متى يصبح العطاء ظلما للنفس؟
كتبت نيفين إبراهيم
هل فكرنا يوماً في جمال العطاء؟
يعتبر العطاء درجة عالية من الوعي الإنساني، وبخاصة حين يرافقه استمتاع، من دون الشعور بالتعب أو التمنن أو التفاخر في ذلك.العطاء باب كبير جداً، باب يحمل جميع المعاني الإنسانية العميقة.
فالعطاء صفة جميلة والجميع يحب الشخص المعطاء الحنون ويسعون لصداقته لانه دائما ما يكون فى العون اذا احتاجوه وهو دائما قريب يرضى جميع الاطراف ولكن…!!! الشخص المعطاء هو شخص يعطى الجميع و ينسي نفسه وهنا تكمن المشكلة….. جميل إنك تكون شخص معطاء وخير وحنون ومتعاون ولكن مرعب جدا إنك تكون كل ذلك مع الاخرين وليس مع نفسك .
أولا قال الله تعالى “ولا تظلموا أنفسكم” هل تعتقد حضرتك عندما تعطى الاخرين اهتمام وحب ودفئ ورعاية ونقود ومساعدة ولا تعطى نفسك.
هل أنت كذلك لا تظلم نفسك؟؟؟
هل تعتقد حضرتك إنهم سوف يشعرون إنك تحرم نفسك من أجلهم ؟؟؟ !!!
أبدا والله لن يشعروا ولكن سيعتقدون إنك بخير وأنك لا ينقصك اى شيء لإنه ما دمت أعطيت فأنت أكيد ممتلئ وعندك فائض وإلا كنت طلبت أو تكلمت أو حتى عبرت عن احتياجاتك … وبما إنك لم تعبرعن احتياجك فأنت لا ينقصك شيئ ومادمت عندك فائض إذاً أعطنى أكثر وأكثر وأكثر…….. ويتم استنزافك بالمعنى الحرفى للكلمة!!!!! أو تعلم من المخطئ ؟؟ انت المخطئ نعم انت المخطئ وهم على صواب.. هم فقط يعبرون عن احتياجهم وأنت لا!!! وهذه مشكلتك…. هم تعودوا على الاخذ…. انت السبب… هم أصبحوا اعتماديين…. أنت ايضا السبب…. هم لا يعرفون التصرف فى اى شيئ بدونك…. أنت دائما السبب.. أنت تعبت و أنهكت ولا تستطيع ان تكمل حياتك بهذا الشكل …. أنت اصبحت غير قادر على تلبية كل طلباتهم واحتياجاتهم …. أنت ايضا السبب… أنت تنهار……ولا احد يشعر بك…. ايضا انت السبب نعم انت السبب… وسوف تسمع الكثير من ….أنت تغيرت… أنت مقصر…. أنت لم تكن كذلك…. لماذا تفعل معنا هكذا….. ومهما فعلت أنت مقصر!!!!!….
تعتقد من السبب ؟؟؟؟ … أنت السبب……!!!! قبل أن تعطى تأكد أنك ممتلئ… تأكد أن عندك فائض… الدنيا أخذ وعطاء ولو استمريت طوال عمرك تعطى بدون ما تأخد سوف تنضب نعم سوف تنضب من الداخل ومن الخارج…. ستشعر بالخواء…. وأنك لم يعد عندك اى شيئ تعطيه…. وإنك استنزفت… وإنك أجهدت وتعبت… أملأ نفسك أولا وبعد ذلك فيض على الاخرين صباح الامل والحب والتفاؤل