محمد بن سلمان: «قد أحكم المملكة 50 عامًأ.. والموت وحده يستطيع إيقافي»



كتب/ مروان محمد

هدفنا مكافحة الفساد.. ونجحنا في استرداد 100 مليار دولار أسسنا مدرسة لتعليم النساء قيادة السيارات.. وسيتم افتتاحها قريبًا والدي قارئ متعطش للتاريخ.. وتعلمت منه الكثير والكثير خامنئي يشبه هتلر في أفكاره.. والسعودية لا تريد الحصول على قنبلة نووية الإخوان قاموا بغزو المدارس السعودية.. وسنقضي على العناصر المتبقية.

أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، أن ما حدث في فندق “ريتز كارلتون” كان ضروريًّا للغاية، ولم يكن ذلك استعراض للقوة، بل كان الهدف الحقيقي هو معاقبة الفاسدين، مشيرًا إلى أنه تم استرداد نحو 100 مليار دولار. وقال إن هناك الكثير من التحديات التي تواجهنا، لكن التحدي الكبير هو أن يؤمن الناس بما نقوم به.

وأضاف ولي العهد أن جيله من ضحايا الإسلام المتشدد الذي سيطر على المشهد في المملكة من بعد عام 1979.. حيث كانت الحياة قبل ذلك التاريخ تسير بشكل طبيعي جدًّا.

وأشار إلى أن المملكة السعودية تؤمن بحقوق الإنسان، ولكن بمعايير تختلف عن المعايير الأمريكية. جاء ذلك في الحوار المطول الذي أجرته قناة CBS مع الأمير محمد بن سلمان، قبيل جولة أمريكية، يقوم بها ولى العهد.. وقد نشرت صحيفة “عاجل” السعودية النصّ الكامل للحوار، وإلى التفاصيل..

  • ماذا حدث فى فندق ريتز كارلتون، كيف تم هذا العمل؟

لقد تم تحويل فندق ريتز كارلتون إلى سجن؟ – ما قمنا به فى المملكة كان ضروريًا للغاية، وكانت جميع الإجراءات التى تم اتخذها تتوافق مع القوانين القائمة.

  • هل كانت هذه مساعى لاستعراض القوة؟

– هذه اتهامات ساذجة، فإذا كانت لدى السلطة، والملك لديه القدرة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد أشخاص مؤثرين، فأنت بالفعل قوى.

. • كم من المال تم استرداده؟

– حوالى 100 مليار دولار، لكن الهدف الحقيقي لم يكن الحصول على هذا المبلغ أو الأموال بصفة عامة، فالعبرة ليست فى ذلك، لكن فى معاقبة الفاسدين وإرسال إشارة واضحة بأن كل من ينخرط فى صفقات فاسدة، سيواجه القانون. •

عندما يُفكر العديد من الأمريكيين فى المملكة العربية السعودية، فأول ما يتبادر إلى ذهنهم، أسامة بن لادن و11 سبستمبر، والإرهاب الذى جلبه إلى الأراضى الأمريكية؟

– هذا صحيح، فأسامة بن لادن قام بتجنيد 15 سعوديًا فى هجمات 11 سبتمبر بهدف واضح، ووفقًا لوثائق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتحقيقات الكونجرس، أراد أسامة بن لادن خلق انشقاق بين الشرق والأوسط والغرب، وتحديدًا بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. • لماذا أراد أسامة بن لادن خلق هذه الكراهية بين الغرب والمملكة العربية السعودية؟ – بسبب رغبته فى خلق بيئة مواتية للتجنيد، ونشر رسالته الراديكالية للمجندين بأن الغرب يخطط لتدميركم، وفى الواقع لقد نجح فى خلق هذه الكراهية.

  • وكيف يتم تغيير ذلك؟

لأنه على ما يبدو أن ما تحاول القيام به هو تغيير الأشياء فى الوطن. – فى الواقع، أعتقد أننا نجحنا على عدة أصعدة كثيرة، خلال الثلاث سنوات المنصرمة.

. • ما هو أكبر تحدٍ أمامك؟

– هنالك الكثير من التحديات، لكن أعتقد أن التحدى الكبير الذى يواجهنا هو أن يؤمن الناس بما نقوم به.

