الفساد والتعليم



بقلم الدكتور/ ياسر جعفر.
نعم مافيا فساد التعليم..! تحدثنا في المقالات السابقة عن فساد العقارات، ومقالة فساد الرشوة، هذه الشبكة التي إذا أردت إن تهلك مجتمع وتسقط دول عليك بشبكة الفساد التي تأكل الأخضر واليابس، وإذا أردت إن تنفي دول عليك بفساد التعليم وضع فيه رجال ليس لهم صلة في مبادئ التعليم وإذا أردت أن تقيم دولة عليك بالأهتمام بالتعليم!! ولا تجد مجتمع يمتاز بالفضائل والأداب إلا في التعليم الصحيح، وإن الفضائل والأداب التي شرعها الله منهج سلوك للبشر حق من الحق الذي خلق السموات والأرض وما بينهما، إذا يستحيل إن يشرع الخالق ما يصادم قانون الحق وقاموس الحياة، الأمر الذي ينتهي إلي إن الفضائل والأداب جزء من قانون الحق وقاموس الحياة، وهل قيام الحضارات ثم انحلالها فيما يسمي في علوم الأجتماع بدورات التاريخ شاهد علي ما تقول، ذلك إن الحضارات التي تقوم إما أنها تحمل في قيامها عوامل انحلالها، أو تطرأ عليها آفات علي هذا الإنحلال، وفي كلتا الحالتين حين نستبطن عوامل الإنحلال تجد أن الشوائب التي تنحرف بفضائل وأداب السلوك، تسيطر علي المجتمعات التي قامت فيها الحضارة، فتكون معاول الهدم الذي يؤول بها إلي الإنحلال وإن قضية التعليم تبدأ من الفرد، والفرد خلية في المجتمع الكبير، وسلامة الجسد منوطة بسلامة خلايا لذاعني الإسلام عناية بالغة بتربية الفرد وتكوينه علي نحو يكفل له أداء دورة في الحياة وأداء متناغماً مع دوره الخطير، وبدأ الإسلام من حيث يكون البدء، وكتاب الله يحث العقل البشري إن يتطلع إلي الدروب غير المطروقة عن طريق العلم والبحث العلمي وجميع الوسائل العلمية{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ (54)}سورة فصلت.

