سلايدرعاجلمقالات

نصائح لمرضي السكر في رمضان



بقلم الدكتور/ ياسر جعفر

قال تعالي{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة البقرة.

إذا هناك رخصة في ثلاث مواضع منها المرض، السفر، الذين يطيقونه: أي الذين لا يقدرون علي الصيام فمن شاء صام، ومن شاء أفطر وأطعم، حتي إذا ألفته النفوس، مرض السكر ليس سواء، لأن المرض أنواع ودرجات مختلفة، فمنهم من يكفيه فقط تنظيم الواجبات والنمط الغذائي الصحيح والسليم، ومنهم من يحتاج إلي تناول الأقراص عن طريق الفم، وبعضهم لا يمكن السيطرة علي السكر إلا بحقن الأنسولين لذلك فالمريض الذي يحس بالتعب والإرهاق ويدخل في إغماء، فعليه الإفطار، فينطبق عليه مريضاً في الآية {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا}، كلمة مريضاً هنا تعني التعب وعدم تحمل الجسم للصيام وللمرض، قال بعض العلماء والمتخصصين أن المرض الذين يعانون من السكر في سن مبكر أي قبل أتمامهم سن الثلاثين عاماً لا يمكنهم الصيام تحت أي ظروف لأن نسبة السكر لديهم غير مستقرة في أغلبهم وربما تختلف من واحد للأخر، والصوم قد يهدد حياتهم نظراً لارتفاع نسبة الأجسام الكيتونية، والتي قد تكون السبب لغيبوبة السكر، أما المرضي الذين يعانون السكر في سن متأخر فشأنه يتوقف حسب درجات ومستوي السكر بالدم لديه، ويذكر أنه يمكن تقسيم مرض السكر عموماً خلال رمضان إلي ثلاث مجموعات، المجموعة الأولي: الذين لا يتناولون أية أدوية سكر، والذين يمكنهم السيطرة بنظامهم الغذائي علي حالتهم المرضية فالصيام لهم ممكن، بل ومفيد أيضاً بشرط الحفاظ علي السعرات الحرارية التي يقرها الطبيب المعالج حسب الوزن والطول والحالة المرضية وإن توزع هذه السعرات بالتساوي بين الإفطار والسحور، وأن يتم تأخير وجبة السحور بأكبر قدر ممكن بالأستفادة بتأثيرها حتي موعد الإفطار في اليوم التالي، وممارسة النشاط البدني والذهني العادي مع الأحتفاظ بعدد مناسب لساعات النوم.

المجموعة الثانية: الذين يحتاجون إلي تناول أدوية خاصة بالسكر عن طريق الفم، بالإضافة إلي تنظيمهم للسلوك والنمط الغذائي وسواء كان تناول الأدوية مرة واحدة أو أكثر، هؤلاء المرضي يمكنهم الصوم ولكن بشرط أكثر جدية والتزام فالمريض الذي يتناول الدواء مرة واحدة يمكنه تناوله مع وجبة الإفطار بدون أي تعديلات أما الذين يتناولون الدواء أكثر من مرة بالفم فننصحهم بتناول نصف جرماتهم مع الإفطار.

المجموعة الثالثة: الذين يحتاجون إلي حقن الأنسولين سواء مرة واحدة أو أكثر، هؤلاء ننصحهم بعدم الصوم وجواز الإفطار وإذا استطاع أحدهم الصوم عليه الالتزام بنفس النصائح التي ذكرناها من قبل.، لأنه في النهاية المريض بنفسه يقرر قدرته علي الصوم من عدمه {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} فقدرة الإنسان علي الصوم هو الذي يحدد علي حسب طاقة الجسم{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

وبالطبع مع استشارة الطبيب المعالج وأخذ جرعة الأنسولين قبل وجبة الإفطار مباشرة، ذلك بالنسبة لمن يتعاطون جرعة واحدة أما الذين يتعاطون أكثر من جرعة في الأيام العادية فننصحهم بضرورة الإفطار، وننصح بضرورة قياس نسبة السكر بصورة دورية أيام رمضان عن طريق الشرائط الخاصة بذلك لمتابعة أي تغير أو خلل في نسبة السكر وينبغي الاهتمام بوجبة السحور جداً وتكون هذه الوجبة متأخرة قبل الفجر بساعة ونصف وتحتوي هذه الوجبة علي الكربوهيدرات والبروتين والخضروات ونسبة قليلة من الدهون ومن أهم الأطباق في السحور، طبق الفول المدمس بالزيت الحار وزيت الزيتون والطحينة والليمون، والسلطة الخضراء، وقطعة خبز وهي وجبة كاملة، وطبق السلطة الخضراء يمثل القيمة الغذائية العالية والهامة والخفيفة وسهلة الهضم لاحتواء مكوناتها علي الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة للجسم وينبغي علي مريض السكر الاهتمام بطبق السلطة لأنه هام جداً لمرضي السكر وغير المرضي لاحتوائه علي العديد من الفيتامينات والأملاح التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط، ولذلك الاهتمام بطبق السلطة يفيد جميع أعضاء الجسم سواء للمرضي أو غير المرضي، ونصيحة لمرضي السكر ينبغي تجهيز 2كيلو حلبة حصي بلدي وتغسل جيداً ثم تنشف ثم تحمص بالفرن لمدة عشر دقائق علي نار هادئة ويمكن إلي ربع ساعة، ثم تضع في بطرمان زجاج ويأخذ مريض السكر ملعقة كبيرة أكل بمضغ قبل الإفطار مباشرة وملعقة كبيرة أيضاً بين السحور والإفطار وملعقة كبيرة قبل السحور أيضاً فأنها مفيدة جداً لمرضي السكر إفادة بالغة لاحتواء الحلبة علي مواد فعالة تفيد في مرض السكر مواد لعابية تصل إلي 30% مواد دسمة، 6-9 مواد هيوليدية بنسبة 22-29 كالالبومين والغلوبولين والكولين والتربغونيلين وفيتامين pp أو حمض النيكوتينيك(حمض التبغ) وبذور الحلبة غنية بالأملاح المعدية، خاصة الفوسفور والحديد والكالسيوم وبعض الفيتامينات إضافة إلي البروتينات، وبالنسبة لمرض جروح السكر مفيش أي مشكلة لجروح الغرغرينا هناك بودر يقضي عليها ولا داعي للبتر كما تشاهدون في بعض الفيديوهات، وهناك نصائح هامة للراغبين في إنقاص الوزن عليك المشي قبل الإفطار بساعتين ألف متر، لا تمارس الرياضة في نهار رمضان لأنها خطر بسبب إفراز العرق وفقدان كمية من الفيتامينات والمعادن، الإكثار من البوتاسيوم سر من أسرار السحور الرمضاني الصحي، الإكثار منه يمنع العطش تماماً وأنت صائم، أما الصوديوم فيفعل العكس تماماً، أفضل أطعمة البوتاسيوم في السحور، الموز، الحليب، التمر بالحليب، المشمش المجفف، الأفاكادوا، الفستق، القرع، الفاصوليا، الكاكاو الغامق الداكن، وينبغي تجنب هذه المأكولات أثناء السحور، الأرز بأنواعه، جميع الواجبات السريعة، الأجبان، أما الأفضل فيكون طبق الفول المدمس وطبق السلطة، خبز أسمر، تمر، موز ولا تنسوا شراب الماء لأنه هام جداً، وخاصة لمرضي الأملاح وخاصة اليورك أسد، لأنه يفقد كمية أملاح هامة في العرق، وتجنب الأملاح في وقت السحور جميع أنواع الأملاح. وكل عام وأنتم بخير.

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى