يا تنشيط.. يا !!!!
بقلم: الخبير السياحى والفندقى”عادل شكرى”
أود فى البداية أن أعترف بأني لا أعرف المهندس ” أحمد يوسف” ، رئيس هيئة تنشيط السياحة الجديد ، وأكن لسيادته في شخصه كل تقدير وإحترام ، وأنا هنا أُخاطب منصب رئيس هيئة تنشيط السياحة والمسئول الأول عن ملف تسويق مصر سياحياً .
فقد بدأ تسويق صفحة الهيئة للمهندس ” أحمد يوسف” ، تسويقاً باهتاً ، بكتابة نص سيرة ذاتية عن سيادته كان من الأفضل عدم كتابته من الأصل ، وأن يتم التركيز فيه علي حصول سيادته علي شهادة 6 Sigma وكأنها أعلي الدرجات العلمية ، وقد كانت بالفعل عندما توصل لها المهندس “بيل سميث” في شركة موتورلا عام 1986 ، ثم قام بتطويرها جاك ويلش عام 1995 وجعلها أساساً إقتصادياً لأعمال شركة جنرال إليكتريك.
ولكن كاتب السيرة الذاتية قد لا يعلم أن هذه الشهادة (المعتمدة) يمكنك الحصول عليها الآن Online بـ 29 دولاراً أمريكياً ،وفي خلال ساعة واحدة منذ بدء التسجيل .
لقد (سَىوَأ) كاتب هذه السيرة للمهندس أحمد يوسف بدلاً من أن (يُسَوَقْ) له ، ثم خرج علينا المهندس “أحمد يوسف” بالأمس بتصريحه الخاص بوضع (خلطة سحرية صحية) لإجتذاب السائح للدولة المصرية ، وهو تصريح إستفز العاملين والخبراء وكثير من المستثمرين العاملين بمجال السياحة والذين عانوا الأمرين منذ 2011 وحتي يومنا هذا ، فتباينت ردود الأفعال علي وسائل التواصل الإجتماعي مع هذا التصريح ، كان أكثرهم تهذيباً أن سيادته قريب ” الخواجة كنتاكي ” ، وتدني الأمر ليصل بتشبيه الخلطة المزعومة بخلطة” عم محمود ” التي تطهر الأمعاء وتقضى على الدود ، أو المتهكم منهم الذي قارن الخلطة بقراطيس ” أم عتريس ” اللي تنول الأمل وتجيب العريس!!! .
سعادة رئيس الهيئة المحترم ….. في العالم الآن وفي الكيانات الكبري والشركات العملاقة ، لايكتفون بتعيين متحدث رسمي يصيغ الكلمات وينمقها، لقد تطور الأمر لوجود وظيفة أخري يطلق عليها Social Media Strategist يشغلها محترفون لابد وأن يتميزون بمواصفات عدة وضعتها LinkedIn و Facebook و Twitter وقامت بتطويرها الشركات والفنادق وهيئات التسويق والتنشيط بما يتناسب مع المنتج وشريحة العملاء المستهدفة والعامل النفسي والتقني لمتلقي التصريح أو الرسالة وكذا المردود الذهني ثم القرار المتخذ في شراء المنتج .
تصريح سيادتك جاء علي شاكلة تصاريح (6X6 – و أنا وزير تكنوقراط جاي أسد الخورم – و سَوَقْ مِصر بكوز درة وكوباية شاي علي الكوبري ) وأكن كل إحترام وتقدير لكل أصحاب هذه التصاريح !!.
ولكن دعني أكرر علي سيادتك درساً ذكرته للكثير من أصدقائي وأحبائي العاملين في مجال السياحة ، درساً تعلمته شخصياً من الوزير الفاضل أحمد المغربي ، وبعد حادث هيلتون طابا الإرهابي فجر 7 أكتوبر 2004 وتركيز الإعلام المصري علي كلمتي هيلتون طابا ، إستدعي سيادته إحدي شركات التسويق الإنجليزية الكبري وخاصة إننا كنا علي أعتاب الـ WTM بورصة لندن السياحية ، وبعد دراسات مستفيضة لكل ما كتب عن الحادث ومناقشات مع كثير من المسئولين خرجت علينا تلك الشركة بالجملة السحرية ، قالوا لنا أنتم دائما تذكرون الحادث وتربطوه بهيلتون كسلسلة فنادق وتربطونه أيضا بطابا كمقصد سياحي (من الآن فصاعدا لابد أن تكون الرسالة الموحدة للمسئولين والإعلاميين المصرين هي “الحادث الإرهابي علي الحدود المصرية – الإسرائيلية “)أعطت هذه الجملة المفعول السحري وضربت عدة عصافير بحجر واحد ، أولا أعطت إنطباعا أن الحادث في منطقة حدودية وليس في قلب الدولة .
ثانيا إبتعد تماما عن ذكر إسم المقصد والفندق. ثالثا وهو الأهم أشركت الجملة طرفا جديدا في الحادث (أولاد العم) وقد وأكرر قد يكون هذا سببا جوهريا لوقوع الحادث.
شكرا لسعة صدرك يا سيادة رئيس الهيئة إن كنت قرأت هذه الخواطر ، وأكرر إحترامي وتقديري لشخصكم الكريم .