الجيزة تشهد أكبر فضيحة في مجال التعليم.. قبول أكثر من 100 طالب بالصف الأول الثانوي بالمدرسة السعدية رغم رسوبهم في الشهادة الإعدادية.. مصادر: “الأولاد دخلوا أولى ثانوي ونجحوا بموافقة المدرسة رغم عدم حصولهم على الشهادة الإعدادية.. وهيكملوا رغم أنف الوزير والمحافظ”
كتب ـ علاء عزت
تشهد محافظة الجيزة، أكبر فضيحة في مجال التعليم، حيث يجري حاليا تحقيقات موسعة حول قبول مديرية التعليم أوراق طلاب للالتحاق بالصف الأول الثانوي بالمدرسة السعيدية، شهر أكتوبر 2022 تبين بعد ذلك أن عددهم يزيد على المائة وأن الغالبية منهم راسبون في الشهادة الإعدادية، وأخرون تقدموا بأوراق مزورة، ورغم هذا تم قبول أوراقهم والتحقوا بالفعل بالصف الأول الثانوي بالمدرسة السعيدية، ونجحوا في منذ أيام تمهيدا للانتقال للصف الثاني الثانوي .
كشفت مصادر مسئولة، أن الراسبين في الإعدادية، قد تم إلحاقهم بالصف الأول الثانوي في أكتوبر الماضي وتم امتحانهم منذ أسابيع واعتماد نتائج النجاح لهم.
وأكدت المصادر، أنه وبقوة القانون فقد أصبح الوزير والمحافظ، لا يملكان تغيير النتيجة أو إعادة الطلاب إلى الوراء من الصف الأول الثانوي، إلى الصف الثالث الإعدادي لامتحانهم من جديد في الشهادة الإعدادية .
وكشفت المصادر، أن قيادات بمديرية التعليم قد أخفت قصة الملفات الملعوب بها، ولم تعرضها على المحافظة أو على الجهات المختصة، إلا بعد انتهاء العام الدراسي، ليكون الطلاب قد نجحوا في الصف الأول الثانوي وهو ما يحول دون قيام الوزير أو المحافظ بإبطال النتيجة أو إعادة الأولاد إلى الوراء لأداء امتحانات الشهادة الإعدادية الراسبين بها.
وأرجعت المصادر، عجز الوزير والمحافظ عن اتخاذ أي قرار أمام هذه المشكلة، إلى أن الطلاب قد أخذوا وفقا للقانون نوعا من الشرعية بنجاحهم الصف الأول الثانوي.
جدير بالذكر أن المدرسة السعيدية الثانوية تعد من أشهر المدارس في مصر، وقد تم إنشاؤها منذ 117 عامًا في 8 سبتمبر عام 1906م بشارع القصر العيني مكان وزارة التموين حاليًا، ثم انتقلت إلى موقعها الحالي بجانب جامعة القاهرة في عام 1908م.
تبلغ مساحة المدرسة 25 فدانًا، وتشمل مجموعة من المباني التعليمية، وملعب لكرة القدم، وصالة ألعاب رياضية مغطاة ومسرحًا للأنشطة الطلابية.
ويرجع سبب تسميتها بـ”السعيدية” نسبة إلى سعيد باشا ابن محمد على، حيث تبرعت الأسرة العلوية بالأرض التي بُني عليها المدرسة بموقعها الحالي.
وكان أول مدير للمدرسة إنجليزي الجنسية وهو مستر شارمن، وتخرجت أول دفعة من المدرسة عام 1909م،
وكان الأول على هذه الدفعة هو أحمد باشا عبد الوهاب وزير المالية الأسبق.
وقد شهدت المدرسة ومبانيها العريقة العديد من الأحداث الهامة، حيث تحولت أثناء الحرب العالمية الأولى 1914م إلى مستشفى عسكري ونقل الطلاب والمعلمين إلى مبنى الجامعة الأمريكية بالتحرير، ثم عاد الطلاب والمعلمين مرة أخرى إلى المدرسة بموقعها الحالي عام 1919م.
كما شهدت المدرسة ثورة 1919م، واستشهد خلالها أحد الطلاب .
كما شارك الطلاب في مظاهرة عام 1935م مع طلاب جامعة القاهرة للمطالبة بخروج الإنجليز من مصر، وأُصيب أحد طلاب المدرسة برصاص قوات الاحتلال الإنجليزيز
كما شاركت المدرسة بطلابها في مظاهرات عام ١٩٤٦م للمطالبة بالاستقلال.
وقد تحولت المدرسة لمدرسة ثانوية عسكرية، عام 1973 .
وقد شاركت المدرسة في بناء وتكوين عقول العديد من الشخصيات المصرية البارزة في شتى المجالات من بينهم الوزراء ورجال السياسة، مثل حسين سرى باشا، وفؤاد سراج الدين، ويوسف والى، وعاطف عبيد، ومصطفى خليل، ومحمد إبراهيم كامل، وحامد السايح، وماهر أباظة، وفاروق سيف النصر، وحسن خضر، وعبد المنعم عمارة، وعمر عبد الآخر، وعثمان أحمد عثمان، ورأفت الهجان، والسفير حسن شاش.
كما ساهمت المدرسة السعيدية في تكوين فكر الكثير من الكتاب والصحفيين ممن تخرجوا بها مثل: فكرى باشا أباظة، وتوفيق الحكيم، وعزيز أباظة، ومحمد التابعي، وكمال الملاخ، وأحمد بهاء الدين، وجلال الدين الحمامصي، ومحمود عبد المنعم مراد، ومرسى عطا الله، ورساما الكاريكاتير جمعة فرحات ورمسيس.
وكان للمدرسة السعيدية دور كبير في إعداد فناني الزمن الجميل مثل يوسف وهبي، وأحمد مظهر، وصلاح السعدنى، وخليل مرسى، وعادل هاشم، وأحمد خليل.
وفي مجال الرياضة ساهمت المدرسة السعيدية في إعداد الكثير من الرياضيين مثل مختار التتش، وحسين حجازى، وصالح سليم، وعادل هيكل، وفتحي مبروك، وأحمد شوبير.
كما تخرج في المدرسة علماء ومسئولون كبير منهم عالم الذرة على مصطفى مشرفة، وعبد الرحمن عزام أول أمين لجامعة الدول العربية.
وتحمل مبانيها العريقة أسماء شخصيات بارزة وخالدة في تاريخ مصر مثل:” مبنى رمسيس الثاني، وصلاح الدين، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، ونجيب محفوظ”.
وفى عام ١٩٨١م تأسست جمعية لخريجي المدرسة، وتم إشهارها بالشئون الاجتماعية، وكان من أبرز المؤسسين للجمعية المهندس ماهر أباظة وزير الكهرباء الأسبق، والفنان أحمد مظهر، والمهندس عثمان أحمد عثمان، وكان الهدف من تأسيس الجمعية هو التواصل بين خريجي المدرسة على مر العصور، ويتم الاحتفال بعيد الخريجين يوم ٢١ فبراير من كل عام.
وللمدرسة مسرح هو من أهم المسارح المدرسية بمصر ومساحته 550 متر، ويبلغ عدد مقاعده240 مقعد.