اليوم.. عيد ميلاد العالم المصري الكبير أحمد زويل



 تهديدات برفع اسم عالم نوبل من على جامعته.. ومحاولات للابتزاز “نانا زويل” تكشف تفاصيل المؤامرة.. وتطلق حملة لمواجهتها

كتب/ مروان محمد

 

في مثل هذا اليوم منذ 72 عامًا، كانت مصر، بل والعالم، على موعد مع مولد عقلية علمية جبارة، غيرت وجه التاريخ، ومجريات العلم بأسره. أجبت مدينة دمنهور، بمحافظة الإسكندرية، النابغة أحمد زويل.

كان أحمد زويل، العالم المصري الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء قد توفي في الولايات المتحدة الأمريكية، في 2 أغسطس 2016، بعد رحلة مع المرض، عن عمر ناهز 70 عامًا.

وولد زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، والتحق بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وحصل على بكالوريوس العلوم في الكيمياء عام 1967، وعمل معيدًا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

ثم انتقل زويل بعد ذلك إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثًا بجامعة كاليفورنيا خلال الفترة بين عامي 1974 و1976، قبل أن ينتقل إلى العمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك). الفيمتو ثانية.. إنجاز العصر وحصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن أبحاثه في مجال “كيمياء الفيمتو”، وهي تكنولوجيا لتصوير التفاعلات بين الجزيئات باستخدام أشعة الليزر، ليصبح أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء.

وفي نفس العام، منحه الرئيس المصري السابق حسني مبارك قلادة النيل، وهي أرفع وسام مصري.

وفي عام 2009 عينه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المجلس الاستشاري الرئاسي في البيت الأبيض. وفي نوفمبر من نفس العام، عُيِّن كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط. ودعا زويل إلى تكوين قاعدة علمية متكاملة في مصر لتطوير البحث العملي والتعليم، وأطلق مشروع المدينة التكنولوجية التي تحمل اسمه.

وكتب زويل نحو 600 مقال علمي و16 كتابًا، من بينها “رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل”، و”عصر العلم” عام 2005، و”حوار الحضارات”، عام 2007. ولن ينسى له المصريون وقوفه إلى جانبهم في أعقاب ثورة 30 يونيو 2014، عندما حاولت الولايات المتحدة التدخل لصالح الإخوان، لإعادتهم إلى الحكم، من خلال الضغط على مصر والتهديد بقطع المعونات الاقتصادية والعسكرية عنها، إلا أن زويل كتب مقالًا بصحيفة “نيويورك تايمز” حث فيه إدارة أوباما على الإقلاع عن تلك التهديدات.

 

الغريب أنه بدلًا من أن يضع كل مسئول في مصر رسالة العالم الكبير، وأهدافه التي سعى لتحقيقها نصب عينيه، فإن ثمة مؤامرة تحاك ضد إنجازاته، لمحوها بـ “أستيكة”، وفي المقدمة منها مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.. ذلك الحلم الذي واجه بسببه الكثير من سهام الحقد والنقد غير المبرر، وتعرض لطعنات الغدر من مقربين إليه.. وخاض، بصدر عارٍ، حربًا شعواء شنها أعضاء حزب النجاح، وكارهو مصر.

العالم أحمد زويل

تفاصيل المخطط “نانا زويل”، شقيقة العالم الكبير الدكتور أحمد زويل، رحمه الله، روت لنا تفاصيل المؤامرة، والمخطط الرهيب، إلا أنها رفضت الاستسلام لمسلسل الترهيب والترغيب الذي فوجئت به في أعقاب رحيل شقيقها.. فبدلًا من أن تعيش مسلسلات لتكريمه، اصطدمت بتصرفات لم تتوقعها على الإطلاق.. محاولات للابتزاز، وتصفية الحسابات، وتحركات تنم عن كراهية شديدة لأي نجاح، أو تميز.

تقول نانا زويل: شقيقي، رحمه الله، جاهد لأكثر من 15 عامًا لترى مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا النور.. ولم أكن أتوقع أن أتلقى تهديدًا بإزاحة اسمه في جو من التعتيم والريبة، دون علم مجلس أمناء المدينة، أو أسرة زويل، إلى مدينة مصر للعلوم والتكنولوجيا. وتوضح “زويل” أن مشروع تعديل قانون مدينة زويل يتضمن تعديل 7 مواد في سرية، ولا نعلم هذا التغيير لصالح مَنْ ؟!

وتضيف: “زويل جزء من مصر وإضافة لمصر ورمز عالمي، زويل لم يحقق الحلم بسهولة، فيه حد كلمني بيقولي لو عاوزة اسم زويل ميتشالش من على المدينة ادفعي 4 مليارات جنيه”.. لكنني لم أسكت، وأعلنت التحدي، وأطلقت حملة قوية، وصل صداها إلى مسامع أكبر المسئولين في الدولة، وبإذن الله سيبقى اسم “زويل”، العالم المصري الكبير، أو أكبر اسم أنجبته مصر حتى الآن في مجال العلم، يزين هامة الجامعة، وسيظل علم مصر عاليًا خفاقًا يرفرف فوق مبناها؛ لتخرج العشرات، بل والمئات من العلماء، الذين سيواصلون استكمال رسالة أحمد زويل.

وتدعو شقيقة عالم نوبل كل أبناء الشعب المصري الذين يطمحون لرفع شأن وطنهم بالوقوف إلى جانبها في تلك اللحظات العصيبة.

تكريم في مصر الجديدة ومساء اليوم، تنظم جمعية مصر الجديدة ندوة بعنوان “رحلة عبر الزمن”، تخليدا للعالم الكبير واحتفالًا بذكرى ميلاده، وذلك بمكتبة مصر الجديدة.

وأكد نبيل حلمى، سفير النوايا الحسنة سكرتير عام الجمعية، “أن مثل تلك الندوات تأتى وفقا لإستراتيجية الجمعية لتعريف الشباب والنشء بعلماء مصر فى شتى المجالات، والذين أثروا العالم باختراعاتهم وأفكارهم البناءة وأصبحوا نماذج مشرفة تدعو إلى الفخر والعزة”.

وتبدأ الندوة بمشاركة كل من الدكتور علاء الدين عبداللطيف، “أستاذ الفيزياء النووية بالجامعة الألمانية”، والدكتور عصام جودة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الفلك، وعضو الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، وبحضور بعض الشخصيات العامة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى