نعمة الأمن للأوطان



بقلم الدكتور: ياسر جعفر

باحث وعالم إسلامي

نعمة الأمن من النعم الكبري التي وهبها الله للإنسان، إذا افتقدناها افتقدنا كثير من الأمور المعيشية،نعم لقد حس الإسلام علي هذه النعمة وقيمة هذه النعمة علي جميع المخلوقات وليست علي الإنسان فقط.

والأمن والخوف في القرآن الكريم موضوع مهم جداً بل هو قرين وثمرة الأيمان بالله عز وجل، وبرسوله(ص) وبالإسلام والقرآن ولذلك فإن هذا الموضوع ليس بالموضوع السهل أن يؤتي علي محاوره باختصار، لأنه داخل في التفسير الموضوعي للقرآن، والتفسير له عدة علوم مختلفة يعلمها أهل الاختصاص ومنها:-

التفسير الموضوعي للقرآن، ولذلك هذه النعمة تحتاج إلي قائد قوي يضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه بإشاعة الفتن والنزاع بين الشعب بالخوف وعدم الأمن، فينبغي علي كل حاكم في بلاد المسلمين أن يكون حاد وصارم مع الخارجين علي القانون، في هذا الوقت الذي يجب أن تتضافر فيه القوي وتتوحد الصفوف وتتعاون الجهود للمضي في طريق العمل والخلق والبناء لخير هذه الأمة وإسعادها ونهضتها.

تفاجئنا جماعات الإرهاب لبث الخوف والفوضي والقضاء علي الأقتصاد.

وآنا لنهيب بكل مسلم حق أن يلوذ بإسلامه وإن ينتبه لحقيقة هذه المؤامرات التي تحاك حوله والتي لا هدف لها إلا أن يشيع القلق ويسود الذعر ويتمكن المستعمر وتنتكس كل حركات الأنتصار والتقدم.

إن الإسلام هو عماد هذه الأمة وهو روح حياتها وأحبل وجودها ومصدر قوتها، ونهاية مطافها، وستظل فلسفته وتعاليمه السامية الحكيمة هي الينبوع الذي نستسقي منه والركن الذي نعتمد عليه، والقوة التي نستلهم منها لحياتنا كل معاني الخير والرشد من أجل هذا وجب أن تبدأ بهذا الإسلام من كل عبث وأن نصونه من أي انحراف وأن نسمو به عن أن يكون وسيلة خداع.

أعان الله حكومات الوطن العربي ووفقها وسدد خطاها وعصمها بالإسلام وعصم الإسلام بها وحمي قوته وفضله تعظيماً لها الحرمين أمة العرب والإسلام وأعانها علي كل ماهي بسبيله من جهد لتوطيد دعائم مجتمع عربي مسلم تسوده العزة والأمن والأمان والرفاهية والكرامة وترفع رايته خفاقة فوق أمم الأرض أجمعين.

قال تعالي” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ” النحل الأية«112».

جعل الله سبحانه وتعالي لأهل مكة مثلاً يعتبرون به قصة قرية من القري كان أهلها في أمن من العدو، وطمأنينة من ضيق العيش، يأتيهم رزقهم واسعاً من كل مكان فجحدوا نعم الله عليهم، ولم يشكروه بطاعته وامتثال أمره، فعاقبهم الله بالمصائب التي أحاطت بهم من كل جانب، وذاقوا مرارة الجوع والخوف والرعب الشديد وعدم الأمن والأمان.

نعم أن الأمن نعمة عظيمة لا يعلمها إلا من افتقدها، واكد عليها الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم في أيات كثيرة ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ” البقرة الأية 126.

إذا طلب إبراهيم عليه السلام إلي ربه أن يجعل البلد الذي سينشأ حول البيت بلد آمناً ..لماذا؟

إذا غابت نعمة الأمن فلا يكون هناك عبادات ولذلك طلب نبي الله إبراهيم من ربه نعمة الأمن حول البيت حتي يسود الأمن والأمان إلي عباد الله حتي يتمكنوا من قضاء فرائضه في أمن وأمان واطمئنان.

نعم أن نعمة الأمن نعمة كبيرة علي عباد الله، فينبغي علي كل شخص أن يشكر ربه عليها وأن يساند المقيمين عليها.

فينبغي علي الحاكم أن يهتم بهذه النعمة وأن يشدد عليها تشديداً قوياً.

في جميع المصالح والهيئات والطرق في الداخل والخارج..!

فإذا كان هذا الأمن في السعودية الحمد لله أن أنعم الله عليها برئيس محترم ويقاوم الفساد والإرهاب!

قال تعالي “فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ” الأية 99 من سورة يوسف.

الحمد لله أن أنعم الله علي مصر بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، بحكومة من قائد رشيد ومن أجهزة أمنية قوية ومخلصة لوطنها.

