خزعبلات حقوق الإنسان
بقلم الدكتور ياسر جعفر
كثير ما نسمع ونصُدع من خزعبلات حقوق الأنسان، ربما تسمع هنا وهناك إن زعبله بتاع حقوق الإنسان قال كذا وكذا، وأصدر قراراً بكذا.. وفي الحقيقة كل هذا مهاترات وخزعبلات في الفاضي ولا فيه حقوق إنسان ولا حقوق خنازير.. للأسف صدوعنا بهذه الأسطوانات المشروخة والأعلام المسرطن يكرر ورائهم الخزعبلات ومقالات لزعبله بتاع حقوق الإنسان في بلد من بلدان الغرب أصدر قراراً بكذا ! وكل هذا ضرب في الخيال والأوهام. إن هؤلاء ستار للإرهاب ولزعزعة الفوضي في كل بلاد المسلمين والعرب في كل مكان، نعم بالفعل إن هؤلاء أصحاب الفكر المسرطن والفيروسي أشباه الرجال، يقولون مالا يفعلون .. كثير ما نشاهد ونسمع في وسائل الأعلام المختلفة إن هناك قتل في بلاد الغرب بدون أي أسباب للمسلمين ولم يحرك ساكناً في خزعبلات حقوق البتنجان.
أخرها كانت الطالبة مريم التي قتلت علي مسمع ومرئ من البشر، أين حقوق خزعبلات ومهاترات وصداع حقوق الإنسان؟؟ ومن هذه النماذج كثير جداً لا يسع المقال إلي سردها، ولماذا نذهب بعيداً ؟ كما تشاهدون القتل والخراب في سوريا، اليمن ، العراق، ليبيا، وبلاد شرق أسيا..إلخ.
من هذه المذابح والدمار والتخريب، أين حقوق خزعبلات البتنجان التي يتحدثون عنها؟؟! ويقولون إن الدفاع عن حقوق الإنسان واجب علي كل مجتمع حر، وهي بالفعل ما تأسست إلا لخراب البلاد العربية، ونشر الفوضي والمظاهرات في كل مكان، وبث الفتنة بين المسلمين وبين حكام العرب.
عجيب أمر هؤلاء المسلمين اليوم يضع أعداؤهم من الباطل دينناً يحاربونهم، وهم يصنعون من دينهم الحق باطلاً يسالمونهم عليه..! يتعصب عدوهم لدينهم وهو باطل، فقد زينوا فيه، وحرفوا، وهم لا يتعصبون لدينهم وهو حق سطع برهانه، وصدع قرآنه..! نعم أنت تنكر ذلك الضعف والتفرق في المسلمين، وتستطيع لما تأملت ودرست أن تبرئ الإسلام من أن تكون سبب الضعف والتفرق، فالإسلام لتمامه وكماله، وسلاحه وتشريعاته، أحكامه، قد استطاع أن يحقق من أسباب التقدم والازدهار في ثلاثة وعشرين عاماً لم تستطع أعداء الإسلام في قرون برغم ما استعانت به من سلطان الملوك وعنفوا من الأباطرة.. إن منظمات خزعبلات الإنسان ما هي إلا أداة للإرهاب والفتنة بين بلاد المسلمين إن الإسلام بث في داخلنا الحقوق الحقيقة لجميع المخلوقات لم يترك أي مخلوق إلا وله حقوق.
نعم إن الإسلام أرشدنا إلي كافة حقوق المخلوقات حتي الحيوان. ففي حديث رسول الله (ص) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال : عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) متفق عليه. وقد عاب القرآن ما كان عليه أهل الجاهلية من تعذيب الحيوانات بشق أذانها، قال تعالي “إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا، لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا، وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ” النساء من الأية 119:117. وصح عن النبي (ص) الإنسانية قوله ” لا تقصوا نواحي الخيل ” مقدم الخيل” (رأسها)، ولا معارفها -شعر الرقبة، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها، أي تدفع عنها الهوام ومعارفها دفاؤها أي كساؤها الذي تدفأ به ونواحيها معقود فيها الخير ” رواه أبو داود.
وقال (ص) إن الله كتب الإحسان علي كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليذبح ذبيحته ” رواه النسائي. ونهي عليه الصلاة والسلام رسول الإنسانية ومعلم البشرية جمعاء، ” أن يقتل شئ من الدواب صبراً ” رواه مسلم، وهو حبس الحيوان دون طعام أو شراب حتي الموت، أو أن يتخذ الحيوان هدفاً للرماية. وفي مجال الاهتمام بغذاء الحيوان يقول النبي (ص) ” إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الأبل حظها من الأرض ” رواه مسلم، وفي هذا الصدد كثير من الأحاديث النبوية والتوجيهات الربانية.
ناهيك عن حقوق الإنسان بعضهم لبعض، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوي ها هنا ” ويشير إلي صدره ثلاث مرات.
بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم” كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه” أخرجه أحمد ومسلم. ففي الحديث دعوة إلي الاهتمام بجماعة المسلمين في كل مكان في أنحاء العالم، إذا فالعرب كلهم والمسلمين في كل مكان أخوة..! ولم يوجه الرسول (ص) قوله ” السعودي أخو الكويتي، ولا الكويتي أخو المصري، ولا المصري أخو الليبي، ولا اليمني أخو العراقي، ولا التونسي أخو الجزائري، ولكن “المسلم أخو المسلم”. إذا نحن جسد واحد في الحقوق والواجبات الإنسانية. هذا هو حقوق الإنسان الحقيقي للعالم أجمع، وفي الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي(ص) قال ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكي شيئاً تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ” وفيهما عن أبي موسي رضي الله عنه عن النبي (ص) قال ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وشبك بين أصابعه “، وعن أبي موسي الأشعري قال ” قلت يا رسول الله، أي المسلمين أفضل، قال ” من سلم المسلمون من لسانه ويده ” فتعرف حقوق الإنسان بأنها المعايير الأساسية التي لا يمكن للناس من دونهما أن يعيشوا بكرامة كبشر، فهي أساس الحرية والعدالة والسلام، ومن شأن احترام حقوق الإنسان أن تتيح إمكان تنمية الفرد والمجتمع تنمية كاملة، وتعرف أيضاً بأنها مجموعة من الحقوق التي يمتلكها كل فرد بغض النظر عن جنسيتهم ودينهم ولون بشرتهم. ويتم التعريف بهذه الحقوق علي إنها عالمية وغير قابلة للتصرف ومكفولة للجميع كونهم بشراً.
وهي منح إلهية من الله الخالق البارئ للإنسان وهبه له في جميع حياته، بمقتضي فطرته التي فطره الله عليها ليكون خليفة منه في الأرض.