من المسئول عن خروجها عارية.. وهذه لماذا ألقى بها أبوها في المصرف حية ؟



بقلم – علاء عزت

لعلي لا أبالغ إذا قلت أن مجتمعنا، أصبح يخطو بخطى متسارعة نحو الانحراف والسقوط في الهاوية، وذلك لما حملته الصحف والمواقع من عناوين كان نصها:
“كانت لابسة سواريه ما قدرتش أمسك نفسي” .. هكذا اعترف سائق أوبر المتهم بخطف ومحاولة التعدي على فتاة التجمع.
وهذا عنوان ق   يلقي بابنته في المصرف حية.. ما السبب ؟
مفاد هذا الخبر، أن أب من قرية العزبة مركز منفلوط أسيوط، يتجرد من كل مشاعر الإنسانية والرحمة ويلقي بصغيرته صاحبة الثلاثة أعوام في المصرف .. ويمكث بجوار المصرف حتى يتأكد ان ابنته فلذة كبده، قد فارقت الحياة.. فعل فعلته هذه ليتخلص من الدائنين، بإلصاق التهمة بهم بعد خسارة أمواله عبر منصات القمار والمراهانات التي اقتحمت قرى الريف الهادئة .
واسمحوا لي بأن أطرح عليكم هذا السؤال .. تُرى من المسئول عن ذلك التدمير، الذي يحيط بمجتمعنا المصري احاطة السوار بالمعصم..
من الذي يقف خلف الستار ويكتب سيناريوهات تخريب ذلك المجتمع المحافظ.
هل هو الإعلام أم مواقع التواصل الاجتماعي أم برامج توك شو أم تقصير العلماء والمشايخ أم المدرسة أم الأسرة أم الفضائيات بكل ما فيها من تمرد علي القيم الراسخة؟.

فتبت يدا كل ضال يريد أن يحارب القيم والمبادئ والتقاليد المستمدة من نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون.

فوفقا لكل حسابات المنطق وموازين الكون، لابد من معاقبة السائق ولكن هذا لا يعفي على الإطلاق الفتاة وأهلها من المسئولية.. فهي إن كانت وأهلها حرة فيما ترتديه من ملابس فإن حريتها هذه تنتهي وتقف انتباها عندما تبدأ حقوق الأخرين.. فحق الأخرين عليها ألا تؤذيهم بجسدها ومفاتنها، فتكون المسئولية حينئذ على الجاني والضحية معا، ولكن بنسب مختلفة.. الله تعالى حينما تكلم عن الزاني والزانية لم يقل والزاني والزانية، وإنما بدأ بالمرأة فقال بين طيات سورة النور “الزانية والزاني” .
لماذا ؟
يجيب على ذلك أهل العلم فيقولون: لأن الزنا إنما يكون غالباً مبدؤه من المرأة، فهي التي تُجرِّئ الرجل بحركاتها ونظراتها ولباسها وكلامها وتبرجها وغنجها وما أشبه ذلك، فيميل إليها من في قلبه مرض، وهذا من أحسن الأقوال، فالرجل لا يجترئ عادة على المرأة إلا إذا رأى منها رخاوة وميلاً وإصغاءً، فيُصغي إليها عندئذ.

ولكم أن تذهبوا بخيالكم بعيدا، لو أن هذه الفتاة طاوعت ذلك الذئب وارتكب معها فعلته، فما كان أحد ليشعر بما حدث ولصار ذلك سرا بينهما، وانتهى الأمر، وبالتالي تكون عند ربها المسئولة الأولى لأنها هي التي بدأت بمقدمات الزنا بملابسها واغرته فأوقعته في شباكها .

ومن هنا، فإن ستر المرأة لجسدها واجب وفرض، حتى لا تقع العين على ما يهيج الجسد، ويحرك الشهوة، فيضعف مع هيجانها رقابة الضمير، ويتلاشى الحاجز النفسي تحت ضغط الشهوة أو يضعف تحت وطأتها الملحة.

وبالنظر إلى القضية الأخرى وهي لرجل يُحمِل ابنته ذات الثلاثة أعوام خطأه بعد وقوعه في براثن القمار، وخسارة ماله، فألقى بها في المصرف حية، لتفيض روحها وتذهب إلى ربها تشكو له ظلم العباد، ولم تشفع لها عنده براءتها، ولم تأخذه بها رأفة ولا شفقة.

ولعلي لا أجافي الحقيقة ولا أخاصم الواقع إذا اعتبرت هذه الجريمة مؤشرا مزعجا ودلالة تنذر بالخطر الداهم لقتل كل معاني الرحمة والإنسانية داخل مجتمعنا المصري المحافظ.
ولهذا فإنني أتسأل من المسئول عن اقتحام الريف المصري المعروف بطيبة أخلاقه وطباعه الهادئة، وقلوب أهله النقية البيضاء.

فمن المسئول عن تلك الجريمة النكراء هل هي العولمة التي أزالت الحواجز الثقافية والفكرية بين البلدان فأصبح الريف والمناطق الشعبية والحضرية سواء أم من ؟
أفيدونا يرحمكم الله

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى