بعد23 عاما من استشهاد نجله.. والد محمد الدرة يتحدث عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي
بعد 23عاما من الجريمة المأسوية التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في عام 2000 ، في حق الفلسطيني جمال الدرة التي استشهد خلالها نجله الطفل محمد وهو بين يديه يخفيه من طلقات جنود العدو الاسرائيلي، جاء العدوان الغاشم الأخير المدمر لقطاع غزة والمستمر منذ 37 يوما ، ليجدد جراحه حيث اغتالت صواريخ القص الاسرائلي 4 من عائلة جمال الدرة شقيقه وابنته الوحيدة ثم شقيقه الثاني ثم شقيقة زوجته ، لتكتمل مأساته بجانب عشرات الآلاف من اهالي غزة الذين فقدوا ذويهم في هذه الحرب القذرة من جانب العدو الصهيوني الغاشم الفاسد .
جرائم العدو الاسرائيلي خلال الـ 37 يوما
جمال الدرة تحدث وكشف عن جرائم العدو الاسرائيلي خلال الـ 37 يوما الماضية ، مؤكدا أنها أحداث مؤلمة يعيشها أهل فلسطين المحتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي، بين قصف للمنازل ودور العبادة والمدارس والمستشفيات التي يحتمي بها البعض، إلا أن رصاص الاحتلال وصواريخه تصل إليهم إينما كانوا وتفتك بأجسادهم الواهنة، وتمزقها إلى أشلاء.
أضاف جمال الدرة قائلا « 36 يوما تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يفرق بين صغير وكبير ولا شاب ورضيع، الجميع سواسية أمام رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن بين من طالهم القصف شقيقي وابنته الوحيدة وشقيقي الآخر وشقيقة زوجتي و8 من أبناء عمومتي».
أضاف أن الوضع في غزة تحت القصف الوحشي المستمر ، قائلًا: «الأمر يزداد صعوبة بين اللحظة والأخرى، لا يوجد مكان آمن القصف والإبادة جماعية تحدث كل لحظة، المنازل تقصف على رؤوس ساكنيها على النساء والأطفال والشيوخ، نجوت من الموت بأعجوبة إلهية وخرجنا من منزلنا مع حدوث إصابات طفيفة».
وتابع «الاحتلال ارتكب مجازر وإبادات كأننا نعيش في زمن الهولوكست، يحرقون كل شيئ»، عبارة واصل من خلالها الفلسطيني جمال الدرة، الحديث مضيفاً: «لم يغفر شعبنا تلك الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحقه، ورغم ذلك لن نتخلى عن الأرض.. فلسطين قضيتنا وسننتصر مهما طال الزمن».
وللجيل الذي لم يعاصر أحداث استشهاد الطفل محمد الدرة وهو محتما خلف ظهر والده جمال الدرة ، فقد وقعت حادثة إستشهاد محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه. وبعد تسع وخمسين ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب فرنسا 2 بإسرائيل، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا «هدف القوات الإسرائلية من إطلاق النيران»، وأن الطفل قد قتل. وبعد التشييع في جنازة شعبية تخلع القلوب، مجّد العالم العربي والإسلامي محمد الدرة باعتباره شهيدًا.