نعم أن مصر من البلاد العالمية يحاق بها المكر والطمع من أعدائها في الخارج والداخل.

فهناك رجاء إلي القائد الحكيم، أن يضع في مهماته الخاصة هذه النعمة العظيمة علي مصر، خاصة في الأماكن العامة والطرق التي فيها بعض الفوضي والزام المرور بقوانين صارمة تصل لحد الإعدام.

نعم أن هناك بعض الفوضي في الطرق العامة لسيارات النقل الثقيل وغيرها من سيارات النقل، ينبغي أن يكون لهم قانون يلزمهم بالسير ليل فقط، وأن يسود أيضاً الأمن بين الموظفين وفي المناطق الحكومية العامة والخاصة ببث الطمأنينة والسكينة علي كافة الشعب ” وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ” الأية 126 من سورة ال عمران.

وقال تعالي ” فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ” الأية 103 سورة النساء.

نعم في هذه الأية الكريمة لا يكون هناك عبادات ولا صلاة إلا إذا اطمأنتم ..!

فينبغي علي من يقيمون علي أمر البلاد والعباد التشديد علي هذه النعمة وأن يتصدي علي كل إنسان تسول له نفسه بزعزعة الأمن، هؤلاء الجماعات والأحزاب الخارجين علي نصوص الإسلام، والمتمردين علي المجتمع أباحوا قتل أنفسهم لأن مبادئهم الإرهابية، وأن الله الذي يعلم ما تضطلع به مصر مت مسئوليات، وما يتحمله قادتها من تبعات، قد شاء إن يدلها علي أفكار الخيانة والغدر وكهوف وسراديب ومستعمرات الغدر في سيناء الحبيبة، حتي وصلت الطمأنينة إلي الأكل في قوله تعالي ” قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ” الأية 113 من سورة المائدة.

وقال تعالي ” الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ”  الأية 4 من سورة قريس.

وآمنهم من خوف، أي وآمن طريقهم وأورثهم القبول عند الناس ومنع التعدي والتطاول إلي أموالهم وأنفسهم ولولاه لأخذهم الخوف من كل مكان فعاشوا في ضنك وجهد شديد.

فالإسلام دين الأمن ولا يمكن أن يتحقق الأمن للناس إلا إذا أخذوا بتعاليم هذا الدين العظيم، فقد حرم قتل النفس وسرقة المال وأكله بالباطل وأذي الجار.

قال صلي الله عليه وسلم ” والله لا يؤمن جاره بوائقه ” رواه البخاري ومسلم، وقال صلي الله عليه وسلم ” لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً “، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من أشار علي أخيه بحديدة لعنته الملائكة” رواه الترمذي.

وقوله صلي الله عليه وسلم “من نظر إلي أخيه نظرة يخفيه بها أخافه الله يوم القيامة”.

سبحان الله مجرد نظرة للخوف لأخيه المسلم أخافه الله يوم القيامة، ونحن في هذه الأيام الكل يحارب بعضه ويحارب أخيه من أجل الدنيا ومن أجل رشوة ومن أجل المال.

فينبغي علي الحاكم أن يتدخل في جميع الأمور ولا يتركها للهواة يخافون الناس، ويعطلون مصالح العباد والساحة مليئة من هؤلاء المرضي النفسيين ولا يصلح معهم إلا علاج البتر من المجتمع لأنه بمثابة السرطان الذي يسري في الجسد، فهؤلاء سرطان يسري في المجتمع فتجدهم في جميع المصالح العامة والخاصة.

ناهيك عن مرضي العقول المسرطنة في الجامعات بين الموظفين والدكاترة وإشاعة الرعب بين الطلبة والتوعد لهم بالخوف من الرسوب وهذه الشريحة تعتبر من أعلي شرائح التعليم من المجتمع.

فينبغي أن يناسبهم الرقي في التعامل والمستوي الرفيع الراقي ولكن للأسف يحتاجون من دراسة جديدة في صفوف الحضانات..!

العجب كل العجب ما تجد اضطهاد بين صفوف الشعب وبعضه وخوف ورعب.

قال صلي الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوي هاهنا، ويشير إلي صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم علي المسلم حرام، دمه وماله وعرضه.

ولعن صلي الله عليه وسلم من أشار بالسلاح لأخيه المسلم، وحرم علينا الجنة حتي نؤمن ونحب بعضنا بعضاً.

وقال صلي الله عليه وسلم ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ” رواه البخاري ومسلم.

وقال صلي الله عليه وسلم ” من روع مؤمناً لم يؤمن الله روعته يوم القيامة، ومن سعي بمؤمن أقامه الله مقام ذل وخزي يوم القيامة (السيوطي).

تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.

وتحيا الأمة العربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى