سكك حديد أفريقيا في «محطة مصر»
كم حادثًا وقع في مصر في قطاعع السكك الحديدية، خلال السنوات الأخيرة؟! كثير.. وبمعدلات ضحايا كبيرة، بعضها قياسي، مثل قطار العياط، الذي تجاوز قتلاه الآلاف المؤلفة!
الحل في التطوير، وتغيير الثقافات.. ليس مهمًّا، على الإطلاق تجميل شكل المحطات، وإنشاء نُصُب بديع المنظر، يتوسط محطة السكك الحديدية الرئيسية، فضلًا عن مول تجاري رائع.. كل هذه الخطوات التهمت، بكل تأكيد، العديد من الملايين، إن لم تكن المليارات، التي كان ممكنًا أن يستعان بها في تطوير القضبان، وإحلال المزلقانات الإلكترونية مكان المتهالكة.
الأمر شديد الخطورة، لاسيما في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وضربة مثل التي حدثت في محطة مصر، تعيد جهود الدولة الداخلية والخارجية للوراء عدة سنوات.
أخبار قمة شرم الشيخ التي نباهي بها العالم، والتي سجلت نجاحًا مبهرًا، وقبلها افتتاح مسجد “الفتاح العليم” والكنيسة الضخمة، ووضع حجر الأساس لأعلى برج في القارة الأفريقية، في العاصمة الإدارية.. كل ذلك سيتراجع للوراء، وتطال أصابع الاتهام كل المسئولين، بدءأ من رئيس مجلس الوزراء، وحتى أصغر موظف في البلد! الكل متهم بالتقصير.
ورغم الاهتمام الفائق الذي أولاه الجميع لضحايا الحادث، والتأكيدات على محاسبة المسئولين، فقد عادت للأذهان ذكريات كوارث عهد مبارك، والفساد الذي سبقها وتلاها، واللامبالاة التي اتسم بها مسئولو ذلك العصر!
قبل إقالته، أو استقالته، شارك الدكتور هشام عرفات، وزير النقل السابق، فى فعاليات المؤتمر الأول لرقمنة السكك الحديدية والذي عقد بمدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، وشهد حضور عدد كبير من وزراء النقل الأفارقة، وعدد كبير من الخبراء الدوليين المتخصصيين في مجال السكك الحديدية.
استهدفت مشاركة عرفات فى المؤتمر المساهمة في تنمية القارة الأفريقية من خلال إنشاء شبكات عرضية وطولية للسكك الحديدية.
وخلال كلمته بالمؤتمر، أكد الدكتور عرفات أن هناك أهمية كبيرة لربط السكك الحديدية المصرية بالقارة الأفريقية مستعرضا رؤية مصر فى هذا المجال والتى تبدأ بالربط بدولة السودان بالإضافة إلى رؤية مصر الخاصة لرقمنة السكك الحديدية والمجهودات الحالية لتحويل شبكة السكك الحديدية المصرية للتشغيل الرقمي من خلال تطوير نظم الإشارات والاتصالات وكذلك نظم التشغيل والتحكم على جميع الخطوط الرئيسية بشبكة السكك الحديدية.
كما أكد الوزير السابق على ضرورة إنشاء كيان إفريقى معني بسلامة السكك الحديدية الإفريقية، بالإضافة إلى وضع قواعد موحدة لتشجيع القطاع الخاص بالاستثمار في قطاع السكك الحديدية، خاصة فى مجال نقل البضائع، مع إنشاء وحدة لرقمنة السكك الحديدية بالاتحاد الإفريقى من خلال قواعد وسياسات محددة تضمن تحقيق التطور المستمر، والاعتماد على تكنولوجيا المعلومات فى مجال إدارة وتشغيل وصيانة السكك الحديدية.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر، التقى عرفات، عددًا من وزراء النقل الأفارقة لبحث التعاون المشترك في مجالات النقل المختلفة والاستفادة من الخبرات المصرية في هذا المجال، خاصة مع تقدم تصنيف مصر في كل قطاعات النقل وفقًا لمؤشرات التنافسية الدولية.
كما تطرقت المناقشات إلى التعاون في مجال السكك الحديدية، حيث تعد مصر من أقدم دول العالم التي تستخدم هذا المرفق الحيوي الهام الذي يخدم ملايين الركاب يوميا، وتتمتع بخبرات كبيرة في هذا المجال ويمكنها نقل الخبرات والتدريب للعاملين في هذا المجال بالدول الإفريقية من خلال معهد وردان «لتدريب وتأهيل العاملين بالسكك الحديدية، والذي يشتمل على ورش ومحاكيات ودروات تدريبة في كافة قطاعات السكك الحديدية ( اشارات- صيانة واصلاح المعدات- هندسة السكة- قيادات الجرارات).
مصر تتمتع بإمكانيات هائلة، ولديها خبرات عالية.. فقط استمروا ولا تبدأوا من الصفر.. تعلموا البناء على ما سبق.. لا هدمه ثم وضع أساسات جديدة.