المسار ترصد حقائق التاريخ وزيف الادعاءات حول جزيرتي تيران وصنافير



تيران صنافير

 

تقرير- أحمد مرعي/

 

في ظل صراع متواصل حول مصرية أو سعودية جزيرتي تيران وصنافير, لم تحدث الدولتان هذا الصراع ولكن أحدثه الخبراء والسياسيين والناشطين في مصر والسعودية, ومن خلال هذا التقرير تحاول المسار أن تكشف لقرائها تفاصيل قد تفرق بين الحقيقة والتزييف بأزمة الجزيرتين.

السيادة المصرية علي جزيرتي تيران وصنافير

تخضع جزيرة تيران، تحت الإدارة والحماية المصرية ويدور حولها جدل يخص السيادة بين مصر والسعودية. تقع في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، وتبعد عن جزيرة صنافير بحوالي 2.5 كم، وتبلغ مساحتها 80 كم²، فيما أنشئ عليها مطار صغير من أجل تقديم الدعم اللوجستي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وتعد مقصد لمحبي رياضات الغوص لصفاء مائها وجمال تشكيلاتها المرجانية، وبالرغم من وقوعها في مدخل مضيق تيران إلا أن خطوط الملاحة البحرية تمر من غربها من أمام شرم الشيخ، حيث أن تشكيل قاع البحر إلى شرقها وجزيرة صنافير القريبة يجعل الملاحة مستحيلة، .، كما انه تمتاز الجزيرة بالجزر والشعاب المرجانية العائمة، وكانت قديماً نقطة للتجارة بين الهند وشرق آسيا وكان بها محطة بيزنطية لجبي جمارك البضائع.

الصراع الإقليمي علي الجزر

أحتلت إسرائيل الجزيرة عام 1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد.

بعد الإنسحاب الإسرائيلي عادت الجزيرة إلى الحماية والإدارة المصرية ويتواجد بها حالياً قوات دولية متعددة الجنسيات بحسب اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ووقوعها في المنطقة.

طالبت المملكة العربية السعودية مصر بتبعية الجزيرة في أكثر من مناسبة، وفي 9 أبريل 2016 وقعت الحكومة المصرية والمملكة العربية السعودية اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين والتي طبقاً لبنودها تقع الجزيرة داخل الحدود البحرية السعودية، إلا أن المحكمة الإدارية العليا أصدرت حكمها في 16 يناير 2017 ببطلان توقيع الاتفاقية ولا زالت الاتفاقية معروضة أمام البرلمان المصري، والمحكمة الدستورية العليا.

وتبعد جزيرة صنافير، عن جزيرة تيران بحوالي 2.5 كيلو متر، وتبلغ مساحة الجزيرة  33كم²، تمتاز الجزيرتان بالجزر والشعاب المرجانية العائمة.

دلائل مزعومة بسعودية الجزيرتين

تشير الدلائل التاريخية أن الجزيرة كانت واقعة تحت السيادة السعودية ثم وُضعت تحت تصرف مصر بترتيب خاص بين القاهرة والرياض,وكانت إسرائيل قد احتلتها عام  1956 ضمن الأحداث المرتبطة بالعدوان الثلاثي ومرة أخرى في الأحداث المرتبطة بحرب 1967 وانسحبت منها عام 1982 ضمن اتفاقية كامب ديفيد.

بعد الانسحاب الإسرائيلي ظلت الجزيرة وجارتها جزيرة صنافير تحت الحماية والإدارة المصرية ويتواجد بها القوات الدولية المتعددة الجنسيات بحسب إتفاقيتي كامب ديفيد والسلام ووقوعها في المنطقة. ولطالما طالبت المملكة العربية السعودية باستردادها كونها تقع في مياهها الإقليمية، مع إقرار الحكومة المصرية بتبعيتها للسعودية وإبلاغ ذلك للأمم المتحدة، وبالتزامن مع الإتفاق على مشروع جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية؛ وجب تعيين الحدود البحرية بين البلدين في خليج العقبة وتأكيد السيادة السعودية على الجزيرة بجانب جزيرة تيران في 9 أبريل 2016 بإعتبارهما داخل الحدود البحرية السعودية.

الأهمية الملاحية لجزيرتي تيران وصنافير

وتصنع الجزيرتان ثلاثة ممرات من وإلى خليج العقبة، حيث يلعب موقع جزيرتي «تيران وصنافير » دوراً حيويا في التحكم في الملاحة بخليج العقبة والبحر الأحمر وكما أن موقعهما النائي في البحر الأحمر عن جنوب سيناء جعلهما مطمعاً دائماً للاحتلال الصهيوني، حيث تمكن الاحتلال بعد حرب 1967 من فرض سيطرته الكاملة على مضيق تيران، قبل أن تعود بتوقيع اتفاقية «كامب ديفيد» 1979 إلى مصر.
يقول باحث إيراني: «مضيق تيران مفتاح التحكم في قناة السويس والبحر الأحمر وطرق إمداد البترول».

