر بخصوص سبب التسمية، وهو أن الهدي لا يتم نحره حتى تشرق الشمس.
وأيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب يوم النحر، وهي أيام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجة، حيث يأتي عيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو ما يعرف بيوم النحر، ثم تليه أيام التشريق الثلاثة، كما تعرف هذه الأيام الثلاثة باسم الأيام المعدودات.
في حين اختلف آخرون في سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم على قولين:
أحدهما: إنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزونها للشمس، فسموها أيام التشريق لذلك.
والقول الثاني: إنها سميت بذلك لأن صلاة العيد إنما تصلى بعد أن تشرق الشمس، فسميت الأيام كلها بأيام التشريق تبعاً لليوم الأول: يوم العيد، وهذا من باب تسمية الشيء باسم بعضه، وهو مشهور ومعروف لغة.
يقول ابن منظور في لسان العرب: “التشريق مصدر شرَّق اللحم أي قددَّه. ومنهُ أيام التشريق، وهي ثلاثة أيامٍ بعد يوم النحر لأن لحوم الأضاحِي تُشرَّق أي تُشرَّر في الشّمس. وقيل سميت بهذا الاسم لأن العرب كانوا قديماً يقولون “أشرق ثبير كيما نغير”، وثبير أحد جبال منى، وكيما نغير أي لكي ندفع للنحر، كما جاء في كتاب ابن الأثير “النهاية في غريب الحديث والأثر”.