في عيدها الـ 91.. مصر للطيران تتحدي الصعاب.. تجديد الأسطول الجوي بتشغل 74 طائرة وتغطية أكثر من 1300 نقطة حول العالم.. وتخفيضات 25% على الرحلات الدولية بمناسبة عيد التأسيس
تحتفل شركة مصر للطيران غدا 7 مايو بعيدها الواحد والتسعين حيث تم تأسيس الشركة فى عام 1932لتصبح أول شركة طيران يتم انشاؤها في افريقيا والشرق الأوسط، والسابعة على مستوي العالم وقد اعلنت الشركة الوطنية عن تقديم خصومات بنسبة 25 ٪ على جميع التذاكر الدولية .
وقد استمر تطوير الشركة علي مدار تلك السنوات الطويلة ليصل حجم أسطولها الي 74 طائرة من أحدث الطرازات وذلك بعد ان أعلنت وزارة الطيران المدني تحت قيادة الفريق طيار محمدعباس عن دعم اسطول الشركة الوطنية ب 6 طائرات طراز ايرباص A321 NEO ستصل تباعا حتى نهاية عام 2023 .. كما تنطلق رحلات الشركة الوطنية لأكثر من ٧٠ نقطة مباشرة حول العالم وتصل بعملائها الي اكثر من ١٣٠٠ نقطة في ١٩٣ دولة من خلال عضويتها في شبكة تحالف ستار العالمي .
من جانبه أكد المهندس يحيي زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران أن الفترة القادمة ستشهد افتتاح عدة خطوط جديدة وستستمر الشركة في نهجها التوسعي لتغطية أكبر عدد ممكن من النقاط حول العالم من خلال خطوطها المباشرة وأيضاً ضمن شبكة نقاط تحالف ستار العالمي، وذلك في إطار استراتيجية الناقل الوطني مصر للطيران لتوسعة شبكة خطوطها، وجذب مزيد من العملاء والاستفادة من خطة تحديث أسطولها الجوى، بما يسهم فى تنشيط الحركة الجوية إلى المقاصد السياحية المصرية.
انشاء الشركة
كانت فكرة انشاء شركة وطنية للطيران قد بدأت تظهر في عشرينات القرن الماضي حيث تبناها الاقتصادى الكبير طلعت حرب الذى حمل على عاتقه تحقيق حلم المحاولات الفردية لبعض الشباب المصرى فى ذلك الوقت بتكوين شركة مصرية للطيران المدنى.
وكان على رأس تلك التجارب محاولة كمال علوى الذى سافر إلى باريس عام 1929 وتعلم هناك فنون الطيران واشترى طائرة كانت هى الأولى التى يتم تسجيلها فى مصر وحملت حروف التسجيل SU-AAA، وقد أهداها بعد ذلك إلى شركة “مصر للطيران”.
بدأت فكرة انشاء شركة مصر للطيران تكتمل صورتها في الاذهان خصوصا مع نجاح وصول الطيارمحمد صدقى كأول طيار مصرى يصل بطائرته “الأميرة فايزة” من برلين إلى القاهرة فى 26 يناير 1930 وهواليوم الذي نحتفل فيه بعيد للطيران المدني .
مرسوم ملكي
وبالفعل تعاون كمال علوى ومحمد صدقى وطلعت حرب لتحقيق الحلم من خلال بنك مصر وأثمرت الجهود عن صدور المرسوم الملكى فى يوم 7 مايو 1932 بإنشاء مصر للطيران وسميت الشركة باسمين أحدهما باللغة العربية وهو “شركة الخطوط الهوائية المصرية” والآخر باللغة الإنجليزية وهو “مصر آير وورك “، ونص عقد التأسيس أن يمتلك المصريون 60% على الأقل من هذه الأسهم. وتحدد رأسمال الشركة فى البداية عشرين ألف جنيه.
ورغم أن البداية بالشركة تمثلت فى التدريب والنزهات فى مطار ألماظة، إلا أنها سرعان ما بدأت بتكوين أول نواة لأسطولها حيث وصلت إلى فى 30 يونيو 1933 مطار ألماظة أول طائرتين من طراز ديهافيلاند درجون 84 سعة الواحدة أربعة ركاب كنواه للأسطول، وكانت أولى رحلاتها إلى الإسكندرية ومرسى مطروح.
وجاءت درة أعمال الشركة فى تلك الفترة حين سيرت أول رحلة بين كل من جدة والمدينة المنورة فى 1936 فكانت طائرات مصر للطيران أولى الطائرات فى العالم التى تهبط فى كل من المدينتين.
و بعد الحرب العالمية الثانية عام 1939 بدأت الشركة مرحلة جديدة فى تاريخها حيث أصبح رأسمالها مصرى بالكامل بعد انسحاب أيروورك البريطانية الشريك الأجنبى وحل المصريون محل البريطانين ليصبح كل شىء فيها مصرى وانتهى عصر الأجانب وتحول اسمها إلى الخطوط الجوية المصرية – Misr Airlines فى عام 1941.
طفرة كبيرة
فى عام 1980 أصبح المهندس محمد فهيم ريان مفوضًا عامًا لمصر للطيران ثم تولى رئاسة مجلس إدارتها فى 1981 وحتى عام 2002 شهدت خلالها مصر للطيران عدة نجاحات حيث زاد الأسطول بشكل لم تشهده مصر للطيران إلا وقتها، فتم شراء 8 طائرات آيرباص (A300-B4) لتغطية أسواق أوروبا والشرق الأوسط، ثم 3 طائرات بعيدة المدى من طراز بوينج 767/200، وتلاها شراء طائرتين من طراز بوينج 767/300 للوفاء بمتطلبات حركة النقل المتزايدة للأسواق البعيدة، تلي ذلك شراء 7 طائرات جديدة من طراز آيرباص (A320-200) ولخدمة مناطق الجذب السياحى فى مصر ولنقل الحركة السياحية إليها من الخارج مباشرة، قامت الشركة بشراء 5 طائرات جديدة من طراز بوينج 737/500، بالإضافة إلى شراء 3 طائرات بوينج 777/200 و3 طائرات آيرباص (A340-200) فائقة المدى لتغطية متطلبات سوقى أمريكا الشمالية واليابان، وتلى ذلك شراء 4 طائرات آيرباص (A321-200) لخدمة سوق الطيران العارض الجديد والواعد، وبذلك بلغ إجمالى تكاليف عمليات الإحلال والتجديد لأسطول الشركة ما يزيد على 3,112 مليار دولار.
كانت لثورة 25 يناير تبعات تأثرت بها الشركة، حيث انخفضت نسبة السياحة بشكل ملحوظ نظرًا لعدم استقرار الأوضاع وتعرضت الشركة لخسائر كبيرة وصلت إلى 10 مليارات جنيه فى 5 سنوات بسبب انخفاض التشغيل والأحداث السياسية والحروب فى المنطقة العربية والتى أدت إلى اغلاق بعض الخطوط، فقامت مصر للطيران بعمل العديد من حملات الترويج السياحى لوفود بعض الدول تنشيطا لحركة السياحة فى محاولة منها لاستعادة نسبة التشغيل على رحلاتها مرة أخرى.
كما شهد نهاية عام 2017 تعاقد مصر للطيران فى معرض دبى للطيران على ايجار وشراء 45 طائرة من أحدث الطرازات بمعدل 24 من طراز الـCS300s لشركات بومباردييه الكندية و6 طائرات من طراز بوينج دريملاينر 787-9 تعمل بمحركات رولز رويس، بالإضافة إلى ايجار 15 طائرة من طراز الإيرباص A320Neo والتى تعمل بمحركات CMF LEAPوهو ما عرف بصفقة القرن التى لم تحدث فى تاريخ الشركة من قبل.
الدور الوطني
في الازمات والكوارث يظهر الدور الوطني لشركة مصر للطيران تجلي ذلك أثناء تفشي فيرس كورونا حيث نظمت شركة مصر للطيران مئات الرحلات الاستثنائية نقلت علي متنها الاف العالقين من جميع انحاء العالم وذلك بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والهجرة .
ونظرا للاحداث السياسية في ليبيا فقد نظمت مصر للطيران نقلت حوالي 12 الف مصري .. وهو نفس الامر لنقل العالقين في سوريا.. كما كان اخر هذه الرحلات الانسانية بعد اندلاع الحرب في اوكرانيا تنظيم عدد من الرحلات الي بولندا ورومانيا لنقل الطلبة المصريين العالقين هناك بعدما عبروا الحدود الاوكرانية إلى تلك الدولتين.
دمج الشركات
كذلك شهدت الفترة الماضية اعتماد دمج شركات مصر للطيران البالغ عددهم 8 شركات وتقليصها الي 4 شركات علي أساس القيمة الدفترية لاصولها.
ابرز ملامح اعادة الهيكلة هو ان يتم دمج الشركات التابعة للشركة القابضة ليكون عددها 4 شركات فقط منهم 3 شركات تابعة والشركة الرابعة هي الشركة القابضة
كذلك تحرص شركة مصر للطيران خلال الفترة الحالية علي توسيع أنشطتها داخل القارة الافريقية .. حيث تصل الشركة الي ١٩ نقطة في أفريقيا بالإضافة إلى أكثر من ٤٠ نقطة أخرى عن طريق المشاركة بالرمز
كذلك نجحت شركة مصر للطيران في تسيير أول رحلة بخدمات صديقة للبيئة بين القاهرة وباريس وهي الرحلة الاولي من نوعها فى القارة الافريقية