 

الجزيرتان.. مقصد لسياح شرم الشيخ لأنهما من أجمل جزر العالم:
تعد جزيرتا «تيران وصنافير» من أكثر جزر العالم جذبًا للسائحين، حيث تنتشر بهما الشعاب المرجانية الرائعة وأسماك نادرة حول العالم، لذا تعد هاتان الجزيرتان مزاراً سياحياً مهماً,ويمثل التنازل عنهما للسعودية ضربة قاصمة للسياحة في مصر.
يعد تنازل مصرعن هاتين الجزيرتين للسعودية ضربة قاضية للسياحة في مصر التي كانت تعاني موتاً بطيئاً بعد توالي العمليات الإرهابية التي تستهدف السياحة في مصر والتي كان آخرها حادث الطائرة الروسية والتي أعقبها حادث اختطاف الطائرة المصرية.
يقول مدير إحدى شركات السياحة العاملة بشرم الشيخ إن تنازل السيسي عن «تيران وصنافير» للمملكة العربية السعودية يستهدف السياحة بشرم الشيخ مباشرة، حيث سيتوقف تماما نشاط الغطس بمحيط الجزيرتين، لأنهما في هذه الحالة يكونان ضمن حدود دولة أخرى ولا تستطيع أي شركة من شركات السياحة تخطي المياه الإقليمية لدول الجوار.
ويبلغ إجمالي عدد السائحين المصريين والأجانب الذين يأتون إلى مدينة شرم الشيخ لممارسة الغطس بجزيرتي تيران وصنافير يصل إلى 2500 سائح يوميًّا، وهذا يعني أن السياحة والاقتصاد القومي سيفقد دخلا لا يستهان به من السياحة في «تيران وصنافير».
ويمثل وجود جزيرة تيران لدى دولة أخري يؤثربالسلب على السياحة المصرية.
وهناك أكثر من 30 رحلة غطس يوميا تتجه من شرم الشيخ إلى جزيرتي «تيران وصنافير» لتميزهما بشعاب مرجانية رائعة المنظر وأسماك ملونة نادرة لا يوجد مثيل لها في العالم.

الأهمية الإستراتيجية لجزيرتي «تيران» و«صنافير

جزيرة تيران لهذه الجزيرة أهمية إستراتيجية فهي تقع في مدخل مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ويبعد 6 كم عن ساحل سيناء الشرقي، وكانت الجزيرة نقطة للتجارة بين الهند وشرق آسيا في حين أن جزيرة «صنافير» مساحتها نحو 33 كم2، وتجاور جزيرة تيران من ناحية الشرق.

 الصراع المصري السعودي علي الجزيرتين

قبل ساعات من إنتهاء زيارة العاهل السعودي، أثار إقرار الحكومة المصرية بتبعية جزيرتي صنافير وتيران للمملكة السعودية ردود أفعال متباينة في الشارع المصري.

وكان البيان الصادر من مجلس الوزراء المصري بإعلان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، وما يترتب عليه من نقل السيادة على صنافير وتيران إلى السعودية مقابل حصول مصر على 25% من الموارد الطبيعية للجزيرتين، والتزام المملكة بدفع ملياري دولار مقابل حماية الجيش المصري لهما مدة 69 عاما , كاد هذا البيان أن يغطي على زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وما صاحبها من توقيع اتفاقيات تعاون اقتصادي، وترحيب شعبي بعودة الحميمية إلى العلاقات، وترقب إقليمي لما سيسفر عن التحالف بين أكبر قوتين عربيتين في منطقة الشرق الأوسط.

استفادة إسرائيل من تبعية الجزيرتين لمصر أو للسعودية:

تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية يفتح باب الآمال أمام العدو الإسرائيلي لحفر قناة “بن جوريون” والتى تربط بين خليج العقبة والبحر المتوسط وتكون بديلاً لقناة السويس وهو الحلم الإسرائيلي الذي يبحث عنه الإسرائيليين.

تسليم جزيتي تيران وصنافير يسهل تدشين مركز إقليمى على الضفة الشرقية من خليج العقبة وذلك يعتبر ضربة قاضية لميناء جبل “على الإماراتي” وعدم الحاجة إلى مرور السفن التجارية في الخليج العربي بعد توفير وسائل بديلة وموفرة ومختصرة.

تسليم الجزر يعنى محاصرة مصر بموافقة غربية وعربية وحصار اقتصادي حيث سيتم حرمان مصر من موارد قناة السويس, حيث سيتم عزل مصر عن الأمة العربية وخروج مصر من المعادلة الإقليمية والدولية.

الحكم التاريخي بمصرية جزيرتي تيران وصنافير من المحكمة الادارية العليا

فى حكم تاريخى ووثائقى نهائى وبات يؤكد أن مصر مهد العلم القانونى الذى ولد على هذه الارض الطيبة قضت المحكمة الادارية العليا الدائرة الاولى فحص برئاسة المستشار احمد الشاذلى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ومبروك محمد على نائبى رئيس مجلس الدولة بإجماع الاَراء برفض طعن الحكومة على حكم القضاء الادارى بتبعية جزيرتى تيران وصنافير ضمن الأقليم المصرى وألزمتها المصروفات.

المصدر: ويكبيديا

 

زر الذهاب إلى الأعلى