فانوس رمضان.. تعرف علي أصله وحكايته مع المصريين
كتب: مروان محمد
مع حلول شهر رمضان الكريم من كل عام هناك بعض العادات المصرية الراسخة منذ قرون، وعلي رأسها فانوس رمضان والذي يعد من أهم ملامح الزينة التي تنتشر في الشوارع والحواري وأسطح المنازل والبلكونات، وعل الرغم من التطور الكبير الذي شهدها العالم الإ أنه له مكانة خاصة عند غالبية المسلمين، تجعله المتصدر الأول بلا منافس في نشر البهجة والفرحة وقرب قدوم موعد الشهر الفضيل .
وهناك العديد من الرويات حول أصل فانوس رمضان، فقيل أن بدايته كانت في العصر الفاطمي، حيث روي أن المعز عند دخوله القاهرة قادما من الغرب، استقبله المصريين في في موكب كبير صاحبه للترحيب بقدومه حاملين الفوانيس والمشاعل لإضاءة الطريق، على أطراف الصحراء الغربية ناحية الجيزة، وكان هذا اليوم بداية شهر رمضان الكريم ومن يومها أصبحت هذه العادة رمضانية متأصلة.
كما أن هناك رواية أخري، تضمنت أن الخليفة الفاطمي كان يتولي مهمة استطلاع هلال الشهر الكريم من كل عام، وبرفقته الأطفال وفي أيديهم الفوانيس لإضاءة الطريق ليلًا.
وشهدت صناعة الفانوس تطور كبير علي مر العصور، حيث بدأت صناعته في العهد الفاطمي، حيث أمر الحاكم بأمر الله بألا تخرج النساء من بيوتهن إلا ويتقدمها صبي حاملًا الفانوس، وأمر أيضًا بتعليقها على مداخل الحارات وأبواب المنازل، وكان شكله في هذا التوقيت على هيئة علبة صفيح مربعة وبداخلها شمعة للإنارة.
كما شهد تطور شكل الفانوس صورة متعددة مع مرور الوقت، حيث أصبح شكل الفانوس مربع ومستطيل ودائري، وتم وضع الزجاج في نوافذ داخل إطار من النحاس أو الألومنيوم، وعليها رسومات وباب لإدخال الشمعة وتستقر على قاعدة مخصصة لها، وعند إضاءتها تعكس الأضواء من النوافذ الزجاجية، وبعد ذلك بدأت زخرفة الزجاج بالألوان وكتابة بعض الأيات القرآنية وأسماء الله الحسنى.
أما في العصر الحديث، فقد تم الاستغناء عن إضاءة الشمعة التقليدية واستبدالها بالمبة مزودة ببطارية للإضاءة، وبعد ذلك تط\ور كبير وقته زود الفانوس بخاصية جديدة وكانت مبهرة في وقتها، وهي ترديد الأغاني الرمضانية مثل “وحوي ياوحوي” و “رمضان جانا”.
ومع مرور وقتا من الزمن، غزت الأسواق الفوانيس التي جسدت في شكلها بعض الشخصيات الكارتونية وبعض المشاهير المعروفين، ومن أشهرها “فانوس بوجي وطمطم، والمفتش كرومبو، وسبونج بوب، السيسي”، ولآخرها فانوس محمد صلاح لاعب المنتخب المصري ونادي ليفربول الإنجليزي.
ولكن الأذواق حنة إلي الماضي فخلال الـ5 السنوات القليلة الماضية، عاد بعض الأشخاص إلي شراء الفوانيس القديمة من جديد، والمصنوعة من الصاج والخشب ذات الشكل التراثي الأصيل، وأقبل على شرائها الكثيرين لما بها من رائحة الماضي الجميل، إعتمادًا على مقولة “من فات قديمه تاه”.