كشف حساب 6 سنوات علي ثورة 25 يناير
كتب/ محمد رضا
عاش الشباب وقتا عصيبا قبل ثورة 25 يناير 2011، حيث لا يوجد متنفس من الرأي، فتجد الشباب يشعرون بالإحباط وتهميش دورهم في كافة القرارات المتخذة في الدولة، والبعض الأخر مغيب عن الأحداث التي تعيشها الدولة في كافة النواحي السياسية والإقتصادية، ولا يشغل تفكيره سوي كسب قوت يومه أو التسلية وتضييع الوقت.
وتعد الأيام التي سبقت أيام ثورة يناير، هي أيام غيرت مفهوم الإنتماء عند الشباب المصري، وبدأ الشباب بالترويج لأفكار لأول مرة عن ضرورة النزول في 25 يناير، والمطالبة بحقوقهم المهدرة.
وجاء يوم 25 يناير 2011 عيد الشرطة المصرية أنذاك، نزل الشباب إلي ميدان التحرير بـوسط البلد، وأعطوا الورود لجنود الأمن المتواجدين في الميدان، وسط هتافات بالتغيير والحرية والعدالة الإنتقالية.
وتوالت الصيحات أنذاك لتزلزل أرجاء الميدان وسط قوة أمنية مفرطة تجاه الشباب، عندما شاهد الشباب تلك اللقطات علي الإنترنت، وبدأو يسألون أنفسهم، هل يجب علينا النزول؟، هل من في الميدان هم خونة و عملاء؟، وبعد طرح الشباب الكثير من الأسئلة، قاموا بالذهاب إلي الميدان والهتاف ضد من سلبوهم حقوقهم، وجعلوهم مجرد أشخاص هدفهم الأول في الحياة الأكل والشرب، وتناسي حقهم في التعبير عن أرائهم و عدم الإعتراض علي الظروف الإقتصادية الطاحنة.
سالت دماء الشهداء أرجاء الميادين في مصر، ونزلت القوات المسلحة لتأمين الشوارع بعد إقتحام السجون وتهريب السجناء، وتجمع الشباب في أنحاء الجمهورية لعمل اللجان الشعبية والدفاع عن أنفسهم وذويهم.
وبعد إنتهاء الـ18 يوما جاء الخلاص وأعلن اللواء عمر سليمان تنحي الرئيس الأسبق عن منصبه، لم يتخيل الشباب أن هذا سوف يحدث في يوما من الأيام ، حيث كانت الفرحة عارمة في الشارع المصري.
ولكن ماذا بعد تنحي مبارك؟
تشكلت العديد من الأفكار لدي الشباب، ومن هنا بدأ الإختلاف و ظهرت الإنتماءات الحزبية، وتناسي الجميع المطالب الأساسية التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، العيش، الحرية، العدالة الإجتماعية، وإنتشرت الوقفات الفئوية من العاملين في الدولة، مما تسبب في ضياع حلم الشباب، وبدأ الإخوان المسلمون في رحلة البحث عن الحكم وعقد صفقات مع جميع من في الساحة السياسية.
ومرت العديد من مراحل الثورة أثناء فترة حكم المجلس العسكري، كمسرح البالون، ومحمد محمود، ومجلس الوزراء.
وجاءت الإنتخابات الرئاسية بجولة الإعادة بين محمد مرسي مرشح الإخوان، وأحمد شفيق مرشح النظام السابق على حسب ما أشيع وقتها، وبقي الشباب في حيرة من أمرهم، فهم لا يريدون عودة دولة مبارك ، ولا يريدون فوز الإخوان الذين باعوهم في الميدان، والذين يتاجرون بالدين لكسب أغلبية الشعب المصري في الإنتخابات الرئاسية.
وإستقر الجميع علي إعطاء أصواتهم لمحمد مرسي مع وعود بتحقيق مطالب الثورة، ولم تمضي شهور حتي كشف الإخوان عن وجههم القبيح ونواياهم في تطبيق نظام مبارك بخلفية إسلامية، وأدي ذلك إلي المزيد من المظاهرات والإشتباكات بين الشباب والإخوان في الشوارع، حتي ظهرت حركة تمرد بإستمارات لسحب الثقة من محمد مرسي رئيس الجمهورية، ودعوات للنزول للميادين لإسقاط الإخوان عن الحكم، بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية، والسياسية، وتم عزل محمد مرسي من الحكم، وتسلم المجلس العسكري زمام الأمور، وتم تعيين رئيس مؤقت للبلاد عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية أنذاك، لحين الإنتهاء من عمل الدستور.
وفاز الرئيس عبد الفتاح السيسي برئاسة الجمهورية، مع أحلام وطموحات المصريين بغد أفضل، ولكن الأوضاع لم تتغير، بل سائت علي كافة الأصعدة.
6 أعوام والمطالب أصبحت أمنيات:
وبدأ الشباب بالهروب إلي الخارج بطرق شرعية أو غير شرعية، إما بدافع الإحباط، أو اليأس، أو الإستسلام لفكرة أنه لا فائدة من شئ.
وعزف الشباب من جديد عن المشاركة وإبداء أرائهم من جديد كما كان قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
وكما قال صناع فيلم الميدان في السابق”ربما قد انتهت حكاية رحلتنا في الأوسكار، ولكن حكاية مصر والميدان لم تنته، الرحلة تمضي قدما”
ونحن هنا نقف أمام 6 سنوات على ثورة صنفها العالم من أشرف وأعظم ثورات التاريخ، لا لنتباكى أو نتحسر وإنما لنستقى العبر والملاحظات للمضى قدما للوصول بمصر لأعلى مكانة وأفضل صورة بفضل الشهداء والوطنيين الحقيقيين والقوات المسلحة التى وجدت للدفاع عن مصر وأرضيها وشعبها.