المسار تنشر مأساة طفل دخل مستشفى أم المصريين بالجيزة لعمل جبيرة وبعد ساعات أصبح بيد واحدة.. فني تمريض قام بدور الطبيب فتسبب في القطع بعد 48 ساعة من علاجه بالخطأ
كتب ـ علاء عزت
استمرارا لسيناريو الإهمال الطبي الذي تشهده المستشفيات الحكومية؛ فقد تسبب مستشفى أم المصريين العام، في قطع يد طفل يدعى سليم طارق فتحي كان قد دخل المستشفى لإجراء جبيرة بيده بعد كسر بسيط بها، وبالفعل تم ذلك فيما فوجئ أهل الطفل بتزايد حدة الألم في يد الطفل؛ مما دفعهم للتوجه إلى مستشفى قصر العيني، وبعد الكشف الطبي أخبر الأطباء أهل الطفل بأنه لابد من بتر الذراع فورا؛ حفاظا على حياته، ما أصاب الأهل بالصدمة؛ خاصة بعدما تبين أن من قام بعمل الجبيرة داخل مستشفى أم المصريين هو فني تمريض، يدعى معتز عبدالحميد محمد، وليس طبيبا متخصصا؛ مما تسبب في حدوث مضاعفات خطيرة للطفل انتهت بقطع الذراع وهو لا يدري فيما تمت الجبيرة وفيما تم القطع، فسنه لا تتجاوز الـ الثلاثة أعوام .
وقد حصلت “المسار” على استخراج تصريح الدفن الخاص باليد التي تم بترها من الطفل نتيجة الإهمال.
وقد طالب أهل الطفل ضحية مستشفى أم المصريين، اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، بالوقوف بجوارهم في قضيتهم ضد المستشفى، ضمانا لحق طفلهم الذي فقد يده فأصبح كالحي الميت .
الجدير بالذكر أن الإهمال الطبي يضرب العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة، ما يتسبب في وفاة الكثير من المرضى، ومنها وفاة الراحلة مارينا صلاح التي دخلت المستشفى الوطني للعيون بدائرة قسم النزهة، شهر مايو من العام الماضي لعلاج عينيها، لتخرج ميتة من المستشفى، بعد توقف عضلة القلب، نتيجة إجراء أشعة دون اتباع الإجراءات الطبية اللازمة قبلها؛ مما أصابها بتشنجات وإغماء وتوقف بعضلة القلب، وتم تركها دون إسعاف لأكثر من خمس ساعات، حتى تم نقلها بمعرقة ذويها، بسيارة إسعاف لمستشفى آخر؛ بعدما تبين عدم وجود غرفة لرعاية الحالات الحرجة بالمستشفى الوطني بالنزهة.
وتم اخطار النيابة العامة، التي باشرت التحقيق، بعد استدعاء شقيق المجني عليها وزوجها للاستماع لأقوالهما، وكذا كامل الطاقم الطبي والتمريض بالمستشفى، وتم التحفظ على كافَّة أوراق علاجها، وكاميرات المراقبة بهما .
وأصدر وقتها مستشفى العيون الوطني بيانا قال فيه أن المتوفية كانت تعاني من اضطراب وعدم وضوح بالرؤية مع آلام حادة واحمرار بالعينين وتم إجراء الفحوصات اللازمة، وبعد الانتهاء من إجراء أشعة الفلورسین، وأثناء فترة وضع المريضة تحت الملاحظة، وبعد مرور بضع دقائق شعرت المريضة بدوار وميل للقيء وغثيان، وهي من أعراض الحساسية وتم إعطاء جرعة ثانية من مادة الهيدروكورتيزون ولم تتحسن حالة المريضة على مدار الدقائق التالية وزادت أعراض الدوار وإحساس بالهبوط.
وقال المستشفى خلال بيانه أنه تم إعطاء الأدوية اللازمة لإنعاش القلب، والصدمات الكهربائية واستعادة المريضة العلامات الحيوية.
وفي ديسمبر الماضي، تقدمت النائبة إحسان شوقي عبد السلام، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، وذلك بشأن استمرار حالات الإهمال الطبي في المستشفيات الخاصة وغياب الرقابة عليها.
وشددت النائبة خلال طلبها، على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وفورية ضد المستشفيات والعيادات الخاصة، وعدم السماح بإجراء عمليات جراحية إلا بعد التأكد من جاهزية المكان لإجراء تلك العمليات، والتأكد من وجود طاقم طبي كامل ومؤهل لإجراء العمليات الجراحية، وذلك حفاظا علي حياة وأرواح المصريين.
وأضافت عضو مجلس النواب، أن سبوبة المستشفيات الخاصة، هذا المصطلح أصبح دارجًا بين كافة طبقات المجتمع المصري نظرًا لما اعتادت عليه مجموعة ليست بقليلة من المستشفيات الخاصة من بيع مهنة الطب السامية كسلعة، والقيام بواجب كافة المؤسسات العلاجية في إنقاذ حياة المرضي وعلاجهم أصبحت بالنسبة لهم تجارة، لا يهم فيها سوي تحقيق الربح المادي فقط، بالإضافة لتحميل المرضي فوق طاقتهم وإجبارهم علي إجراء عدد كبير من الفحوصات غير الضرورية، بهدف تحقيق أعلي قدر من الأرباح .
وأكدت عضو مجلس النواب، وقتها أن تكرار مثل هذه الحوادث وحالات الوفاة بعد إجراء جراحات بسيطة كان آخرها وفاة شاب في مدينة طنطا بمحافظة الغربية عقب إجراء عملية تكميم معدة، ووفاة أم لتوأم عقب انفجار بالرحم، أثناء إجراء عملية ولادة بمحافظة الإسكندرية، وهروب الطاقم الطبي من المستشفى، وغيرها من الحوادث، جعلت من الضروري العمل على إيجاد حلول جذرية لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة، التي باتت تهدد الأمن الصحي في مصر .