كوارث صحية تهدد سكان غزة ومصر بسبب استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الفسفور الأبيض والأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا


توقعات بإصابة 80 % من أهالي غزة بالأمراض الخبيثة والسُل
منظمة الصحة العالمية تحذر: السرطان والكبد الوبائي والجدري المائي تطارد الشباب والأطفال

تقرير: علاء عزت

يبدو أن كوارث القتل والإبادة الجماعية السريعة للشعب الفلسطيني وأهالي غزة ، لن تكون نهاية المطاف بانتهاء الحرب« القذرة » التي شنها الاحتلال الاسرائيلي على المدنيين « العُزل » في قطاع غزة وغيره من قطاعات فلسطين المحتلة ، فمن المؤكد ، وفقا لخبراء الصحة العالميين ، والخبراء الاستراتيجيين ، سوف تلوح كوارث أخرى سوداء ، تطارد كل مواطني غزة الذين بقوا على قيد الحياة ، سواء في الفترة الحالية التي تشهد عدوانا اسرائيليا مسلحا بكافة أنواع الأسلحة الحديثة والآليات العسكرية المدمرة، والقنابل الفسفورية  المحرة دوليا والتي تحمل في طياتها « اليورانيوم المخضب » والذي يسبب بشكل مباشر الاصابة بأمراض السرطانات ومضاعفاتها ، وهو نفس السلاح الذي استخدمته القوات الأمريكية « المارينز» في العراق قبل نحو 20 عاما ، واصيب على أكثر من ثلث الشعب العراقي بأمراض وبائية خطيرة وسرطانات واورام غريبة ، كان يصل فيها وزن الورم الواحد أكثر من ثلاثة عشر كيلو جراما.

ارتفاعا الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بسبب تفاقم مشكلة الصرف الصحي

« المسار » تستعرض في التقرير التالي،  خطورة الموقف الصحي لاهالي غزة من خلال البيانات التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة ومنظمة الصحة العالمية ، وتقارير الأبحاث والدراسات التي أعدها الخبراء والمتخصصون .

أكدت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس، أن هناك ارتفاعا في حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي في غزة نتيجة تفاقم مشكلة الصرف الصحي.

وقالت هاريس فى بيان لها، إن ما يعرقل خدمات الصرف الصحي هو نقص الوقود، ويعيش سكان غزة في ظروف صعبة في ظل سقوط الأمطار الغزيرة التي ستجعل الأمور تزداد سوءا، خاصة مع زيادة الأمراض التي تنتشر عبر المياه.

أعمال عنيفة ونقص الغذاء والماء النظيف

وأضافت أن الوضع الصحي في غزة صعب للغاية، حيث تشهد أعمال عنيفة ونقص الغذاء والماء النظيف وتوقف معظم المستشفيات عن العمل إضافة إلى القصف المستمر وفقدان الأمل في الحصول على الماء والوقود، وهو ما يعرقل الحصول على الخدمة الصحية.

وأوضحت أن الطاقم الطبي في مستشفى الشفاء غير قادر على حفظ الجثث في الأماكن المخصصة لذلك بسبب نقص الوقود، لذلك يتم دفنها في مقابر جماعية، ولكن لا يزال هناك الكثير من الجثث غير مدفونة.

وأعربت المتحدثة باسم الصحة العالمية عن أملها في توقف الأعمال العدائية لإنقاذ المرضى وتأمين الوقود لجميع الخدمات كالمستشفيات ونظم الصرف الصحي وتحلية المياه.

في الوقت الذي جدت عدة جهات فلسطينية وأممية تحذيراتها من الانتشار الوشيك لأوبئة خطيرة في قطاع غزة، نتيجة تدمير البنية التحتية وغياب مقومات الحياة الأساسية المتمثلة في الغذاء والماء والدواء، منذ السابع من أكتوبر.

التهابات الجهاز التنفسي وانتشار جدري الماء

 

وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الأونروا لإنشاء نظام لمراقبة تفشى الأمراض ورصد الأمراض المعدية الأكثر شيوعا مثل التهابات الجهاز التنفسي، وسط توقعات بانتشار جدري الماء والتهابات الجلد.

