سلايدرفن وثقافة

رئيسة الإذاعة لـ”المسار”: «عندنا موظفين إخوان لكنهم بدون مفعول»



نادية مبروك رئيسة الإذاعة لـ”المسار”: أعترف بوجود موظفين إخوان في “الإذاعة “.. لكنهم بدون مفعول

لدينا خطة لتغذية “القرآن الكريم” بإعلانات ضخمة يقدمها مذيعوها

عاقبنا المذيعة التي استضافت أمها.. وأي مذيع يخرج على النص سيتعرض للعقوبة المناسبة

 

حوار: هاني عزت ومروان محمد

 

اعترفت الإذاعية نادية مبروك، رئيسة الإذاعة المصرية، بوجود موظفون بوجود موظفين  إخوان داخل  قطاعات الإذاعة ، مؤكدة أنهم تحت السيطرة .

وأضافت أن الإذاعات الموجهة  تلعب دورا كبيرا وهاما في الحفاظ على الأمن القومى المصرى،  كما تحدثت عن الانتقادات التى تتعرض لها على خلفية الاستعانة بشباب فى البرامج الإذاعية، حيث اعترفت بوجود أخطاء فى التجربة، وأعلنت تحملها المسئولية، لكنها فى الوقت ذاته أكدت قناعتها بـ«التجربة».. وعن تفاصيل هذه الانتقادات وأمور أخرى كان الحوار التالى لرئيس الإذاعة مع صحيفة  ” المسار” .

 

بداية.. ما تقييمك لخطة الهيكلة التي تتم حاليا في الإذاعة ؟

 

منذ أن توليت رئاسة الإذاعة المصرية ومرحلة التطوير مستمرة على قدم وساق لمواكبة التطور والأحداث، بمعنى أننا لا نعتمد على التطوير  المرحلي، لكننا نعمل على «التطوير اليومي» لتصحيح أخطائنا باستمرار ، حتى أننى طالبت كل من له ملاحظة، وإن كان من جمهور الإذاعة، يبلغني ونضعها في الاعتبار، فنحن لسنا كبارا على التعليم وهذا ليس عيبا، فعلى سبيل المثال أنشأنا فى إذاعة الأغانى فترات جديدة، وهناك من أعجبه الأمر، وآخرون أعلنوا رفضهم، ومع احترامي للجميع معظم مستمعي إذاعة الأغانى متفاعلون مع الفترات الجديدة ومن الصعوبة فقدان هذا الكم، ورغم ذلك نحاول فهم القلة غير الراضية عن هذا التطور، واتضح أن عدم رضاهم عن تطوير  الإذاعة لأنهم يستمعون للأغانى دون فواصل، فما كان منى إلا أن أعطيت تعليمات بأن تكون هناك فواصل بعد كل أغنية لإتاحة الفرصة لعرض الأغنية كاملة، وطالبنا المذيعين بإذاعة الأغنيات الخاصة بإذاعة الأغانى وعدم إذاعة أغان أخرى، لأن الإذاعة لها هوية معينة تعود عليها المستمع .

أما إذاعة «البرنامج العام»، فقد قمنا بتجديد فتراته، وطالبت رئيس الإذاعة عدم خروجه  عن هويته، على أن يكون التطوير مناسبا لمتغيرات العصر، مع الاحتفاظ بشكل البرنامج العام، فالتطوير مستمر بدون وقت زمني.

وإلى جانب ما سبق، أعددنا خطة لتطوير أداء المذيعين، وأرى أنها خطوة مهمة تنعكس بشكل أساسي على المنتج الإذاعي، كما سيتم نشر التراث الإذاعي الموجود داخل مكتبة الإذاعة مع الاهتمام  ببرامج الواقع المصري المتمثلة في برامج الخدمة الجماهيرية، إلى جانب العمل على نشر شبكة المراسلين في كل أنحاء مصر بالتنسيق مع شبكة الإقليميات لرصد كل الأحداث لحظة وقوعها.

لماذا تواجه إذاعة الأغانى انتقادات مستمرة؟

الأمر يعود إلى أن مستمعيها اعتادوا سماع الأغانى بدون فواصل  وعالجنا هذا الأمر وأريد أن أؤكد هنا أن مستمعي الإذاعة من الشباب مرتبطون بها لأنهم يجدون أنفسهم فيها من خلال التواصل عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والمشاركة بالاتصالات الهاتفية، والتفاعل مع أغانى زمن الفن الجميل ، وبالفعل استطعنا جذب فئة عريضة وكبيرة من  المستمعين الشباب لهؤلاء النجوم.

هناك من يشير إلى أنك  كلما تضعين خطة للتطوير ويتم مهاجمتك  تتراجعين عن تنفيذها.. ومنها تغيير فترة إذاعة الأغاني وإلغاء شبكة البرنامج الأوربى.. تعقيبك؟

 

لم أتراجع  عن أى قرار اتخذته لمصلحة الإذاعة، فترة إذاعة الأغاني موجودة «صباحك مزيكا «من الثامنة وحتي الحادية عشرة صباحا ومن الرابعة وحتي السابعة مساء «يلا نغني»  .

أما فيما يتعلق بـ«محطة البرنامج الأوربى» فهناك لغط في تناول الأمر، فالبعض يعتقد أنه تم إلغاؤه، لكن الحقيقة ما تم هو تقليل ساعات البث، لأن نسبة مستمعيه قليلة للغاية ويكلف الهيئة الوطنية للإعلام مبالغ كبيرة، خاصة أن توافر موجات جديدة في الوقت الحالي  غير متاح، وهناك مطالبات للكثير من المستمعين الاستمتاع بتراث الإذاعة عبر إذاعة «ماسبيرو» fm»، فلا يوجد لدينا خيار متاح غير تقليل نسبة بث البرنامج الأوربى، المحلي وبالمناسبة البرنامج تم إنشاؤه عندما كانت هناك جاليات أجنبية في مصر للتواصل معهم لعدم وجود شبكات تواصل سواء «تليفزيون أو  إنترنت» وقتها، لكن الآن الوضع تغير، والساحة أصبحت مفتوحة.

 

هناك لجنتان لـ«تطوير الإذاعة» إحداهما تابعة للهيئة الوطنية للإعلام، والثانية يترأسها رئيس الإذاعة.. هل هناك تعارض بينهما؟

لجنة تطوير الإذاعة هي التي قامت بتطوير إذاعات «الأغاني» و «البرنامج العام « و»الشرق الأوسط «، أما اللجنة التابعة للهيئة الوطنية للإعلام برئاسة عبدالرحمن رشاد ، رئيس الإذاعة السابق، عضو الهيئة الوطنية للإعلام، يمكن القول إنها اللجنة الأشمل، فهى التى تنظر إلى المشكلات التى تواجه كل الإذاعات وليس إذاعة أو شبكة بعينها، وهناك تعاون متكامل بيننا وبالتأكيد جميعنا نعمل فى الإذاعة لمدة تتعدى  ٣٥ عاما، وندرك جيدًا طبيعة المشكلات الموجودة وكيفية حلها، لكنها للأسف لا تحل.

*بالحديث عن المشكلات.. من وجهة نظرك ما هى أبرز المشكلات التى تواجه الإذاعة المصرية؟

 

أولا.. هناك مشكلات فنية «هندسية»، والتى تتمثل فى عدم تغطيتنا لجميع محافظات الجمهورية، وثانيا موجات الإذاعة غير ثابتة، فمثلا إذاعة البرنامج العام تجدها في محافظة أسوان على  موجة وفي نفس الوقت تجدها في محافظة قنا على موجة أخرى وهكذا، ففكرة توحيد الموجات أساسية لارتباط المستمع بالإذاعة، كما أن استوديوهات الإذاعة تحتاج تجديدا لأن وضعها الحالى يؤثر على جودة «كوالتى» الصوت، إضافة إلى الخدمات اللوجستية كالسيارات ، فمعظم سياراتنا موديلات قديمة، وفي بعض الأحيان تعوق العمل الإذاعي، واستراحات الضيوف تحتاج إعادة نظر  لتكون واجهة مشرفة للإذاعة المصرية، وأؤكد لك عندما نستضيف وزيرا أو محافظا فإن الضيف يجلس في مكتبي لعدم توفير استراحة تليق به، كل هذه المشكلات يحتاج حلها إلى مبالغ مالية والإذاعة تعاني من قلة الموارد المالية.

لكن هؤلاء الشباب يقدمون الآن برامج هواء.. ألا ترين أن تقديمهم لبرامج الهواء مغامرة لعدم اكتسابهم خبرات تؤهلهم لذلك؟

لم يقدموا برامج الهواء بمفردهم، بل معهم مذيعو هواء من أصحاب الخبرة، كما أن هذه التجربة ليست جديدة بالنسبة لي، فقد سبق وأن نفذتها عندما كنت أتولى إذاعة الشباب والرياضة، وهي بعنوان «موجة جديدة « لاكتشاف المواهب الشبابية أمام الميكروفون، ولم تتم مقابلة التجربة – وقتها- بانتقاد عنيف كما حدث مؤخرًا.

 

لكن بدر منهم بعض الأخطاء.. منها أن أحدهن هنأت والدتها على الهواء، وأخرى قالت للضيف «شكرًا يا أونكل».. تعقيبك؟

 

بالفعل.. هذه المواقف حدثت.. وهذا خطأ أتحمله وأعترف به، لكن لم تحدث أية أخطاء أخرى حتى وقتنا الحالى، وأكرر أن كل ما أقوم به هو إتاحة الفرصة لاكتشاف مواهب الشباب، وذلك خلال مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر.

و ماذا عن الإعلانات في الإذاعة المصرية ؟

لدينا إعلانات لكنها ليست بالشكل الذي يليق بنا كإذاعة مصرية «فالبرنامح العام « عليه يوميا من ٥٠ إلى ٦٠ إعلانا، أما «الشباب والرياضة «معروفة بفتراتها الإعلانية التي تتميز بها من خلال بطولة الدوري العام  المصري لكرة القدم وكأس مصر والبطولات الر ياضية الأخرى، وكذلك إذاعة «الأغاني «عليها كمية كبيرة من الإعلانات، وبالمناسبة الفترات التي تم استحداثها مؤخرا في بعض الإذاعات هناك مفاوضات مع بعض الوكالات الإعلانية لرعاية فترة من الثامنة وحتي الحادية عشرة صباحا، وحتي إذاعة «القرآن الكريم» هناك مفاوضات مع بعض الوكالات للحصول  على فترات إعلانية على أن تكون مناسبة لطبيعة الشبكة، مع الوضع في الاعتبار أن مذيعي القرآن الكريم هم من يقدمون الإعلان للحفاظ على هويتها المعروفة لدى  المستمع المصري والعربي، ونحاول بقدر إمكانياتنا المتاحة تطوير كل الإذاعات والشبكات الإذاعية.

هل الإذاعات الموجهة تؤدي الدور المنوط بها خاصة أنه يتردد أن بعض العاملين داخلها فيها ينتمون الي جماعة الإخوان المحظورة ؟

أريد أن أشير أولا إلى أن الإذاعات الموجهة ليست كما تبدو للبعض أنها إذاعات لا أهمية لها، بل على العكس هى كيانات مهمة، لأنها تصل إلى أماكن مهمة فى قلب إفريقيا وأمريكا، وتلعب دورا مهما فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وكذلك تقدم برامج مهمة للحفاظ على وحدة وترابط أبناء القارة، إضافة إلى الدور المهم الذى لعبته أثناء ثورة ٣٠ يونيه فى توضيح الحقائق للشعوب الإفريقية بعيدا عن الأكاذيب  التي كانت تصدرها  جماعة الإخوان الإرهابية.

 

وفيما يتعلق بالعاملين، فعددهم بالإذاعة يصل لحوالى ٥٠٠ عامل، ولا أنكر أن بعضهم ينتمى لجماعة الإخوان لكنهم تحت السيطرة، فـ«ماسبيرو» بداخله إدارة أمنية مهمتها متابعة كل العاملين وهويتهم السياسية، كما أننى لا أستطيع معاقبة عامل طالما أنه لم يخطئ في حق الإذاعة والدولة المصرية، وفى الوقت ذاته لا يمكن التستر على مذيع يقدم صورة غير واقعية عن حال الوطن.

من العدد الورقي

 

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى