نصائح للمرضي في الصيام
بقلم الدكتور/ ياسر جعفر
)قال تعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
تكلمنا عن مرض السكر في العدد السابق وسوف ننصح “مرضي القلب”. مرضي القلب معروف عنهم أنهم يتناولون أدوية لعلاج حالتهم المرضية وهذه الأدوية مقوية ومعالجة لعضلة القلب أو لتنظيم ضرباته ومن أشهر هذه الأدوية مركبات “الديجتاليس” بخلاف تناول بعض المرضي للأدوية المضرة للبول لضبط ضغط الدم، أو أدوية منخفضة للضغط وينصح الأطباء بعمل نظام غذائي متكامل يحظر فيه بالطبع تناول الأغذية التي تحتوي علي الأملاح العالية كالمخلالات وغيرها .
كما أن الأغذية الدسمة والدهون يتم ترشيدها ولكن يمكنهم تناول الزبيب والطماطم والبرتقال لاحتوائها علي البوتاسيوم اللازم لهم، كما أن تناول صفار البيض والكبد والموز والدواجن يعوض النقص في فيتامين ب٦ عندهم لأنه مخفضات ضغط الدم ومدمرات البول يؤديان إلي حدوث نقص في معدلات البوتاسيوم وفيتامين ب٦ لدي مرضي القلب، ويجب كذلك ترشيد تناول الألياف المتوافرة بالخضروات الورقية والحبوب لأن الذين يتناولون الأدوية المشتقة من الديجيتاليس تقوم الألياف بمنع امتصاص هذا الدواء، الأمر الذي يؤدي إلي ارتباط فعاليته فيضطر المريض إلي رفع الجرعة، وهذا قد يقود إلي حدوث تسمم دوائي للمريض ونفس هؤلاء المرضي الذين يتناولون أدوية الديجيتاليس عليهم عدم الأكثار من العرقسوس لأنه يحتوي علي مادة تسبب نقصاً حاداً في نسبة البوتاسيوم بالدم، الأمر الذي يؤثر بالسلب علي ضربات القلب ويقود إلي حدوث مضاعفات كثيرة بالإضافة إلي حدوث الآم للعضلة وتنميل يصيب المريض بالقلق، وهناك أشخاص يحبون شراب العرقسوس ممكن شرابه مع منقوع المرمرية. (
داء الصرع:-
أما بخصوص مرضي الصرع، فإن الطبيب المعالج، يمكنه النصح بالصيام أو عدمه لأن مرض الصرع قد يؤدي الصيام لفترات طويلة إلي حدوث انخفاض في معدلات السكر بالدم لديهم، مما يؤدي بالضرورة إلي استشارة البؤرة الصرعية، الأمر الذي يقود إلي احتمال تعرضهم لنوبات صرعية خصوصاً في الفترة قبل الإفطار إلا أن الأطباء ينصحوا مرضي الصرع بتأخير السحور إلي أبعد مدي مع عدم تناول وجبة إفطار دسمة والأهتمام بالأغذية السكرية في السحور، وتحذر الأطباء من تناول أدوية الصرع تؤدي إلي حدوث نقصاً في فيتامين (د) ومادة الفولاسين الأمر الذي ينصح معه بتناول السبانخ والبقوليات لتعويض هذا النقص الناتج عن استمرار تناول هذه الأدوية، وينبغي شراب كوب مغلي اكليل الجبل مع زهرة البابونج مرتين يومياً. (
مرضي الاكتئاب:-
) مرضي الأكتئاب يتناولون أدوية مضادة للأكتئاب بالطبع يخطر عليهم تناول الأجبان القديمة بكثرة والفول واللوبيا والفاصوليا لأن هذه الأغذية تعرضهم لحدوث تداخل تفاعلي مع مضادات الأكتئاب، وهو ما يؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم لدي المرضي وننصح بالأبتعاد عن هذه الأغذية أيضاً في رمضان وينبغي شراب كوب مغلي اليانسون وزهرة البابونج. (
الغدة الدرقية:-
) المرضي الذين يعانون من حدوث خلل في الغدة الدرقية عليهم بالأبتعاد عن تناول اللفت والذي يكثر مع مخللات رمضان لأنه به مواد تتمتع بقدرة هائلة علي تعطيل وتنشيط عمل الغدة الدرقية، خصوصاً عند تناول الأدوية الخاصة بالغدة الدرقية ولذلك يفضل عدم تناول اللفت في جميع الأوقات، وينبغي شراب مغلي المرمرية مرتين يومياً. (
