أعرف كيف يخدعك عقلك
بقلم نفين إبراهيم
نثور ونغضب و نرفض بشدة اى محاولة من الاخرين لخداعنا و نرفض ان نصدق حقيقة ان عقلنا يمكن ان يخدعنا…
و نتصور ان كل ما نقوم به ، نفعله برغبتنا الواعية و بعقلنا الواعى و نسينا ان العقل اللاواعى له دور كبير مبهم بالنسبة لنا.
و هل يمكن ان يخدعنا عقلنا؟ و كيف يتم ذلك؟ و لماذا؟
وضح لنا العالم و الطبيب النمساوى الكبير “سيجموند فرويد” فى نظرية التحليل النفسي ان شخصية الانسان تتكون من ثلاثة اقسام:
القسم الاول: “الهوَ ” و هذا القسم من الشخصية لا يهتم الا باللذة و المتعة بدون عوائق
القسم الثانى: “الأنا الأعلى ” و هذا القسم هو كل ما يمثل القيم العليا و الاخلاق و المثالية
القسم الثالث: “الأنا” وهذا القسم يحاول تحقيق قدر من اشباع رغبات الهوَ بما يتناسب مع المثل العليا و الواقع الخاص بالأنا الاعلى..
و يبقى الانسان فى صراع دائم بين رغبات لا تنتهى و بين قيم و مثل عليا تحكمه و اذا ما زاد الصراع تولد معه القلق الذى يزداد شيئا فشيئا مما يحفز العقل اللاواعى ان يقوم بدوره فى الدفاع عنك و تخفيض حدة هذا القلق و هنا تحدث عملية الخداع الكبرى…
حيث يبدأ العقل اللاواعى فى اللاشعور مثلا بعمل “حيلة التبرير” فيبرر اخطاءك فأنت كنت مضطر ان تفعل هذا و ذاك و ان ذلك كان رغما عنك و ان الظروف كانت جميعها ضدك ولم يكن امامك اختيارات و يصدق عقلك الواعى الخدعة و يهدأ القلق و يتم الخداع…
او ان يقوم العقل اللاوعى بحيلة اخرى مثل “الاسقاط” فتسقط كل المساوئ بداخلك و التى تسبب لك القلق على الاخرين فكلهم كاذبون و كلهم محتالون و كلهم سارقون … و مرة اخرى يصدق عقلك الواعى الخدعة و يهدأ القلق…
و الكثير و الكثير من الحيل الدفاعية التى يستخدمها عقلك اللاواعى ليزيل عنك التوتر و القلق و فى النهاية يبقى الوضع على ما هو عليه… فلاانت قمت بحل المشكلة و لا انت عرفت اخطائك و لا انت عرفت ان عقلك يتلاعب بك و يقوم بخداعك…
و الحل ان تواجه نفسك بالحقيقة التى طالما حاولت اخفائها و تحاول ايجاد الحلول الحقيقية و المنطقية للمشكلات التى تمر بها بعيدا عن الانكار و التبرير و الاسقاط و غيرها من الحيل الدفاعية التى تخدعك…