  • هناك مفهوم واسع الإنتشار بأن الإسلام الذى يُمارس داخل المملكة، قاسٍ، صارم، وغير متسامح، هل هذا الأمر حقيقي؟

– من بعد عام 1979م، هذا أصبح حقيقة، كُنَّا ضحايا، ولا سيما جيلي الذى عانى من هذا الأمر بشكلٍ كبير. • ما كانت عليه المملكة العربية السعودية على مدى الأربعين عامًا المنصرمة، هل هذه هي السعودية الحقيقية؟

– بالطبع لا، هذه ليست المملكة العربية السعودية الحقيقية، وإنني أطلب من المشاهدين استخدام هواتفهم الذكية لمعرفة ذلك، ويمكنهم البحث فى جوجل عن السعودية في السبعينات والثمانينيات، وسوف يرون السعودية الحقيقية بسهولة من خلال الصور.

  • وماذا كانت السعودية قبل عام 1979م؟

– كنا نعيش حياة طبيعية جدًا مثل بقية دول الخليج، كانت النساء تقود السيارات، كانت هناك دور سينما فى المملكة العربية السعودية، عملت النساء فى كل مكان، كنا مجرد أشخاص عاديين يتطورون مثل أى بلد آخر فى العالم حتى أحداث 1979م.

أعطيت النساء السعوديات، اللواتى كن غير ظاهرات فى العلن، حقوقًا جديدة، مما يسهل عليهن بدء أعمال تجارية، والانضمام إلى الجيش، وحضور الحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية.. وفى يونيو، سيكونون قادرين على الجلوس خلف عجلة القيادة، وقيادة سيارتهم الخاصة

. • هل هناك فرق بين الرجال والنساء فى السعودية؟

– نحن جميعًا بشر، وليس هناك فرق بيننا.

  • لقد قلتَ “إعادة المملكة العربية السعودية إلى ما كانت عليه، إلى الإسلام المعتدل”، ماذا يعنى ذلك؟ – هناك العديد من الأفكار التى تتناقض مع طريقة الحياة فى زمن الرسول والخلفاء. وهذا هو المعيار والنموذج الحقيقى الذى يجب أن نتبعه؛ فالقوانين واضحة جداً فى الشريعة الإسلامية؛ مثلاً يجب على المرأة أن ترتدي ملابس لائقة ومحترمة، مثل الرجال، ولم تحدد بشكل خاص العباءة السوداء، أو النقاب، ويجب أن يكون القرار متروكًا تمامًا للمرأة أى من الملابس اللائقة والمحترمة التى يجب عليها أن ترتديها

. • لقد وعدتَ بالشفافية والانفتاح، لكن هناك تقارير تفيد بأن عشرات الأشخاص الذين انتقدوا حكومتكم تم اعتقالهم فى العام والماضي، منهم اقتصاديون ورجال دين ومثقفون، فهل هذا حقًا مجتمع مفتوح وحر؟

– سنحاول التعريف بقدر المستطاع، وبأسرع ما يمكن، وتقديم معلومات حول هؤلاء الأفراد من أجل أن نضع العالم فى الصورة، وأن يكون على وعى بما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية لمكافحة الراديكالية

. • لكن إجابة السؤال يجب أن تكون حول انتهاكات حقوق الإنسان داخل البلاد؟ – المملكة العربية السعودية تؤمن بالعديد من مبادئ حقوق الإنسان، فى الواقع، نحن نؤمن إيمانًا تامًّا بفكرة حقوق الإنسان، لكن المعايير السعودية فى النهاية ليست هى نفس المعايير الأمريكية، لا أريد أن أقول أنه ليس لدينا قصورًا فى المعايير الخاصة بنا، بالتأكيد لدينا، لكن بطبيعة الحال، نحن نعمل على إصلاح هذه العيوب.

  • هل تعترف بأن ما حدث كان كارثة إنسانية، بوفاة 5000 مدني، وتجويع الأطفال فى اليمن؟ – إنه أمر بالغ الخطورة، وآمل أن تتوقف الميلشيات بالداخل عن استخدام الحالة الإنسانية لإثارة تعاطف المجتمع الدولي، فهم من يوقفون المساعدات الإنسانية، من أجل خلق مجاعة وأزمة إنسانية.
  • هل هذا حقًا ما يحدث باليمن، حرب بالوكالة مع إيران؟

– للأسف، تلعب إيران دورًا ضارًا.. فالنظام الإيرانى يقوم على أيديولوجية خالصة، والعديد من عملاء القاعدة محميون فى إيران وترفض تسليمهم إلى العدالة، ويرفضون تسليمهم إلى الولايات المتحدة، وهذا يشمل ابن أسامة بن لادن، القائد الجديد لتنظيم القاعدة، الذى يعيش فى إيران، ويقوم بعملياته خارج إيران، ومدعوم من إيران.