وحذرت وزارة الصحة بغزة، من اندلاع موجة وبائية كبرى ، بسبب شرب مياه ملوثة وتضرر شبكات الصرف الصحي، وانعدام المستلزمات الضرورية والرعاية الصحية،  وأعلنت عن 3150 إصابة بأمراض وبائية بعد مرور 40 يوما من العدوان الاسرائيلي المحتل على قطاع غزة .

التعفن وتحلل جثث البشر والحيوانات

ويقول الدكتور عادل عبد العظيم أستاذ الوبائيات والأمراض المتوطنة والطب الوقائي، إنه بعد أي عمليات أو معارك حربية تتراكم النفايات وركام المباني المدمرة ويحدث نوع من التعفن وتحلل جثث البشر والحيوانات، خاصة التي مازالت تحت الأنقاض، وينتج عنها ميكروبات ضارة، لافتا  إلى أنه نتيجة تلوث مياه الشرب والطعام يؤدي إلى انتشار أمراض وأوبئة خطيرة أبرزها الكوليرا، بالإضافة إلى أمراض كانت مختفية في مناطق الحروب مثل غزة، وتظهر مرة أخرى، مثل الجدري، بسبب نقص التغذية وتدهور الصحة العامة.

 

وأضاف د.عبد العظيم أن الأدخنة السامة الناتجة عن القصف الجوي والحرائق والتدمير، تزيد من فرص انتشار السرطان، خاصة سرطان الرئة، وفق الخبير المصري،  وكذلك مرض السُل أيضا أحد أخطر الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء، الذي حذر منه أستاذ الوبائيات،موضحا  أن السل هو مرض معدٍ خطير يُصيب الرئتين وتنتقل البكتيريا المسببة للإصابة به من خلال الرذاذ عبر السعال والعطس.

ويضيف أن هناك أيضا الأمراض المشتركة التي تنتقل من الإنسان إلى الحيوان أو العكس، ومنها فيروسات الروتا وأنفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وغيرها، ما يؤدي إلى حدوث إعياء ووفيات.

 

أكد أنه من المثير للقلق  أن  رقعة المتضررين من الأوبئة تتسع  لتشمل إلى جانب السكان كافة المسعفين والمنسقين الصحيين والطواقم الطبية والإغاثية العاملة في منطقة مهددة بالأوبئة مثل قطاع غزة مهددة بأن تكون عرضة للعدوى، مشيرا الى بُعد آخر مهم مرتبط باحتمالات انتقال الوباء إلى الدول والمناطق المحيطة بغزة، ومنها الدول والمناطق المحيطة بالمنطقة المعرضة للأوبئة الناتجة عن الحروب، مثل غزة، منوط بها تعزيز مناعة سكانها وإعطائهم لقاحات فعالة لحمايتهم، حال ظهور وباء في أي منطقة مجاورة لقطاع غزة مثل مصر، يجب التعامل بسرعة معه قبل انتشاره بين السكان.

الكوليرا والأمراض الناتجة عن القوارض عابرة للحدود

واكد أن أشهر الأمراض العابرة للحدود هي الكوليرا والأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء، والقوارض التي تنتقل من مكان لمكان ومن بلد إلى بلد، قد تنقل الأمراض، ويجب مكافحتها حتي لا تكون مسببا في انتشار الأوبئة والأمراض للدول المجاورة لمنطقة الوباء.

تزامن ذلك مع تصريحات الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان  من أنّ معدل انتشار الأوبئة في قطاع غزة أمر وارد، بسبب ارتفاع معدلات الوفيات ونقص الخدمات الطبية والعلاجية.

وأضاف وزير الصحة والسكان، خلال احتفال باليوم العالمي لالتهاب السحايا: “مستعدون للعمل على محورين، الأول تأمين المصريين من عدوى الأمراض، والثاني الاستعداد لتقديم كامل الدعم للأخوة في غزة لتقليل وطأة نقص الخدمات”.

 

وأكد عبدالغفار استعداد وزارة الصحة للترصد الوبائي وتقديم كامل الدعم لقطاع غزة وسد نقص الخدمات الطبية والعلاجية.

نقل 26 مصابا بالسرطان للعلاج في تركيا

على جانب آخر وفي ذات السياق قامت كوادر طبية تركية بنقل 26 مريضا بالسرطان من قطاع غزة إلى تركيا من أجل تلقي العلاج في المشافي هناك، بحسب ما أعلن وزير الصحة التركي ، فخر الدين قوجه، أمس الأربعاء.

 

زر الذهاب إلى الأعلى