وقاية الجلد من حرارة الشمس
بقلم/ دكتور ياسر جعفر
الصيف وما أدراك ما الصيف وما فيه من ارتفاع حرارة تحرق الجلد بل ممكن تسبب السرطان للجلد وتسبب أمراضاً خطيرة صعب علاجها، ففي هذا المقال الذي يكون في عدة سطور سيوضح للقارئ المحترم كيفية الوقاية والعلاج من صدمات شدة الحر سواء علي الجلد أو علي المخ، يعلم الجميع إن شدة الحرارة في الوطن العربي شديدة جداً وينتج عنها أضرار خطيرة علي الصحة بل ممكن أن تكون سبباً في الوفاة إذا تعرض الإنسان فترة الظهيرة فترة طويلة في شدة الحر ممكن أن تسبب التهابات حادة علي المخ ويحدث له سكتة دماغية تؤدي به إلي الوفاة ولذلك من وصف الجنة قال تعالي {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} وليعلم الجميع إن تأثير أشعة الشمس علي جسم الأنسان بالقول تختلف أجسامنا في ردود أفعالها عند التعرض لأشعة الشمس ويكون العامل الرئيسي في هذا لون الجلد، فالذين يتسم لون جلدهم بالبياض قد يتعرضون لما يسمي ” بسفعات ” الشمس خلال ربع ساعة فقط من التعرض لها، حيث أن غيرهم من البشرة السمراء لا يتأثرون إلا بعد ساعات من التعرض، ولكن من الممكن أن يتأثر المخ للبشرتين تأثيراً خطيراً في خلال ربع ساعة خاصة للتعرض لأشعة الشمس مباشرة وتحدث ” سفعة ” الشمس حين يفوق تعرض الشخص للشمس قدرة مادة الملانين الموجود داخل جلده علي حمايته من أشعة الشمس الضارة وهو ما يؤدي إلي احمرار الجلد وزيادة درجة حرارته، بل قد ينتج عن ذلك بثرات جلدية مؤلمة وتورم في العضو المصاب وازدياد في درجة حرارة الجسم، تؤدي إلي التهابات واحمرار وحساسية تؤدي إلي حكة شديدة، وينبغي عدم الاستهانة من شدة حرارة الشمس لأنها قد تؤدي إلي ضربة تسمي بضربة الشمس، و قد تحدث ضربة الشمس ينتج عنها عجز الجسم عن ضبط درجة حرارته وبالتالي تزداد درجة حرارة الجسم إلي ما يفوق 41 درجة مئوية في خلال ربع ساعة فقط، كما تتوقف عملية تكوين العرق وبالتالي يعجز الجسم عن تبرير نفسه وقد ينتج عن ضربة الشمس إعاقة مستديمة مثل،الصرع، أو الوفاة في حالة عدم الحصول علي العلاج اللازم في الحال، بالإضافة إلي درجة حرارة مرتفعة وتوقف العرق يشتكي المصاب من صداع فظيع لا يحتمل ودوران وغثيان ممكن أن يؤدي إلي الإغماء، كما أن نبض المصاب يكون سريعاً وقوياً، بالإضافة إلي كونه في حالة ارتباك أو حتي في غيبوبة وهناك بعض الناس يعانون من التقلصات وآلام تحدث في العضلات خاصة عضلات البطن والذراعين والرجلين بعد عدة ساعات من القيام بمجهود عضلي تحت ظروف جوية حارة، وتحدث التقلصات الحرارية نتيجة فقدان كميات كبيرة من الأملاح والمعادن مثل الصوديوم والكلورايد والماء في التعرق، وقد يصاحب هذه التقلصات غثيان وقئ وإرهاق عام وفي حال التعرض لمثل هذه التقلصات يجب الانتقال إلي مكان ظليل فوراً والراحة التامة، بالإضافة إلي شرب رشفات قليلة من الماء أو العصير وقد يسبق التشنجات الحرارية ما يسمي بالإرهاق الحراري نتيجة الجفاف الشديد وفقدان كميات كبيرة من أملاح الجسم وعادة ما يشكو المصاب من الإرهاق الحراري بالتشنجات العضلية والصداع والإرهاق والغثيان والقي والإغماء، كما يبدو المصاب في حال عدم تركيز، شاحب اللون، كثير العرق، ويصاحب الحالة انخفاض في ضغط الدم عند القيام، ودرجة حرارة تترواح ما بين 37,5 إلي 39 درجة مئوية، وفي حالة الإرهاق الحراري يعالج بنقل المصاب إلي مكان ظليل مكيف الهواء إذا أمكن ذلك مع وضع الكمدات الفاترة الكثيرة وإذا أمكن وضع المصاب في حوض ملئ بالماء الفاتر يكون أفضل كما ينبغي تقديم رشفات من الماء المضاف إليه ثلاث أكياس من محلول الجفاف ويقول بعض العلماء إن التعرض لأشعة الشمس بشكل معتدل خاصة من الفترة من الثامنة صباحاً إلي العاشرة صباحاً لها فوائد علاجية للجلد وللعظام فمعروف إن الأشعة فوق البنفسجية يمكن استخدامها في علاج الثعلبة الجلدية والبرص والصدفية وتساقط الشعر ونقص فيتامين ” د ” ونقص الكالسيوم للأطفال، ولكن التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة خاصة وقت الظهيرة قد يكون له أثار سلبية في الجلد تتراوح من بسيطة إلي الإصابة بسرطانات جلدية خصوصاً لذوي البشرة البيضاء والحساسة وهناك عدة أمراض جلدية تعتبر الأكثر شيوعاً في فصل الصيف منها الكلف وهو عبارة عن بقع بنية تحتل منطقة الوختين والجبهة والأنف والشفاه العليا وترجع أسبابه إلي الحمل أو تناول أقراص منع الحمل، أو نتيجة التعرض لأشعة الشمس بصورة مستمرة، ومن أضرار أشعة الشمس أيضاً تؤثر علي العين، قد تصل العين بالالتهابات صعبة بسبب التعرض لأشعة الشمس، وينبغي علي الإنسان أن يأخذ الوقاية من أخطار أشعة الشمس من باب ” الوقاية خير من العلاج ” فينبغي علي الإنسان بارتداء ملابس خفيفة وطويلة بحيث تغطي أكبر قدر ممكن من الجسم، كما ينبغي ارتداء قبعة واسعة لحماية منطقة الوجه والرقبة، أما النظارات الشمسية فهي تحمي العينين والمنطقة الحساسة التي تحيطهما من أشعة الشمس وينبغي قبل الخروج دهان البشرة بمخلوط من الفازلين مع زيت الخروع وزيت الزيتون فأنه يحمي البشرة من أشعة الشمس الشديدة ويقي الجلد من أضرار الشمس المحرقة، وينبغي أيضاً رش القبعة بماء من أعلي كل عشر دقائق.
ندعو الله السلامة للجميع، وإلي هنا اكتفي بهذا القدر.