قضية التعليم تحتاج إلي مجلد كبير، ولكن حينما أهتم الأسلام بالفرد فينبغي علينا أن نهتم بمناهج التعليم من المرحلة الإبتدائية وبوضع مناهج تليق بالمجتمع، ويلغي جميع الحشو الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ونبداً في التغيير من المراحل الأولي وليس من مرحلة الإعدادي ولا الثانوي، البناء لازم يكون من الأساس، لكي نعطي للتلميذ حرية الأختيار في المناهج ونجزء المناهج إلي أجزاء وعلي التلميذ حرية الأختيار اللي يمشي فيه، ولكن لا تفرض علي التلميذ أو الطالب أشياء ليست علي هواه وهذا من بابا التخلف والأحباط، وينبغي إن يكون التنسيق مفتوح وليس محدداً، فينبغي أن تكون المرحلة الأولي ليست محددة بالعنف والتسلط بنسبة 97% و 98%، فينبغي إن تكون مبدء كليات الضحايا، تبدأ من 90% وسميتها الضحايا لأن الطب والصيدلة والهندسة ضحايا، لأنه حينما يتخرج يعمل بمستشفي وراتبه لا يعدي 700جنيه، ويكون ضحية من ضحايا التعليم، لماذا نرفع التنسيق لهؤلاء لكي يذهبوا إلي أحضان الجامعات الخاصة ولصالح مين هذا كله؟ لماذا نضيع اقتصادنا في الجامعات الخاصة مع العلم أنها في المانيا جريمة يعاقب عليها القانون، وكما تعلمون إن العلم في المانيا يعتبر الأول علي المستوي العالمي، التعليم الخاص ممنوع بألمانيا وهو في حكم الجريمة في المانيا، مرحلة الإبتدائية ومدتها أربع سنوات بعدها يبدأ تقسيم الأطفال إلي:
1_مجتهدين جداً.
2_مجتهدين.
3_لا بأس به.
4_متوسط.
5_ضعيف.
المجتهدون جداً، والمجتهدون يتم إرسالهم إلي الثانوي، لا بأس بهم يتم إرسالهم إلي الأعدادي الثانوي والمتوسط يتم إرسالهم إلي المدارس الرئيسية أو المهنية، الضعفاء يتم إرسالهم إلي مدارس خاصة، خلال المرحلة ما بين القسم الخامس والقسم الثاني عشر وهي سنة البكلوريا، يمكن لأي تلميذ تحسين مستواه أن ينتقل إلي المدرسة الأفضل والذي كان في المدرسة الأحسن وضعف مستواه ينتقل حتماً إلي مستوي أقل، فالأهم أن لا ينقطع التلميذ عن المدرسة السنوات الإلزامية لأي تلميذ في المدرسة هي تسع سنوات وبعدها لديه الحق في الأنقطاع عن المدرسة ولكن يجب عليه أن يبحث عن مدرسة مهنية أو تكوين مهني، إذا غاب أي تلميذ عن المدرسة في السنوات التسع الأولي فقط لخمس دقائق تتصل المدرسة بالمنزل لتستفسر عن سبب غيابه إن رفض التلميذ اللجوء إلي المدرسة يتم إحضاره عن طريق الشرطة مع تكليف علماء النفس والأجتماع، إضافة إلي الدولة المكلفة في شخص مكتب الشباب لمعرفة السبب أسرياً ويتم حله وإن كان غير ممكن حله، يتم أخذ الطفل من الوالدين لكي ينموا الطفل في ظروف طبيعية فلكل طفل الحق في الترفيه والرياضة والطعام الصحي والأستقرار الأسري، إن اكتشفت الدولة إن سبباً من هذه الأسباب فيه خلل تتدخل وفي مرحلة الجامعة، وسر تقدم المانيا تنتشر الجامعات في المانيا في كل مدينة صغيرة كيف ماكان نوعها، كل زواية من زوايا أي مدينة خاضعة لبحوث جامعية من حيث الأقتصاد والتقنيات الجغرافية وعلم النفس والأجتماع لا يمكن فصل أي فرد من المجتمع عن البحوث العلمية الجامعية أما الجامعات الطبية فهي موجودة في كل مستشفي وفي كل دار للعجزة ويدرس الأخلاق والرحمة قبل أن يصبح الدكتور دكتوراً ويجب عليه أولاً أن يقوم بتمرين تطبيقي اولي لمدة ثلاثة أشهر في دار العجزة لكي يمسح غائط الراجل والمرأة المسنة ولا يعمل الطبيب في المانيا بالمستشفي فقط بل في دار العجزة كذلك وفي مستشفي الأمراض النفسية والعقلية بدون تنسيق ثانوي وبدون ضجة علي الفاضي وبدون احباط وملل واجبار وتسلط فكري المثل الذي نعيشه، والمستشفيات منتشرة علي ربوع المدينة وهي متساوية تقريباً كلها في التجهيزات والأطر لان هذا الأطر هي أبناء الشعب ولا يمكن أن يتدخل وسيطاً يدفع رشوة لكي يدرس أحد الطب، ولكن الأحباط التعليمي الذي نعيشه هو الأنحطاط بعينه وهو التخلف والأضمحلال، ناهيك عن الطالب الذي يقوم بالدراسات العليا، تكون مأساة وطامة كبري علشان يرفع من مستواه العلمي يجد من أستاذه الجامعات المريضة نفسياً حرب نفسية عليه لكي يكمل مشواره التعليمي وإحباط شديد من هؤلاء الفسدة في الجامعات، ناهيك عن الكورسات التي تشترط أن تقدم للدراسات العليا كورسات التنمية البشرية، كورسات الانجليزي، بأنواعها منها بالبهارات الحارة، ومنها بالتوابل، ناهيك حينما يطلب طالب تظلم في تصحيح مادة وربما يكون صائب مية في المية أهم شئ يدفع فلوس التظلم وبعد كدا روح يا شاطر ألعب بلي في الشارع، مادة ايه اللي عايز تعيد تصحيحها وكأنه طلب شئ مستحيل ودفع علشان يشوف حقه، ولكن الفساد منتشر لكي يقع المجتمع وتنهار الدولة{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} هل يتقدم أي مجتمع وفيه هؤلاء المفسدون كلا وألف كلا، وهؤلاء المفسدون جماعة وشبكة بين ربوع الوطن يستظلون بظلاله، ويعيشون في خيراته، وينعمون بثماره، وينهلون من موارده، قد اطلقوا علي أنفسهم أنهم أصحاب فكر وأصحاب علم، والحذر كل الحذر من الجامعات الخاصة لأنها تسلطت علي مال الأسرة والمجتمع الأمر الذي يمنع الأسلام من التسلط الفرد عليها، وإنما هي الشركة العامة وينبغي علي الدولة أن تفتح لهؤلاء الطلبة الجامعات الحكومية ولو مرحلة مسائية وبدل ما يدفع الطالب في السنة مائة ألف جنيه يدفع للحكومة الربع والباقي يقوم الطالب مع أسرته بعمل مشروع لكي يستفيد منه الفرد والأسرة والمجتمع ونحد من البطالة، وتقوم السلطة الشرعية في الدولة بتنظيم هذا الحق وفق معطيات الأوضاع التي تراها كفيلة بحسن الأستغلال وعدالة التوزيع فينبغي علي الذين مكنهم الله في الأرض أن ينظروا إلي قضية التعليم نظرة حقيقة بما تحتويه من شبكة فساد وإفساد لعقول البشر في المناهج والتوجيهات والنظام التعليمي في جميع المستويات.
حفظ الله مصرنا الحبيبة من الفاسدين.

زر الذهاب إلى الأعلى