محافظات

بعد حملة “المسار” محافظ الجيزة يصدر قرارا بتطهير الوحدات المحلية من الفاسدين ويبدأ بحي بولاق الدكرور.. المحافظ يقود حربا ضد إمبراطورية مشطا ويأمر بتفكيكها بعد 10 سنوات من الاستعصاء على المحافظين السابقين.. راشد يوجه ضربة قوية لنائب الدائرة ويوقع قرارا مفاجئا بنقل 7 موظفين من أبناء العم بمشطا كمرحلة أولى.. و9موظفين في المرحلة الثانية



كتب ـ علاء عزت

في خطوة جريئة، قرر اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، شن حربا ضد الفاسدين من موظفي الوحدات المحلية، واستبعادهم من أماكنهم مهما كانت مواقع المسئولية التي يشغلونها، أو من يقف خلفهم ويساندهم.

علمت “المسار” أن المحافظ قرر البدء بحي بولاق الدكرور، بنقل 16 موظفا إلى خارج الحي، وهم أبناء العم بمشطا التابعة لسوهاج، ممن يعملون ببولاق، بعدما أصبح أبناء العم يشكلون لوبي وقوة ضاغطة،

ضد أي شخص يتم تعيينه رئيسا للحي، مما تسبب في تزايد معدلات الفساد من رشوة ومباني مخالفة، دون رادع أو زاجر، وقد استمر الوضع على مدار فترة دامت أكثر من 10 سنوات، عجز خلالها جميع المحافظين السابقين عن التصدي للمشكلة وحلها، تجنبا للصدام مع نواب الدائرة، إلى أن نشرت “المسار” القصة الكاملة لأبناء العم، بداية من سيطرتهم على كافة الإدارات الرئيسية بالحي، ومرورا بسيناريو مساعدتهم في عدم التحليل لهم وتهريبهم وقت حضور لجنة تحليل المخدرات، إلى مقر الحي للكشف على الموظفين، وإثبات تعاطيهم المخدرات من عدمه، ومرورا بمخالفات البناء، التي تفشت في الحي، مما كانت سببا رئيسيا في سقوط أي مسئول يتولى رئاسة الحي، مهما كانت قوته، وكان أخر هؤلاء العميد إيهاب رشاد الذي صدر قرارا باسبتعاده من منصبه كرئيس لحي بولاق، بسبب تدني مستوى النظافة وارتفاع معدلات الاشغالات وتزايد مخالفات البناء، نتيجة الفساد المستشري داخل الحي.

وقد نشرت موقع وجريدة “المسار” حملة حول تلك القضية، وقد تفاعل معها اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة،  باعتباره الأقوى بين المحافظين ممن تولوا المسئولية منذ اندلاع ثورة يناير 2011، والتي ضعف بعدها أداء المحافظين، تجنبا للصدام سواء مع المواطنين، أو نواب البرلمان ممن تولوا مسئولية التشريع، فيما بعد.

الغريب أن النائب محمد اسماعيل عن دائرة بولاق، كان قد اعترض وهدد بالتصعيد ضد المحافظة، في حالة الإصرار على نقل الموظفين، ممن يتولى حمايتهم، على مدار فترة توليه نائبا للدائرة، وهو مما دفع المحافظ إلى تأجيل قرار النقل، حتى فاجأ الجميع بتوقيع قرار في ساعات متأخرة من الليل، بنقل 7 موظفين إلى عدد من الأحياء، مع استبدالهم بـ 6 موظفين أخرين من مناطق مختلفة ليعملوا بدلا منهم بحي بولاق، على أن يتم نقل 9 موظفين أخرين في مرحلة لاحقة .

ومن المقرر أن يتم صباح اليوم الإعلان عن القرار الجديد وإرساله لحي بولاق، بالأسماء المستبعدة والمنقولة إلى أحياء أخرى وعددهم 7 وهم سيد محمود علوان وعلي محمد عبد الهادي بدوي، إكرامي مصطفى بدوي، علاء أحمد محمد أحمد، صلاح علي عبد العزيز علي فرج، محمد حسين عبد الفتاح وأحمد سامي أحمد عبد الحميد.

كما سيتم الإعلان عن أسماء المنقولين إلى حي بولاق للعمل بدلا من المستبعدين وعددهم 6 وهم محمود صابر مهني أحمد، وأسامة سيف نصر عيد، رمضان السيد محمود الزناتي، شريف عبد الحميد حسن، جمال حلمي أبو سريع فرجاني، وياسر مأمون عبد الحي مأمون.

كانت “المسار” قد شنت حملة صحفية، ضد العديد من المخالفات التي يتم ارتكابها بحي بولاق حيث تضمنت الحملة، عدة ملفات مهمة على رأسها مخالفات البناء، والتي تزايدت في الأونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، بسبب استغلال عدد من موظفي الحي آدب وأخلاق العميد إيهاب رشاد، وحرصه على عدم التصادم بالأخرين، في استغلالهم ذلك بالسماح للمخالفين بالتمادي في أعمال البناء بالمخالفة للقانون.

كما تضمنت الحملة أن وراء فساد منظومة العمل بحي بولاق، إنما يرجع إلى  استغلال أولاد العم من قرية مشطا بسوهاج، وسيطرتهم على حي بولاق، من خلال تواجد اثنين منهم بكل إدارة، بالإضافة إلى 5 أشخاص من عائلة واحدة بإدارة الإشغالات، مما ساهم في ارتكاب العديد من المخالفات بالتنسيق فيما بينهم، وتسهيل بعضهم لبعض المخالفات وهو ما أوضحته “المسار” في حملتها خلال الأيام الماضية، وقد ساهم في اتخاذ القرار الجديد، بنقل أولاد العم وتوزيعهم على إدارات مختلفة بالأحياء الأخرى، منعا لاستغلال تجمعهم في مكان واحد من ارتكاب العديد من المخالفات الآخرى.

جدير بالذكر أن عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي كانوا قد نشروا العديد من قضايا فساد حي بولاق واستغلال أولاد العم من أبناء مشطا نفوذهم داخل الحي، في تسهيل العديد من مخالفات البناء ومنها بعض عمارات تم إقامتها وعلى بعد مائة متر من مبنى الحي، مشيرة إلى أن عرض الشارع عشرة أمتار فقط، بشارع القريطى ناصية مطعم البغل من شارع فيصل.

وتساءل عدد من المواطنين وقتها أين التفتيش والمتابعة الميدانية بالمحافظة، وكذلك رئيس الحى، ومدير عام الإدارات الهندسية وادارة التنظيم  والإشغالات.

جدير الذكر أن المبنى قد خالف في ثلاثة طوابق وهي 12 و13 و 14.

كما تم نشر العديد من الفيديوهات عن سوء أحوال القمامة بنطاق الحي، كان ذلك وراء إقالة رئيس الحي.

كما نشرت “المسار” تحذيرات من انتشار كورونا بين موظفي الحي، بسبب تعاطي المخدرات، وكذلك إهمال الحي في مواجهة سوق الكوثر، وترك الباعة به رغم وجود الحظر، وقرار الحكومة بغلق الأسواق حفافظا على أرواح المواطنين.

من ناحية أخرى كان وزير التنمية المحلية، قد أكد أنه سيتم تقييم رؤساء أداء رؤساء الأحياء والمدن والوحدات المحلية بكافة المحافظات ، وذلك في إطار العمل على تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين لكسب رضائهم .

وأكدت مصادر مسئولة بوزارة التنمية المحلية، أن الوزير قد استدعى بالفعل  خلال الأيام الماضية عدد من رؤساء المدن والأحياء والوحدات المحلية بعدد من المحافظات الجمهورية، بعدما وردت شكاوى من المواطنين ضدهم، حول تدنى مستوى النظافة و تراكم القمامة والمخلفات وعدم التجاوب مع شكواهم للأجهزة المحلية .

وقد حدد الوزير مهلة للقيادات المحلية للإرتقاء بالأداء وتلافى بعض الملاحظات التى وردت بشأنها الشكاوى، مع تحسين مستوى النظافة ورفع القمامة مع استمرار قيامهم بحملات للتطهير والتعقيم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد فى إطار الاجراءات الوقائية والاحترازية التى تقوم بها الدولة.

وكشفت المصادر،  أن اللواء محمود شعراوي قد أكد أن الوزارة مستمرة فى تقييم ومتابعة أداء كل القيادات المحلية لتحصين الأداء بكافة المحافظات وتصعيد المتميزين منهم وإتخاذ الاجراءات اللازمة مع المقصرين فى أداء الأعمال المطلوبة منهم على أكمل وجه وعلى رأسها التواصل مع المواطنين بصورة مستمرة وسرعة الإستماع لشكواهم والعمل علي إيجاد حلول سريعة لها .

وكان وزير التنمية المحلية قد أحال خلال  الأشهر القليلة الماضية 450 من العاملين بالمحليات للنيابة الإدارية،  التقارير التى تلقتها الوزارة لوجود أخطاء وتقصير فى العمل .

وكانت “المسار” قد نشرت عدة موضوعات عن حي بولاق وهي كالتالي :

بعدما نشرته المسار.. إقالة رئيس حي بولاق

استبعاد رئيس حي بولاق بالجيزة من منصبه.. تعرف على القائم بالأعمال

مخاوف من انتشار كورونا بين العاملين بحي بولاق الجيزة.. وقيادات المحافظة مازالت نائمة في العسل

أولاد العم بمركز مشطا / سوهاج يديرون حي بولاق بالجيزة.. الكشف الطبي يؤكد تعاطي عدد كبير من أبناء الحي المخدرات.. والموظفون يعترفون: الفساد للركب والفاسدون فوق القانون

 

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى