غزة تنزف ورفح تشتعل


حماس توافق على مقترح مصر وقطر بوقف اطلاق النار.. واسرائيل تصر على مواصلة الحرب
"الأونروا": مليون شخص فروا من رفح خلال الثلاثة أسابيع الماضية
الصحة العالمية: أكثر من 11 آلف مريض بحاجة إلى العلاج خارج غزة
عاجل.. الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على إسرائيل

أكدت حركة حماس موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفقا لبيان أصدرته الحركة.

وذكرت الحركة في البيان إن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أجرى اتصالاً هاتفيا مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية عباس كامل، وأبلغهم موافقة حركة حماس على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار أمس”.

وقالت الحركة “أن الروح الإيجابية التي تعاملت بها قيادة الحركة عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخرا، فإنها ذاهبة إلى القاهرة بنفس هذه الروح للتوصل إلى اتفاق”.

وأشارت حركة حماس إلى أنه في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، سيتوجَّه اليوم (الثلاثاء) وفد حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات .

وأكدت في البيان الصادر عنها إن “حماس وقوى المقاومة الفلسطينية عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن الوسطاء العرب قولهم إن رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، تحدث للمرة الأولى عن صفقة التهدئة المقترحة في غزة، وذلك عبر مُمثلي حركة حماس.

وطبقا لما ذكرته لصحيفة، اعتبر السنوار هذه الصفقة المقترحةَ بأنها الأقرب حتى الآن لمطالب الحركة بالرغم من وجود بعض التحفظات.

فيما تصر قوات الاحتلال تصر على توسيع نطاق الحرب. حيث بدأت في شن قصف مدفعي وجوي على مناطق شرق رفح جنوب قطاع غزة، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء،.

وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات ومدفعية الاحتلال كثفت منذ مساء أمس الاثنين من قصفها لشرق مدينة رفح، وسط إطلاق القنابل المضيئة في سماء المدينة، خاصة في المناطق الشرقية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

وأوضحت المصادر أنه تم رصد حركة لآليات الاحتلال العسكرية قرب السياج الحدودي الشرقي لمدينة رفح.

وتعتبر مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، فمنذ بداية العملية البرية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة في الـ27 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يُطلب من المواطنين التوجه من شمال القطاع ووسطه، بادعاء أنها “مناطق آمنة”.

وتمتد رفح من البحر الأبيض المتوسط غربا إلى حدود 1967 شرقا، ومن الحدود المصرية جنوبا إلى حدود محافظة خان يونس شمالا، وتفصلها عن مدينة القدس 107 كيلومترات إذا سرت بخط مستقيم باتجاه الشمال الشرقي.

واليوم، تتسع رفح على ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، لأكثر من 1.5 مليون فلسطيني، اضطر أغلبيتهم إلى النزوح إليها هربا من جحيم الحرب .

ويواجه النازحون ظروفا مزرية داخل آلاف الخيام المنتشرة في جميع أنحاء المدينة، حتى إن الأرصفة ازدحمت بتلك الخيام، وتحولت الطرق الرئيسية إلى أسواق مكتظة.

ويُعد معبر رفح البري شريان حياة لمواطني قطاع غزة، والمنفذ البري الوحيد لإدخال المساعدات وإجلاء المصابين، وأي هجوم عسكري على رفح يعني الحرمان من المساعدات الغذائية والطبية.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه برا وبحرا وجوا على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن استشهاد 34735 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 78108 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض والركام.

جدير بالذكر أن وزيرُ الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن حركةَ حماس هي “العقبةُ الوحيدة” أمام التوصل إلى وقف إطلاق نار مع إسرائيل في قطاع غزة.

وقال أن إسرائيل لم تُقدم خطة ذاتَ مصداقية لتأمين حماية حقيقية للمدنيين في رفح في ظل حديثها عن قرب اجتياح المدينة.

وأكد أن إلى أن واشنطن لا يمكن أن تدعمَ عملية عسكرية كبيرة في رفح بسبب غياب خطة واضحة ولأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول.

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية، يوم السبت الماضي إن “إسرائيل لن تقدم أي التزام بشأن قضايا الهدنة قبل معرفة مدى مرونة حركة حماس في التفاوض .

وقالت الهيئة أن “إسرائيل أكدت أن وفدها لن يتوجه للقاهرة لاستكمال المفاوضات، قبل أن تقدم حماس ردها على مقترح التهدئة”، غير أنها نقضت كل ذلك بشنها الحرب بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الساعات الماضية إن تقديم المساعدة والحماية لقطاع غزة أصبح أمرًا شبه مستحيل .

وقالت “أونروا”، في بيان لها، إن نحو مليون شخص فروا من رفح في الأسابيع الثلاثة الفائتة، مشيرة إلى أن ذلك حدث في ظل عدم وجود أي مكان آمن للذهاب إليه وسط القصف، ونقص الغذاء والماء، وأكوام النفايات والظروف المعيشية الصعبة.

جدير بالذكر أن 45 فلسطينيا قتلوا وأصيب العشرات، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، بعد قصفها مخيمًا للنازحين شمال غرب رفح، ويقع المخيم ضمن مناطق حددها الجيش الإسرائيلي مسبقًا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها، وفقاً لوكالة “وفا”.

من جهتها أشارت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء 28 مايو، إلى أن عمليات الإجلاء لدواع طبية قد “توقفت تماما” بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية قبل الـ 21 يوم الماضية .

وكشفت التقديرات أن الآلاف من سكان غزة يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل لكن القليل منهم تمكنوا من مغادرة القطاع المحاصر منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي قبل نحو ثمانية أشهر.

فيما صرحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، بأنه منذ أن شنت إسرائيل هجومها العسكري على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة المكتظة مطلع الشهر الحالي “حدث توقف مفاجئ لجميع عمليات الإجلاء الطبي”، وحذرت من أن هذه الخطوة تعني أن المزيد من الاشخاص سيموتون بانتظار تلقي العلاج.

وأوضحت هاريس، للصحفيين في جنيف “على أن هؤلاء الأشخاص لم يرحلوا لمجرد بدء الحرب لذلك ما زالوا جميعا بحاجة إلى إحالة” طبية.

وذكرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إنه بما أن الخدمات الطبية في غزة تعطلت بشكل كارثي بسبب الحرب، فعلى المزيد من الأفراد المغادرة للحصول على الخدمات التي اعتادوا الحصول عليها داخل القطاع مثل غسيل الكلى أو العلاج الكيميائي .

وقالت هاريس، إن منظمة الصحة العالمية تقدر أن “حوالي 10 آلاف شخص يحتاجون إلى الإجلاء لتلقي العلاج الطبي اللازم في مكان آخر” .

وأشارت الى أن من بينهم أكثر من ستة آلاف مريض يعانون من صدمات نفسية وما لا يقل عن الفي مريض من أمراض مزمنة خطيرة مثل السرطان.

وأضافت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إنه منذ التوقف الكامل لعمليات الإجلاء الطبي من غزة في 8 مايو، اضيف الف مريض وجريح في حالة حرجة إلى تلك القائمة.

جدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية قد حصلت على موافقة إسرائيل للقيام بـ 5800 عملية إجلاء طبي، أي حوالي نصف العدد الذي طلبته منذ بدء الحرب.

فيما أوضحت ان 4900 مريض تمكنوا من المغادرة من اصل 5800. .

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى