فساد الصناعات بسبب الخردة
بقلم الدكتور/ ياسر جعفر
فساد وسواد الصناعات!! موضوع في منتهي الأهمية والخطورة بسبب نسبة الاستهلاك تصل فيه إلي نسبة 99% لجميع كافة الشعب، نعم لا غني عن الصناعات في جميع البيوت والشركات والمصانع لا يخلو بيت من الأجهزة الكهربائية ولا شركة ولا مؤسسة حكومية، لاغني عن التكيفات، الغسالات، المراوح، الثلاجات، البوتاجازات، السخانات بأنواعها..إلخ من كافة الأجهزة التي يستعملها الإنسان ولكن هناك خطورة علي هذه الصناعات بسبب الخامات التي تدخل في الصناعة والسوق السوداء والغش وسوء الضمير، نعم هناك تدخلات علي الصناعة سيئة جداً مما جعلت الصناعة في سوء وكل هذا بسبب مافيا تجار الخردة، نعم هناك سوق سوده اسمه الخردة، ربما يسأل القارئ نفسه ويقول وما علاقة الصناعة بالخردة، لا تستعجل أخي القارئ المحترم تابع المقال وحضرتك تفهم ما علاقة الصناعة بالخردة، إن الجشع أعمي القلوب ولم يترك للإيمان منفذاً إليها انحرف بطائفة من تجارنا وصناعنا إلي هاوية لا يعلم إلا الله مداها وتركهم يتخبطون في ظلمات البعد عن دينهم والجهل به، تحلو بقشور زائفة يدلسون بها علي الناس ويأكلون أقواتهم، وتركوا الدين السمح الذي قال نبيه” من غشنا فليس منا ” حديث رسول (ص) “من غشنا فليس منا” أخرجه مسلم في صحيحة(146)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال”من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا” والمقصود من هذا الحديث ذم الغشاش وأنه ليس علي سنة وطريقة وصفات المسلمين والتي منها، النصح والصدق مع الآخرين وعدم غشهم، ولا يدل الحديث علي كفر الغشاش، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، النقض عن الواجب نوعان: نوع يبطل العبادة، كنقض أركان الطهارة والصلاة والحج، ونقض لا يبطلها، كنقض واجبات الحج التي ليست بأركان، ونقض واجبات الصلاة إذا تركها سهوا، قال عليه الصلاة والسلام ” التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء” وإنما رغب الشارع في التجارة وامتدح القائمين بها إذا كانت الأمانة صفتهم والصدق طريقهم فجعلهم مع أعلي درجة مع النبيين والصديقين والشهداء لأن حاجة الإنسان تتعلق بها في يد صاحبه غالباً، وصاحبه قد لا يبذله له، ففي تشريع البيع والشراء وسيلة إلي بلوغ مراده من غير حرج إذا فالتاجر وسيلة إلي خدمة اجتماعية لاغني للمجتمع عنها فواجبه حينئذ إن يكون أميناً صدوقاً لما عنده من أقوات الناس مقتصداً فيما يبتغيه من ربح يستعين به علي قضاء حوائجه وحوائج من يعولهم، لأن يكون خائناً كذاباً محتكراً لا قوات الشعب مستغلاً حاجاتهم إليه ولابد أن يكون أميناً في صنعته ويحسن خامات الصناعة ويتقن الصناعة جيداً حتي لا يغش الناس كما يحدث في زمننا هذا غش وتدليس علي الناس في كثير من الصناعات تدخل فيها تجار الخردة، وهل تعلم مخلفات الخردة؟ كل ما هو قديم وحكم عليه بالإعدام لأنه خلاص انتهت صلاحيته ولكن أصحاب الصناعات يعتمدون علي تجار الخردة في كل ما هو منتهي الصلاحية من حديد قديم وصاج سيارات وبلاستيك وعلب، وكل ما هو حكم عليه بالإعدام.. وللأسف يقومون أصحاب الصناعات بإدخال هذه الخردة إلي أفران النار لإعادة تصنيعها وإدخالها من جديد في صناعات الثلاجات والغسالات والبوتاجازات إلي أخره، أقسم بالله حدث معي هذه الأحداث اشتريت ديب فريزر للتجميد من شركة؟؟ وشغلت الديب فريزر ووضعت فيه الخضروات وما يحتاح للتجميد وبعد يومين فتحت الديب فريزر فوجدت أن كل شئ فيه غير مجمد طلبت الشركة جأت أربع مرات ولكن بدون أي فائدة أخذت سكة حماية المستهلك وحاجة تانية اشتريت بوتاجاز بسعر غالي وأنه علي الطريقة الأوروبية في نفس الأسبوع الذي اشتريته فيه الفرن اشتغل ساحت المفصلات لباب الفرن ومفتاح الاشتعال كذالك اتصلت بالشركة جاء المندوب ومعه المفصلات ومفتاح الاشتعال ركبهم تاني يوم أشتغل الفرن ورجعت ريمة لعادتها القديمة، ساحت المفصلات اشتريت مفصلات من محلات واتصلت بالشركة تركبهم وليست أول مشكلة أتكرر فيه مشاكل، كثير بالصدفة كنت قابلت شخصيات منهم واحد بيتاجر في الخردة، فقلت له أنت بتتعامل بالخردة مع أي جهة؟ أقسم بالله العلي العظيم قالي بتعامل مع شركة كذا، اللي اشتريت منها البوتاجاز، قلت له ليه؟ قال لإعادتها في الصناعة مرة أخري، قلت له حلو أوي إذا المفصلات ساحت لما شمت النار لأنها رجعت لأصلها الصفيح، وقس علي ذلك السخانات التي تتضرب والثلاجات التي انتشر فيها الصدأ بعد أسبوعين، والمواتير التي تحترق بعد أسبوع والتكيفات التي تنفجر ومشاكل لا تعد ولا تحصي وكل هذا بسبب الخردة التي تدخل في الصناعات والغش وعدم الضمير، فينبغي علي الحكومة القضاء علي ظاهرة الخردة التي انتشرت انتشاراً كبيراً في الصناعات وكانت سبباً في أتلاف كافة الصناعات الكهربائية، قال (ص) “البيعان إذا صدقا ونصحا بورك لهما في بيعهما وإذا كتما وكذبا نزعت بركة بيعهما، أما التاجر الذي أعماه حب المال، فلا يبالي من أين اكتسبه ويتفنن في طرق الحصول عليه باحتكار أموال البشر في الصناعات المغشوشة وجشعه مستغلاً حاجات الناس وضروراتهم إليه، فاسد في المجتمع، يجب علي الحاكم إن ينزل به من العقاب ما يراه رادعاً له ولأمثاله من جلد وحبس وتجريد من المال الذي جمعه من طريق آثم غير مشروع ” إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” ولو إن هذا التاجر المسكين علم ما توعده به الله تعالي من عذاب في الآخرة وبلاء في الدنيا يصيبه في نفسه وماله لما قدم علي ذلك ولسارع إلي معاملة الناس بما يجب أن يعاملهم به، قال (ص) ” مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” كل زمان لا يخلو من الجشعين المستغلين أمثال هؤلاء التجار وكأن الحكام يضربون علي أيديهم بما يردهم إلي الطريق السوي ومن ذلك ما ثبت أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمر في الأسواق ومعه الدرة يضرب بها من يخالف السعر المعتاد ومن يغش في الميزان والمكيال، إن الإسلام حرص كل الحرص علي العدل والإحسان في المعاملة فقال تعالي”إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ” قال (ص) ” كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه”
وإلي هنا أكتفي.