البرلمان يواجه مخاطر الفقر المائي بالاستثمار الزراعي في دول حوض النيل



كتب/ صالح شلبى

استعرض الدكتور محمد عادل الغندور، عضو اللجنة الاستشارية لدول حوض النيل سابقا، التحديات التي تواجه مصر فيما يخص ملف مياه نهر النيل، مشيرا في هذا الصدد إلى المخاوف من تأثر حصة مصر من مياه النيل حال تشغيل سد النهضة، إلى جانب اتجاه كثير من المزارعين إلى تغيير النشاط من زراعي إلى أنشطة أخرى.

جاء ذلك خلال فعاليات الندوة التي ينظمها معهد التدريب البرلماني بمجلس النواب، تحت عنوان ” مصر وأفريقيا، قراءة في آليات التقارب والتواصل ” اليوم الثلاثاء في وجود النائب حاتم باشات، والسفير محمد العرابي، ولفيف من النواب والمتخصصين.

ولفت الغندور إلى أن زيادة عدد السكان ومعدلات البناء على الأراضي الزراعية في أراضي الدلتا والوادي تمثل أحد أهم التحديات التي تواجه مصر خلال الفترة الحالية.

وأشار الغندور إلى أن مصر لديها إستراتيجية لرفع إنتاجية المحاصيل في الأراضي القديمة وتطوير الري في الدلتا، لافتا إلى أن مصر تعد من أعلى الدول الإنتاجية في العالم فيما يتعلق بمساحات الأرض المزروعة لديها، لكنها بحاجة في الوقت نفسه إلى إعادة تنظيم عمليات الري لتحقيق أقصى استفادة من المياه.

ونوه الغندور بأن مصر لديها كذلك مزارع في شرق إفريقيا ونيجيريا، مؤكدا على أهمية تطوير ملف الاستثمار في المجال الزراعي داخل القارة الإفريقية، لا سيما في السودان، بما يوفر فرص عمل ويقلل نسبة البطالة، التي تمثل أحد التحديات التي تواجه البلاد.

وقال إن الاستثمار الزراعي في دول حوض النيل من شأنه تحقيق مخزون استراتيجي آمن من السلع الأساسية مثل القمح والشعير والأرز والذرة، كما سيزيد من الفرص الاستثمارية الزراعية الصناعية وتوسيع قاعدة التصنيع الزراعي، فضلا عن كونه إحدى أدوات السياسة الخارجية لدعم وتقوية العلاقات بين مصر ودول حوض النيل.

وتابع الغندور، أن الاستثمار الزراعي في دول حوض النيل يساعد مصر علي إنتاج المحاصيل اللازمة لسد الفجوة الغذائية، وإنتاج المحاصيل التي تستورد ولا تنتج في مصر، وإنتاج المحاصيل العالمية ذات القيمة التصديرية والتي اكتسب المصريين خبرة كبيرة في إنتاجها للتصدير أو التصميع، وإيجاد فرص عمل واستثمار واستيطان في دول حوض النيل للعامل والفلاح المصري .

ولفت الغندور، إلي مميزات الاستثمار في الدول الإفريقية لاسيما السودان، ومنها توفر المياه العذبة من انهار وأمطار ومياه جوفية، توفر الأيدي العاملة الرخيصة والمدربة، لاسيما في مصر وباقي الدول الإفريقية، توفر الطاقة البترولية في كثير من الدول الإفريقية، ووجود الخبرات الزراعة للزراعات المروية لاسيما في مصر.

وقال ” الغندور”، رئيس لجنة الزراعة والري بحزب مستقبل وطن، إن الهدف الاستراتيجي من الاستثمار الزراعي في دول حوض النيل هو التحرك إلي الدول التي تتوفر بها المياه، والأراضي الصالحة في ضوء الفقر المائي الذي بدأت مصر تعاني منه في ضوء زيادة عدد السكان في مصر وبناء السدود والنشاط الزراعي في دول حوض النيل.

ومن جانبه، أعرب النائب حاتم باشات عن أمله في أن يوجه الخبراء جهودهم نحو تحقيق أقصى استفادة ممكنة من مياه نهر النيل، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة ألا يدور الحديث عن بدائل لملف نهر النيل بطريقة تعتبر سد النهضة أمرا واقعا لا مفر منه على حساب حصة مصر في مياه النهر.

وأشار باشات إلى أن علاقة مصر بدول القارة الإفريقية تسير في الاتجاه الصحيح في المرحلة الحالية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، منوها إلى أن السيسي قال إن مصر ستختار الحل التعاوني لمعالجة ملف نهر النيل.

ومن جهته، قال النائب جمال الشريف إن هناك إهمالا لنظم الري رغم أنه تخصص مهم للاستفادة من مياه النيل، مشيرا إلى أن إهمال نظم الري تسبب في ندرة الإنتاج الزراعي، والاعتماد في المقابل على الاستيراد من الخارج، مطالبا بإعادة النظر في هذا الملف لرفع الإنتاجية الزراعية ووضع حلول عملية لتطويره.

 

زر الذهاب إلى الأعلى