الوحدة العربية
بقلم الدكتور ياسر جعفر
الوحدة العربية، كثير من القرآء أو بعضهم ممكن أن يقول وحدة ماذا الذي يتحدث عنها، أين هذه الوحدة العربية من الأساس؟
أين العرب أصلا ؟
وأنا عن نفسي حينما فكرت أن أكتب هذا المقال وقف أمامي الشيطان يضحك ويقول بصوت مرتفع ماذا تكتب ؟ وعن أي شئ تكتب ؟
أنت تكتب عن مجهول ؟ فقلت له يا عدو الله أخسأ ولا تتلفظ بلفظ واحد ..! قام يضحك ويقول أنت عندك وهم الوطنية ووهم الوحدة العربية .
أين سوريا ؟ أين العراق ؟ أين اليمن ؟ أين فلسطين ؟ أين ليبيا ؟ وأين وأين ….إلخ ؟
قلت له يا عدو الله الوحدة العربية قائمة إلي قيام الساعة، أبشر أيها الملعون أنت وخدامك وأعوانك وخونة الأوطان أنكم ستندمون ” إلا أن نصر الله قريب ” صار الشيطان يضحك ويقول هم الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم وهم أعرضوا عن ذكر الله فكانت نتائج هذه الأعراض الدمار والنزاع والفشل، هم بأنفسهم أختارو طريقهم..!
لكن أنا أعرضت عن هذا الملعون وإن شاء الله عندي أمل كبير إن العرب هم سادة العالم إذا تمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله (ص)، وبفضل زعماء هذه الأمة، نعم إن هناك زعماء إن شاء الله هيغيروا مسار هذه الأمة، نعم إن هناك رؤساء مخلصين لأوطانهم، مخلصين لدينهم ولشرعيتهم، نعم هناك زعماء يخافون الله، وإن شاء الله علي أيديهم تتصلح حال الأمة، فنادوا إلي حكام وزعماء ورؤساء هذه الأمة “الأمة العربية” عليكم بالتمسك بالوحدة العربية، وإتحاد قوي بينكم لأنكم خير الأمم وأعظمها ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ” نعم أنتم خير الأمم وأعظمها وآجلها قدراً، نعم أنتم سادة الأمم، فلماذا لا نوحد الصف بيننا ويكون بيننا اتحاد عربي قوي ..! يشمل جميع المشاريع والتجارة والصناعة والزراعة والتعليم..!
نريد المشاركة في كل شئ بقيادة قلب الأمة العربية وأم العرب “مصر” الحبيبة مصر بقائدها وأمنها وشعبها والذين يمثلون عدل هذه الأمة بل والعالم .
نعم مصر هي حاضنة للأمة العربية، نحن نريد وحدة الصف بيننا ضد خونة الأوطان وضد الإرهاب، لأن الإسلام لا يؤيد الإرهاب وهؤلاء خونة وأعداء ومنافقي الأوطان يريدون الخراب والدمار للأمة العربية، لأن ديننا العظيم يحرم القتل وجاء في القرآن الكريم ” ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها ” وعن ابن عباس رضي الله عنه ” فأما من دخل الإسلام وعقله، ثم قتل فلا توبة له ” كما يتضح من ذلك إن الإسلام يحرم القتل ولا يؤيد الإرهاب ولا التخريب، وأن أي جماعة أو عصابة أو دواعش أو أحزاب …إلخ تقوم بأي عمل من ذلك فإن الإسلام برئ منها، ولابد أن يعلم العالم بأكمله أن الإسلام دين عظيم ودين يحرم القتل والتخريب ويحرم زعزعة الأمن، ولكن هؤلاء الجماعة الخارجين علي نصوص الإسلام والمتمردين علي المجتمع، اباحوا قتل أنفسهم وعملوا الغرور أعمالاً جاهلية فكان ذلك موجباً لسخط الله عليهم ومقته سبحانه لهم فسلط عليهم من منوهم بنيل الأستقلال وأغروهم علي معاداة أخوانهم والخروج علي إمامهم حتي فرقوا الجماعة وأضعفوا كل فريق، ثم أغتالوه وغيرو معالم الحق ومحوا أنوار الإسلام وجعلوا أعزة القوم أذلة وذلك جزاء من أتخذ عدوه صديقاً، فكأنه بعمله هذا جر لنفسه نفع ساعة وشقاء الأبد، وشراً شريراً علي كل فرد من أفراد المسلمين لأنه أزال قوة سلطانهم ومحا نور دينهم ومكن أعدائهم من ملك المسلمين، وكأنهم المعنيون بقوله تعالي ” فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون، ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هو منكم ولكنهم قوم يفرقون، لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلاً لولوا إليه وهم يجمحون ” وقال تعالي ” يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الْكَلمَ من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ” وقوله ” إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم، فلا تهنوا وتدعوا إلي السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم، إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم، ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ”
أين هذا العز الذي جعله الله للمؤمنين ولأمة العرب، حيث كان الإسلام وطنهم، والقرآن إمامهم، وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم منهجهم، وهدي السلف الصالح قدوتهم.
