أسرة قبطية تبيع حلوي رمضان: “الأكل مفهوش مسلم ومسيحي” (صور)
تقرير: محمد جودة
اعتاد سكان الحي الشعبي في منطقة شبرا الخيمة قرب العاصمة المصرية القاهرة، من كل عام في شهر رمضان، الذهاب إلى كنفاني الحبايب المعروف بمؤوسسيه المسيحين،وعلى الرغم من ذلك يذهب الكبير والصغير لشراء الكنافة والقطايف من يد «أم أشرف» السيدة المسيحية التي تخطت الـ70 عامًا، رفقة أبنه أيمن الذي ورث المهنة عن أبيه.
وأثناء بيع حلوي رمضان، يتبادل زبائن الأسرة القبطية التهنئة بشهر رمضان، وداخل المحل تجلس العجوز السبعينية رفقة ابنها وأحفادها، ليعملون بكامل طاقتهم جهدهم لتوفير احتياجات الزبائن الذين آتوا لهم من مختلف الأماكن بحي شبرا من كنافة وقطايف.
بدأت الأسرة الفبطية العمل، منذ سنوات طويلة، في مهنة الكنافة والقطايف بقيادة بولس خلف الله، الذين توارثوا منه المهنة، وجاء “بولس” سريعًا من قري الأرياف، ليستقر في عزبة رستم بشبرا الخيمة، للعمل في بيع الكنافة والقطايف على تروسيكل، وهي المهنة التي كان يعمل بها في بلده الذي ولد فيها، وكانت زوجته “ظريفة حبيب” تساعده في العمل، ولم يرحل الرجل إلا بعدما كان أولاده يتقنون المهنة ليستكملوا مسيرته الذي بدأه.
وبعد رحيل مؤوسس المشروع، تولت زوجتها “ظريف حبيب” شؤون المحل بعد وفاة زوجها قائلة: «أحفادي كلهم إيدهم في الصنعة وكبروا عليها، طول الوقت بقف معاهم في المحل، شغالة من ساعة ما كانت الكنافة بـ140 قرش، وأفهم كل حاجة في الشغلانة بيع وشراء، وخامات ومستلزمات».
تجلس “ظريفة حبيب”، داخل المحل، تعمل بكل طاقتها، ورغم المجهود الكبير والتعب الذي تلاقيه، إلا أن رمضان بالنسبة لها موسم لا ينبغي أن يمر إلا بمكسب معقول.
يقف على بعد خطوات منها ابنها الأكبر، له في تلك الصنعة ما يقرب من 30 عامًا، ويشرف على كل التفاصيل، ويلبي احتياجات الزبائن، واحتياجات العمال الذين أتوا خصيصًا للعمل في رمضان: «أمي ربنا يديها الصحة شايلة معانا، وبتقف تساعد، وأنا ومراتي وعيالي هنا كل واحد شغال وكل واحد بيعمل حاجة».
تواصل الأسرة القبطية عملها في شهر رمضان الـ24 ساعة يوميًا، ولم يذهب أحد لبيته.. هكذا قال “أيمن بولس” حديثه: “في رمضان هنا مش بشوف النوم، ومش بروح بيتي عشان الحق الشغل المتخزن”، بنبدأ ساعات العمل الرسمية من الـ6 صباحا وحتى الـ2 بعد منتصف الليل.
ويواصل أيمن حديثه قائلًا: “الكنافة والقطايف لا تعرف مسلم ولا مسيحي، الأكلة الحلوة ملهاش دين، وزي ما مسلمين بيشتروها مسيحين كمان بيشتروها وفي رمضان مخصوص عشان موسمها”، يحكي الرجل، بينما كانت زوجته جوليانا تساعده في العمل، تضع القطايف في الأكياس لبيعه لزبائنها.
الكنافة هي حلوى تتكون من خيوط عجين، يضاف إليها السمن والسكر والمكسرات، وتعدّ إحدى أشهر الحلويات في بلاد الشام، ومصر، خاصة في فلسطين، حيث تشتهر الكنافة النابلسية، فهي من الحَلَوِيَّات الدارجة في جميع الفصول والمواسم، ويكثر تحضيرها على وجه الخصوص في شهر رمضان؛ فهي تُنَشِّط الصائم بعد الإفطار، وَتَمُدُّه بالطاقة والسعرات الحراريّة اللازمة له؛ كما أنه غَنِيَّة بكميات كبيرة من السكر والفيتامينات وتحتوي على كميّات كبيرة من البروتينات واليود والحديد والفسفور.
أما القطايف من أشهر الحلويّات العربيّة التقليديّة المحبّبة والمميّزة ومن طقوس شهر رمضان المبارك، حيث تصنع حبة القطايف على شكل هلال نسبة لهلال شهر مضان، ويتمّ تناولها بعد وجبة الإفطار وعلى السحور كذلك، وهي عبارة عن فطيرة مكوّنة من عجينة سائلة مخبوزة، يتمّ تناولها محشوّة بالمكسّرات، أو القشطة، أو الجبنة ويمكن تحميرها أو قليها بعد حشوها.