مرضي الربو والحساسية:-
)مرضي الربو والحساسية يتناولون في علاجاتهم مركبات لتوسيع الشعب الهوائية، وهي من أساسيات البرنامج العلاجي ولكن هذه المركبات يتم تعطيلها وتنشيط عملها وشل قدرتها العلاجية عند تناول المشويات بصفة عامة الأمر الذي يعرض معه الأطباء بعدم تناول هذه المشويات والأبتعاد عنها أفضل، حتي لا يضطر المريض إلي زيادة الجرعة العلاجية وقد تقوده إلي حدوث تسمم دوائي، يعرضه لمزيد من الخطر، وهناك نصائح للصائمين منها. _
التعامل مع رمضان بأنه ركن من أركان الإسلام، وشهر العبادة، وغسل الذنوب، وليس التهام الطعام. _
وينبغي الأهتمام بالعبادة لأنه شهر القرأن وشهر ضبط سلوك الإنسان، والإخلاص في الفرائض المكتوبة، للأسف نري في صلاة التروايح كثرة المحمولات”الموبيلات” ويضرب التليفون وكأنه في السينما، فينبغي الأحترام والتقدير في أقامة الصلاة، والداهية أن الشيخ محمد نبيل يتحدث عن الساعة ورجل بجواري يلعب علي الموبايل. فتعامل مع رمضان بأنه ركن من أركان الأسلام وشهر العبادة وغسل الذنوب، وليس التهام الطعام. _تعامل مع المعدة علي أنها بيت كل داء ويجب ان نريحها كما قال النبي صلي الله عليه وسلم{ التزم بثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس } كما كان يفعل صلي الله عليه وسلم.
ومنها تعلم أن نتعب بطوننا سواء في رمضان أو غيره.
_أن تؤخر السحور إلي أقرب وقت لصلاة الفجر لأن التأخير يجعل الجسم يحتفظ بأكبر قدر من المواد السكرية داخله ليمدنا بالطاقة اللازمة للقيام بالنشاط اليومي المعتاد.
_أن تناول أغذية غنية بالسكريات والطاقة تمد الجسم باحتياجاته خلال النهار وكميات من السوائل لحماية الكلي خلال فترة الصيام.
_تناول مواد سكرية خفيفة وبعض السوائل عند بداية الأفطار لتعويض نقصها بالجسم مبكراً.
_عدم تناول الدهون والأغذية المسبكة بكميات كبيرة.
_أن نلتزم بنصيحة النبي صلي الله عليه وسلم بتناول تمرات عن أذان المغرب ثم نصلي أولاً، وبعد الصلاة نتناول الأفطار.
_عدم الإسراف في تناول الحلويات الرمضانية وأن تتناولها بعد مرور أكثر من ساعتين من الأفطار علي الأقل.
_أن تكون كميات الطعام معتدلة في كل الأحيان، حتي لا نرهق المعدة بكميات كبيرة وحتي لا نصاب بعسر الهضم وآلام معوية وحموضة.
_أن تختار من الأغذية سهلة الهضم والأمتصاص لحماية الجهاز الهضمي من الأجهاد.
_مرضي السكر والكلي والقلب عليهم باستشارة الطبيب المعالج لأن كل منهم نظامه الغذائي مختلف عن غيرهم من المرضي أو حتي الأصحاء.
_الطفل يمكنه التعود علي الصيام تدريجياً، بالصوم عدة ساعات ثم الأفطار حتي يصل إلي صيام اليوم الكامل، مع مراعاة أن يتناول كميات مناسبة من السوائل لحماية الكلي خلال فترة الصيام.
_عدم الأسراف في السهر لأنه يرهق الجسم ويصيبه بعدم الأتزان، كمان أن كثرة النوم تصيب المرء بالآم الجهاز الهضمي.
_الصائم الذي لا يلتزم بهذه النصائح يصاب بالغثيان المستمر والقئ وزيادة الحموضة، وعسر الهضم والأسهال والغازات المستمرة، وعدم التركيز والنسيان، والصداع، الأمر الذي يؤكد أهمية التوازن الغذائي خلال رمضان.
وكل عام وأنتم بخير.