نداء إلي قادة العرب جمعاء عليكم بالوحدة وأعلموا بأن في الاتحاد قوة وينبغي علينا أن نقيم وحدة عربية بمسمي قوي “الاتحاد العربي” ولابد أن يعلم الجميع علم اليقين إن أعداء الإسلام يريدون لنا النزاع وأقرأ قوله تعالي “لتجدن أشد الناس عدواة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا” المائدة 82.
“وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الأثم والعدوان” وأعلموا أن موجات الغزو الأروبي للشعوب العربية قصدوا الأستيطان والاستعمار وقصد الأستغلال، وقد أصبحت اليوم عادة مألوفة وضريبة مفروضة!
نحن نريد الأصلاح والعمار في المجتمع العربي ولشعوب الدول العربية، ولشباب الدول العربية ونشجع كل مجتهد من شباب العرب ونفتح لهم أبواب أنجازتهم وميولهم في كل العلوم !
ونضرب بيد من حديد علي كل من يقف في صف المسلمين ومن المبدعين، وينبغي علي كل من تسول له نفسه بتعكير الصف بيننا أن يبتر من المجتمع، قد بُلي المسلمون المسلمون في هذا الزمان بأناسي يقولون بألسنتهم إنا مسلمون وهم في الحقيقة سموم قتاله لا تخفي علي ذو البصائر العمية، وكيف لا وهم قوم أشربوا في قلوبهم حب أعداء الإسلام والمسلمين وضعوا أيديهم في أيديهم ضد الأوطان والحكام وتجردت قلوبهم من أنوار الإسلام، فأظلم أفقها بالسخائم للإسلام والمسلمين، والمناوأة لله ولرسوله (ص) ” والله غالب علي أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون “.
فهؤلاء العصابات لابد أن يحاسبوا أشد الحساب ويعاقبوا أشد العقوبة ” إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك علي الله بعزيز ” وقال تعالي ” يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة علي المؤمنين أعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ”
فهؤلاء الذين يريدون للأمة عكر صفوفهم وتخلفهم، فزوا الكلمة النافذة والقوة القاهرة، هو الحق عندهم مهما كان عمله من الظلم والجور والفساد والنزاع والشقاق، ومهما كانت عقيدتهم من الخزي والزور والبهتان والبغيض عندهم أهل الحق إذا لم يكن لهم سلطان قائم، فأنهم يقبحون عوائدهم، وهي الفضيلة الكاملة، وأخلاقهم وهي الجميلة العادلة، وعقائدهم وهي الحق المبين، ثم يموهون علي جماعة المسلمين أنهم مسلمون ليخرجوا كل مجتمع إسلامي خاص من المجتمع الإسلامي العام، ويفرقون بين أعضاء الجسد الواحد لأن حظهم إعمالهم عن الشر الذي يحيق بالكل، بسبب سعيهم والضرر الذي يعم الكل بسوء قصدهم فتعساً لهم تعساً.
نعم هم يقولون إنهم مسلمون بألسنتهم، والعلماء يعلمون أنهم الداء العضال للجسد الإسلامي، لا يقوم كل عضو من أعضاء الجسد بالواجب عليه إلا بعد معافاته من هذا المرض، ولو أننا تتبعنا أسباب ضعف الأمة العربية والمسلمين في كل مكان، لظهر لنا جلياً أن سبب ذلك كله تلك الجرائم الخبيثة، ولو أن قائفاً ( أي أهل أصحاب النفوس المؤثرة ) لأنساب البشر نظر إلي سيماهم لنسب كل واحد منهم إلي قومه بل وإلي أبيه، فينبغي علي الاتحاد العربي أن يقف ضد هؤلاء بالعقوبة الشديدة.
نحن ندير مجتمع ينهض إلي النور وليس إلي الظلام وحذرنا الله سبحانه وتعالي من الذين يتبعون أهوائهم قال تعالي ” ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فأتبعها، ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون، إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين، أم حسب الذين أحترموا السيئات أن نجعلهم كالذين أمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزي كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون، أفرأيت من أتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه، وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون .
قال تعالي ” أفمن كان علي بينة من ربه كمن زين له سوء عمله وأتبعوا أهواءهم “.
نحن نريد مجتمع عربي قومي باتحاد عربي قوي في كافة المصالح ونضرب بصاعقة من حديد علي كل من تسول له نفسه بتخريب ونزاع في صفوف المسلمين والأمة العربية.
تحيا الأمة العربية، تحيا حكام العرب، تحيا قلب الأمة العربية.