رحيل عام 2023 وأزمة سد النهضة باقية
الدكتور عارف غريب عضو مفاوضات سد النهضة يكشف عن تعرض إثيوبيا لخسائر بالمليارات لسبب لم تتوقعه اثيوبيا
الخبير عباس شراقي يكشف أسباب إصرار أديس أبابا على حدوث أزمة مع مصر
كشف الدكتور عارف غريب، عضو الوفد المصري للتفاوض في ملف السد الإثيوبي، عن تفاصيل أول زيارة لموقع السد في مايو 2012، موضحًا أن الجانب الإثيوبي كان حريص أن يكون كل عضو في سيارة محددة برقم.
وأضاف خلال لقاء خاص، مع الإعلامي أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع على قناة صدى البلد، إنه لم يلحق سيارته فركب مع ممثل الشركة التي تقوم بإنشاء السد.
وأوضح أن رئيس وزراء إثيوبيا أبلغ القائمين على عملية إنشاء السد بإنشاء أكبر سد ممكن وألا ينظروا للتكاليف أو أي تداعيات.
وأضاف، أن مصر في عهد الإخوان تصالحت مع بعض الدول، وتخاصمت مع البعض الآخر ومنها من قامت بتمويل السد، وبعد رحيل الإخوان سحبت هذه الدولة التمويل .
وأكد أن تكلفة السد المفترض كانت 4.5 مليار دولار، ولكن التقديرات تشير لزيادة التكلفة إلى 6.5 مليار دولار.
وأوضح أن سد إثيوبيا لو اشتغل بكامل طاقته يحقق 500 مليون دولار عائدات سنوية من بيع الكهرباء سنويًا وهذا من ناحية الجانب النظري.
وقال أن السد كان المفترض يحقق عائدات من بيع الكهرباء منذ 2017، ولكن هذا لم يحدث ما يعني أن السد حقق خسائر أضيفت للتكلفة والتي ارتفعت لـ 12 مليار دولار، وهو ما يطلق عليه التكلفة الاقتصادية، عكس ما كانت تتوقع الحكومية الإثيوبية.
من ناحية أخرى قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية ، عن سد النهضة إنه من الناحية الخرسانية وصل لـ 95%.
وأضاف أن البوابات تم تركيبها ولكن من الناحية الكهربائية فقد وصل لـ 50% وما تم تركيبه به فقط هو توربينين من أصل 13 توربينة”.
وأوضح في لقاء مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج الحكاية أن تخزين أثيوبيا للمياه خطر عليها.. والحكومة الأثيوبية في مأزق شديد.
وأشار إلى أن الشعب الإثيوبي يتسأل أين الفائدة وأين الكهرباء .
وتابع “وبالتالي فإنه من مصلحة الحكومة الأثيوبية تصعيد الأمر مع مصر”.
وكشف شراقي أن أثيوبيا وضعها الاقتصادي متدهور للغاية وما تم انفاقه على السد حتى الآن 8 مليارات دولار موضحا أن هذا رقم ضخم للغاية على أثيوبيا .
وتابع ” إذا تم فتح جميع التوربينات الـ 13 في سد النهضة ستغرق السودان”.
وطالب الحكومة بالتقدم لمجلس الأمن للمرة الثالثة لاستكمال الملف للنهاية قائلا ربما نحتاج إليه”، مضيفا أن سد النهضة بتخزين 74 مليار متر مكعب مياه يهدد مصر والسودان .
وكانت وزارة الري والموارد المائية ، قد أصدرت بيانا ، حول نتائج جولة المفاوضات التي أقيمت في أديس أبابا في إطار الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا الذي سبق إطلاقه في إطار توافق الدول الثلاث، على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد في ظرف أربعة أشهر.
وقالت وزارة الري والموارد المائية ، إن الاجتماع لم يسفر عن أية نتيجة نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث.
وأكدت وزارة الري تمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة .
وأشار وزارة الري في بيانها أنه قد بات واضحاً عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي .
وأوضحت وزارة الري والموارد المائية، في ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت، وتؤكد جمهورية مصر العربية أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للخطر.