  • فى حقيقة الأمر، ما سبب هذا الشقاق؟، أهي معركة دينية من أجل الإسلام؟ – إيران ليست منافسة للمملكة العربية السعودية، وجيشها ليس من بين الجيوش الخمسة الأوائل فى العالم الإسلامي، والاقتصاد السعودي أكبر من الاقتصاد الإيراني، إيران بعيدة عن أن تكون مساوية للسعودية؟

! • لقد رأيتك تدعو آية الله خامئني بـ”هتلر” الشرق الأوسط الجديد.. لماذا؟ – لأنه يريد التوسع، يريد إنشاء مشروع خاص به فى الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير أفكار هتلر الذى أراد التوسع فى إبان حياته، والعديد من دول العالم وأوروبا لم تدرك مدى خطورة هتلر فى البداية حتى حدث ما حدث، ولا أريد أن أرى نفس الأمر يحدث مجددًا فى الشرق الأوسط.

  • هل تحتاج المملكة العربية السعودية إلى أسلحة نووية لمواجهة إيران؟

– السعودية لا تريد الحصول على أى قنبلة نووية، ولكن دون شك، إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها فى أقرب وقت ممكن.

  • هل توجه نظرك صوب الدراسة والتعليم فى المملكة؟

– تم غزو المدارس السعودية من قِبل العديد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، وإلى حد كبير، حتى الآن، ما زالت هناك بعض العناصر المتبقية، وسوف نحتاج لفترة قصيرة حتى يتم القضاء عليها تمامًا.

  • هل تقول إنك ستقضى على هذا التطرف فى النظام التعليمي؟

– بالطبع، لن تقبل أى دولة فى العالم أن يتم غزو نظامها التعليمى من قبِل جماعة من المتطرفين.

  • معظم النساء الشابات اللواتى التقيت بهن عبر “سناب شات”، كن يطلبن مني الانضمام إليهن عبر التطبيق، وهذا تغيير كبير فى ثقافة البلاد بأكملها. – لا أستطيع الادعاء بأننى لعبتُ دورًا فى هذا، فدائمًا ما كان السعوديون منفتحين على وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا.
  • أنت تتحدث عن التساوى فى الأجور، بينما لا تستطيع النساء قيادة السيارة فى هذه البلد، وهذا هو المكان الوحيد فى العالم الذى لا تملك فيه النساء حق القيادة. – هذا الأمر لم يعد مشكلة بعد الآن، فاليوم، تم تأسيس مدارس قيادة لتعليم النساء، وسيتم افتتاحها قريبًا، وفى غضون بضعة أشهر، ستقوم النساء بقيادة السيارة فى المملكة، ولقد انتهينا أخيرًا من تلك الفترة المؤلمة التى لا يمكننا تبريرها.
  • بالتأكيد، معظم الناس يسمعون عن القانون الذى سيسمح للنساء بقيادة السيارة فى يونيو، ولكن هناك أيضًا قوانين وصاية يتعين على المرأة أن تمتثل لها، فلكى تسافر وحدها، عليها أن تحصل على إذن من أهل بيتها، وهذا الأمر يبدو خطوة للخلف؟

– حتى اليوم، مازالت المرأة السعودية لم تحصل على حقوقها كاملة، فهنالك حقوق منصوص عليها فى الإسلام لا تمتلكها، ولكننا قطعنا شوطًا طويلاً جدًا، ويتبقى طريق قصير لنقطعه.

  • ماذا تعلمت من والدك؟

– الكثير والكثير من الأشياء، إنه يحب التاريخ كثيرًا، إنه قارئ متعطش للتاريخ، كل أسبوع، كان يقدم لكل واحدًا منا كتابًا، وفى نهاية الأسبوع، كان يسألنا عن محتوى هذا الكتاب، الملك يقول دائمًا: “إذا كنت تقرأ تاريخ ألف سنة، فلديك خبرة ألف سنة”

. • عمرك 32 عامًا، ويمكنك حكم هذه البلاد للسنوات الخمسين القادمة؟ – الله وحده فقط يعلم كم من الوقت سأعيش، وإذا عاش المرء 50 عامًا أو لا، ولكن إذا سارت الأمور بطرقها العادية، فهذا أمر متوقع.

  • هل هناك أى شيء يستطيع إيقافك؟

– فقط الموت.

 

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى